المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أوّل مانزل من القرآن  
  
23464   06:28 مساءً   التاريخ: 10-11-2020
المؤلف : السيد نذير الحسني
الكتاب أو المصدر : دروس في علوم القرآن
الجزء والصفحة : 83 -88.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / نزول القرآن /

 

يعتبر ترتيب النزول وتسلسل السور من المواضيع التي تلازم عادة مباحث النزول ، وبما أن السور المرتبة في المصحف لاتعني كونها نزلت على هذا الترتيب ، عكف علماء القرآنيات على البحث في التسلسل الزمني الحقيقي لنزول السور حسب ترتيبها ونزولها على صدر النبي (صلى الله عليه واله ) وتجدر الإشارة هنا أن لهذا البحث أهمية أيضاً في علوم القرآن ودرساته .

 

أول مانزل من القرآن

لقد وقع الكلام في تحديد أول آية أو سورة نزلت من القرآن ، هل هي العلق أو المدثر أو ...

والأقوال في ذلك ثلاثة :

القول الأول : سورة العلق ، ففي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام ):

((هبط إليه جبرئيل وأخذ بضبعه وهزه ، فقال : يا محمد ، أقرأ ، قال : وما أقرأ ؟ قال: يا محمد : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5].

القول الثاني: سورة المدثر ، روي عن أبن سلمة ، قال :

(سألت جابر بن عبد الله الأنصاري :أي القرآن اُنزل قبل ؟ قال : {ياأيها المدثر} قلتُ : أو {أقرأ بأسم ربك} ؟ قال : اُحدثكم ماحدثنا به رسول الله (صلى الله عليه ) : إني جاورت بحراء ، فلما قضيت جواري نزلت فأستبطنت الوادي ، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي – ولعله سمع هاتفاً – ثم نظرت الى السماء فإذا هو – يعني جبرئيل – فأخذتني رجفة ، فأتيت خديجة ظن فأمرتهم فدثروني ، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 1، 2].(2)

ولعل جابراً أجتهد من نفسه أنها أول سورة نزلت ، إذ ليس في كلام رسول الله (صلى الله عليه واله ) دلالة على ذلك ، والأرجح أن ماذكره جابر كان بعد فترة أنقطاع الوحي فظنه جابر بدء الوحي (3) حيث روي جابر حديث فترة أنقطاع الوحي أيضاً قال :

 سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله ) يحدث عن فترة انقطاع الوحي ، قال : فبينما أنا امشي إذ سمعت هاتفاً من السماء ، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني  بحراء جالساً على كرسي بين السماء والأرض ، فجثثت منه فرقاً – أي فزعت ، فقلت زملوني زملوني فدثروني ، فأنزل الله تبارك وتعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } [المدثر: 1 - 5]- وعي الأوثان – قال (صلى الله عليه واله ) : ثم تتابع الوحي ). (4)

القول الثالث: سورة الفاتحة ،قال الزمخشري : ( أكثر المفسرين على أن الفاتحة أول مانزل) (5).

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أنه قال :
( سألت النبي (صلى الله عليه) عن ثواب القرآن ، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول مانزل عليه بمكة : فاتحة الكتاب ، ثم : {أقرأ بأسم ربك} ، ثم { ن والقلم } (6).

ولاشك أن النبي ( صلى الله عليه واله ) كان يصلي منذ بعثته ، وكان يصلي معه علي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة (7) و((لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب ))(8) فقد ورد في الأثر : أول مابدأ به جبرائيل أن علمه الوضوء والصلاة (9)، فلا بد أن سورة الفاتحة كانت مقرونة بالبعثة .

الجمع بين الأقوال : نحن لانرى تنافياً جوهرياً بين الأقوال الثلاثة ، لأن الآيات الثلاثة أو الخمسة من أول سورة العلق إنما نزلت تبشيراً بنبوته (صلى الله عليه واله ) وهذا إجماع أهل الملّة ، ثم بعد فترة جاءته آيات – أيضاً –  من أول سورة المدثر ، كما جاءت في حديث جابر ثانياً.

أما سورة الفاتحة فهي أول سورة نزلت بصورة كاملة وبسمة كونها سورة من القرآن كتاباً سماوياً للمسلمين . ومن هنا صح التعبير عن سورة الحمد بسورة الفاتحة ، أي : أول سورة كاملة نزلت بهذه السمة الخاصة ، إذ ليس المراد من الفاتحة أنها كتبت في بدء المصاحف ، لأن هذا الترتيب شيء حصل بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله ) أو لا أقل في عهد متأخر من حياته – فرضاً – في حين أنها كانت تسمى بفاتحة الكتاب منذ بداية نزولها ، كما يشير اليه قوله (صلى الله عليه واله ) :

((لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ))(10)

آخر مانزل من القرآن

ووقع الكلام أيضاً في تحديد آخر آية أو سورة نزلت من القرآن ؟

والأقوال في ذلك أربعة:

الأول : سورة النصر ، روي عن الصادق (عليه السلام )

(( وآخر سورة نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}(11).

الثاني : سورة براءة ، روي أنها آخر سورة نزلت ، نزلت في السنة التاسعة بعد عام الفتح عند مرجعه (صلى الله عليه واله ) من غزوة تبوك ، نزلت أيات من أولها فبعث بها النبي مع علي (عليه السلام ) ليقرؤها على ملأ من المشركين(12)

الثالث: آية {وَاتَّقُوا يَوْمًا}: روي أن آخر آية نزلت هي آية {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} نزل بها جبرائيل ، وقال : (( وضعها في رأس والمئتين والثمانين من سورة البقرة )) وعاش الرسول (صلى الله عليه واله ) أحداً وعشرين يوماً وقيل: سبعة أيام .(13)

الرابع : آية إكمال الدين ، روي إن آخر آية نزلت هي آية : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} [المائدة: 3].

قال اليعقوبي : كان نزولها يوم النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) بغدير خم (14)

                               

الجمع بين الأقوال : لا شك أن سورة النصر نزلت قبل براءة ، لأنها كانت بشارة بالفتح أو بمكة عام الفتح(15) وبراءة نزلت بعد الفتح بسنة .

فطريق الجمع بين هذه الروايات : إن اخر سورة نزلت كاملة هي سورة النصر ، فقال (صلى الله عليه واله ) : أما أن نفسي نعيت إلي . واخر سورة نزلت بأعتبار مفتتحها هي سورة براءة .

وأما آية : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} فإن صح أنها نزلت بمنى يوم النحر في حجة الوداع – كما جاء في رواية الماوردي(16)- فآخر آية نزلت هي آية الإكمال – كما ذكرها اليعقوبي – لأنها نزلت في مرجعه (صلى الله عليه واله ) من حجة الوداع ثامن عشر ذي الحجة .

وإلا فلو صح أن النبي (صلى الله عليه واله ) عاش بعد آية : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ...} أحداً وعشرين يوماً أو سبعة أو تسعة أيام ، فهذه هي أخر آية نزلت عليه (صلى الله عليه واله ) .

والأرجح ماذهب اليه اليعقوبي ، نظراً الى أنها آية الإعلام بكمال الدين ، فكانت إنذاراً بانتهاء الوحي عليه (صلى الله عليه واله ) بالبلاغ والأداء . فلعل تلك الاية كانت آخر آيات الأحكام ، وهذه آخر آيات الوحي إطلاقاً .

 

الخلاصة

1- أختلف الأقوال في تعيين اول سورة نزلت من القرآن الكريم فقيل : إنها سورة العلق، وقيل: إنها سورة المدثر ، وقيل : إنها سورة الفاتحة .

2- لايوجد تنافي بين الأقوال الثلاثة على اعتبار أن أهل الملة يجمعون على أن بعض آيات سورة العلق هي التي نزلت اولاً، ثم بعدها بفترة نزلت الآيات الأولى من المدثر ، وأما الفاتحة فهي  أول سورة كاملة نزلت على صدر النبي ، وبذلك يرتفع التعارض.

3- وأختلفت الأقوال أيضاً في آخر سورة نزلت ، هل هي النصر أو براءة أو آية { وَاتَّقُوا يَوْمًا} أو أنها { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ} ؟ وقد عولجت هذه الأقوا بعدة معالجات منها :

أ) إن آخر سورة نزلت كاملة هي النصر، وآخر سورة بأعتبار مفتتحها هي سورة براءة .

ب) يرجح أن تكون آخر مانزل من الآيات هي آية اكمال الدين ، كما ذهب الى ذلك اليعقوبي ، لأنها آية الإعلان عن إكمال الدين ، وقد تكون آية { وَاتَّقُوا يَوْمًا} هي آخر آيات الإحكام .

_________

1- راجع: بحار الأنوار : 18، 206، تفسير البرهان : 2، 478.

2- صحيح مسلم : 1، 99.

3- راجع: البرهان :1، 206.

4- صحيح مسلم : 1، 98.

5- الكشاف : 4، 775.

6- مجمع البيان : 10، 405.

7- تفسير علي بن إبراهيم القمي : 353.

8- مستدرك الحاكم : 1، 238-239.

9- سيرة ابن هشام : 1، 260-261‘. بحار الأنوار : 18، 184، الحديث 14 و/149، الحديث 30.

10- صحيح مسلم : 2، 9.

11- تفسير البرهان : 1، 29.

12- المصدرنفسه: 1، 680.

13- تفسير شبر : 83.

14- تاريخ اليعقوبي : 2، 35.

15- أسباب النزول بهامش الجلالين : 2، 165.

16- البرهان : 1، 187.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .