أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2020
1097
التاريخ: 17-11-2020
729
التاريخ: 17-11-2020
1286
التاريخ: 17-11-2020
1699
|
السؤال : ما معنى كلمة التقيّة؟ هل تعني الكذب؟
فقد جاء في كتاب أُصول الكافي للكليني : عن أبي عمر الأعجمي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : ( يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقيّة ، ولا دين لمن لا تقيّة له ... ) ، فما المقصود بالتقيّة؟
أرجوكم أرشدوني ، فقد تزايدت صفحات المتهجّمين على إخواننا الشيعة ـ أنا سنّي أحبّ الشيعة ، لأنّكم تحبّون أهل البيت ـ ومع السلامة.
الجواب : إنّ التقيّة رخصة شرعيّة في كتاب الله ، وسنّة الرسول صلى الله عليه وآله ، تعمل في موارد الخوف والخطر والضرر.
وقد جرت سيرة الأنبياء والأولياء والمؤمنين على العمل بها ، وقد استدلّ لجوازها بالأدلّة الأربعة :
الدليل الأوّل : القرآن :
قال تعالى : {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} [غافر: 28].
فنجد مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه خوفاً من الضرر.
وقال تعالى : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106].
فنجد الصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر يعمل بالتقيّة ، والنبيّ صلى الله عليه وآله يمضي عمله ، ويجوّز له العمل بها.
وقد اشتهر في كتب التفسير : أنّ هذه الآية نزلت في عمّار بن ياسر الذي عُذّب في الله ، حتّى ذكر آلهة المشركين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إن عادوا فعد ) (1).
وهناك آيات أُخرى دالّة بالصراحة ، أو بالضمن على التقيّة ، وهن :
1 ـ { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28].
2 ـ الكهف : 19.
3 ـ الأنعام : 119.
4 ـ البقرة : 195.
5 ـ الحج : 78.
6 ـ فصّلت : 34.
الدليل الثاني : السنّة :
إنّ الروايات الدالّة على جواز التقيّة كثيرة ، منها :
1 ـ سئل الإمام الصادق عليه السلام عن التقيّة؟ فقال : ( التقيّة من دين الله ) ، قلت : من دين الله؟
قال : ( إي والله من دين الله ، ولقد قال يوسف : { أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } [يوسف: 70] ، والله ما كانوا سرقوا شيئاً ، ولقد قال إبراهيم : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) ، والله ما كان سقيماً ) (2).
وهناك أحاديث كثيرة بهذا المضمون.
2 ـ أخرج البخاريّ من طريق قتيبة بن سعيد ، عن عروة بن الزبير ، أنّ عائشة أخبرته ، أنّه استأذن على النبيّ صلى الله عليه وآله رجل قال صلى الله عليه وآله : ( ائذنوا له فبئس ابن العشيرة ) ـ أو بئس أخو العشيرة ـ فلمّا دخل ألان له الكلام.
فقلت له : يا رسول الله ، قلت ما قلت ، ثمّ ألِنت له في القول؟
فقال : ( أي عائشة ، إنّ شرّ الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه ) (3). الدليل الثالث : الإجماع :
اتّفق جميع المسلمين وبلا استثناء على أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يدعو الناس سرّاً إلى الإسلام ، مدّة ثلاث سنين من نزول الوحي ، فلو كانت التقيّة غير مشروعة لكونها نفاقاً ، لما مرّت الدعوة إلى الدين الحنيف بهذا العمر من التستّر والكتمان.
وقد نقل الإجماع ـ على أنّ التقيّة مشروعة وجائزة ـ جمهرة من علماء السنّة ، منهم : القرطبيّ المالكيّ (4) ، ابن كثير الشافعيّ (5).
الدليل الرابع : العقل أو العقلاء :
إنّ التقيّة موافقة لمقتضاه ، فإنّ جميع الناس يستعملونها في حالات الخطر والضرر ، من دون أن يسمّوها تقيّة.
الفتاوى والأقوال :
وأمّا فقه المذاهب الإسلاميّة ، فقد ذهبوا إلى جوازها فتجد :
1 ـ الإمام مالك يقول بعدم وقوع طلاق المكره على نحو التقيّة ، محتجّاً بذلك بقول الصحابيّ ابن مسعود : ( ما من كلام يدرأ عنّي سوطين من سلطان إلاّ كنت متكلّماً به ) (6).
ولاشكّ أنّ الاحتجاج بهذا القول ، يعني جواز إظهار خلاف الواقع في القول عند الإكراه ، ولو تمّ أي الإكراه بسوطين.
2 ـ ابن عبد البرّ المالكيّ (7) حيث أفتى بعدم وقوع عتق المكره وطلاقه ، ولو كانت التقيّة لا تجوز في العتق والطلاق عند الإكراه من ظالم عليهما لقال بوقوعهما.
وغيرهما كثير (8).
____________
1 ـ المستدرك 2 / 357 ، السنن الكبرى للبيهقيّ 8 / 208 ، فتح الباري 12 / 278 ، شرح نهج البلاغة 10 / 102 ، جامع البيان 14 / 237 ، أحكام القرآن للجصّاص 2 / 13 و 3 / 249 ، الجامع لأحكام القرآن 10 / 180 ، تفسير القرآن العظيم 2 / 609 ، الدرّ المنثور 4 / 132 ، تفسير الثعالبي 3 / 443 ، فتح القدير 3 / 198 ، الطبقات الكبرى 3 / 249 ، تاريخ مدينة دمشق 43 / 373 ، سير أعلام النبلاء 1 / 411.
3 ـ آل عمران : 28.
2 ـ الكافي 2 / 217 ، المحاسن 1 / 258.
3 ـ صحيح البخاريّ 7 / 102.
4 ـ الجامع لأحكام القرآن 10 / 182.
5 ـ تفسير القرآن العظيم 2 / 609.
6 ـ المدونة الكبرى 3 / 29.
7 ـ أُنظر : الكافي في فقه أهل المدينة : 503.
8 ـ أُنظر : تفسير ابن جزي : 366 ، الجامع لأحكام القرآن 10 / 182 ، المبسوط للسرخسيّ 24 / 48 و 51 و 77 و 152 ، فتح الباري 12 / 278 ، المجموع 18 / 3 ، المغني لابن قدامة 8 / 262.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|