أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015
2119
التاريخ: 2023-12-13
1009
التاريخ: 2024-04-26
744
التاريخ: 2023-07-24
1143
|
لا شك في الأساليب الثلاثة المتقدمة تستعمل في البيان والتفهيم ، وهي أساليب رائعة جداً لو طبقت قواعدها بشكل صحيح ، ولكن يبقى السؤال عن إعجاز القرآن البياني مطروحاً ، هل نقصد به واحداً من هذه الأساليب أو نقصد به معنى آخر يفوق تلك الأساليب ؟ ومن حيث المبدأ نجيب : بأن الفاظ القرآن واُسلوبه تشكل إعجازاً فاق كل الأساليب المتقدمة ، ولكن كيف نثبت ذلك ؟ هذا ماسنحاول الإجابة عنه في هذا الدرس.
الدليل على سمو اُسلوب القرآن
الاولى : من خلال كلمات أولئك العظام الذي استخدموا تلك الأساليب المتقدمة لنرى ماذا يعني الإعجاز البياني للقرآن؟
الثانية: من خلال نفس القرآن .
أما الجهة الاٌولى: فمثلاً نجد علي ابن ابي طالب (عليه السلام) يصف القرآن بالقول :
(وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه ، لا تهدم أركانه وعز لاتهزم أعوانه )(1)
ووصفه في وصف آخر:
( ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لاتطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا ينجو توقده وبحراً لا يدرك قعره)(2)
أما الوليد بن المغيرة، وهذا كان من الذين تتحاكم لديه الادباء قال بحق القرآن لما سمع النبي يتلو بعض آياته فقال:
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن وأن له لحلاوة ، وأن عليه طلاوة ، وأن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق وأنه ليعلو وما يُعلى عليه.(3)
أما عتبة بن ربيعة عندما سمع آيات الذكر الحكيم قال:
إني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط ، والله ماهو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ... فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم.(4)
وهناك قصة قد حكاها القرآن بقوله : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26]
والقصة تشير الى وجود ثلاث أشخاص كانوا يأتون ليلاً ليسمعوا من الرسول (صلى الله عليه واله) القرآن وكان لايعلم أحدهم بالأخر ، فكل واحد منهم يأخذ مكاناً في أستار الليل ليسمع من الرسول (صلى الله عليه واله ) ، وكانوا يتفرقون فيلتقون في الطريق ويتواصوا بعدم الذهاب ثانية ، ثم يكرروها الى أن قال بعضهم لبعض:
لا تعودوا فلو رأكم بعض سفهائكم لاوقعتم في نفسه شيئاً ثن أنصرفوا.(5)
الم يكونوا هؤلاء أصحاب البلاغة والفصاحة ، وملوك البيان والشعر ، فلماذا أسرهم القرآن بهذا الشكل إذا لم يكن فيه تفوق على مايمتلكونه من فصاحة وبلاغة ، هذا من الجهة الأولى .
الخلاصة
1- إن اُسلوب القرآن الكريم يفوق الأساليب التي تقدم شرحها سواء كانت علمية أم أدبية أم خطابية .
2- يستدل على تفوق القرآن الكريم واُسلوبه بوجهين: الأول : شهادات واعترافات كبار الفصحاء وملوك البيان . والثاني: حديث القرآن عن نفسه.
3- من أبرز الذين بينوا عظمة خطاب هذا الكتاب واعترفوا بسمو عرضه واُسلوبه هم : علي بن ابي طالب، والوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة.
__________
1- نهج البلاغة: الخطبة 131.
2- المصدر: الخطبة: 196.
3- بحار الأنوار:9 ، 167.
4- تفسير البغوي:4، 111.
5- تفسير ابن كثير: 3، 47.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|