أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-05-2015
2078
التاريخ: 23-04-2015
1874
التاريخ: 3-05-2015
2531
التاريخ: 4-1-2016
3532
|
تعرضنا في الدرس السابق الى بحث هام من بحوث علوم القرآن وهو نزول القرآن الكريم ، وذكرنا أن معطيات بعض الآيات توهم التعارض والغموض في الشكل والزمن الذي نزل فيه القرآن ، وقد تمخض عن ذلك ثلاثة تصورات : نزوله في ليلة القدر ، ونزوله في يوم البعثة ، ونزوله منجماً ، ولحل عقدة النزول هذه طرحت عدة معالجات منها : النزول الدفعي والتدريجي ، وفي هذا الدرس نحاول أن نستدل على هذه المعالجة اولاً ، ومن ثم نحاول طرح المعالجات الأخرى .
لقد أستدلوا على هذه الرؤية بأدلة منها :
دليل قرآني : كما هو واضح من الآيات المباركة التي ذكرناها .
دليل روائي : جاء في كتاب الكافي :
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه محمد بن القاسم ، عن محمد بن سليمان عن داوود وعن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزوجل { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} وإنما أنزل في عشرين سنة أوله وأخره؟ فقال أبو عبدالله (عليه السلام ) : نزول القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الى البيت المعمور ، ثم نزل في طول عشرين سنة ، ثم قال : قال النبي (صلى الله عبيه واله) : ( نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان ،وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر ليلة خلت من شهر رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان ، وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان )(1).
وهناك رواية تشير الى أن القرآن نزل من السماء الرابعة ، ثم الى البيت المعمور .(2)
وهذه الرواية تم تأيلها من قبل التوصيه الأول الفيض الكاشاني ، قال في توجيه هذه الرواية .
التوجيه الأول
1- البيت المعمور هو قلب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .
2- والمراد من السماء الرابعة العالم الإنساني أعم من الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان .
3- والمراد من السماء الرابعة توجد مراتب تصاعدية ومن هذه المراتب تبدأ من الجماد ، ثم النبات ، ثم الحيوان ، ثم الإنسان .
4- الإنسان له مراتب تصاعدية ومن هذه المراتب قلب النبي (صلى الله عليه ) وهو البيت المعمور .
ويعتم
هذا الدليل على مقدمة ، وهي:
إن فائدة النزول الدفعي الذي أحتضنه صدر الرسول الاكرم ( صلى الله عليه) إنما تكون لتنوير قلب النبي الاكرم (صلى الله عليه ) بالمعراف والعلوم القرآنية لتساعده على تحمل أعباء الرسالة طيلة المدة التي قضاها في التبليغ ، ومن ثم تتنزل الآيات بشكل تدريجي.
هذه الأدلة التي ذكرناها اعتمد عليها أصحاب الآراء الاخرى في التوفيق بين نزوله في شهر رمضان وبين نزوله منجماً ، ولكن من خلال أجتهادات في توجيه الأدلة القرآنية .
التوجيه الثاني
القسم الأعظم من القرآن الكريم قد نزل في شهر رمضان ، وليس كل القرآن نزل في شهر رمضان ، ولذلك جاءت الآيات المباركة لتقول إن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان بلحاظ نزول الكثرة في شهر رمضان .(3)
وهذا التوجيه يعتمد في أدلته على نفس أدلت التوجيه الأول بعد ملاحظة أن العرف العام يخصص الشئ بما يغلب عليه ، وبما أن القرآن أغلب آياته قد نزلت في شهر رمضان فقد خصص نزوله في ذلك الشهر .
التوجيه الثالث
إن القرآن الكريم نزل على طول الفترة التي عاشها الرسول الاكرم (صلى الله عليه ) ، ولكن يمكن القول : إن مايريد الله أن ينزله على الرسول الاكرم (صلى الله عليه) في مدة سنة كاملة فينزله عليه في ليلة القدر ، بعبارة أخرى : إن الآيات التي قدر الله نزولها في سنة ينزلها في دفعة واحدة على صدر الرسول في لياة القدر .
التوجيه الرابع
إن سبب القول بأن القرآن نزل في شهر رمضان بلحاظ المبدأ ، أي ان بداية نزول القرآن كان في شهر رمضان وبهذه اللحاظ قيل : إن القرآن اُنزل في شهر رمضان .
التوجيه الخامس
هذا التوجيه ذكره ابو عبد الله الزنجاني قال:
إن معنى نزول القرآن في ليلة القدر ليس هو نزول آيات القرآن ، وإنما نزول الأهداف الكلية للقرآن.(4)
الخلاصة
1- لقد ذكرت معالجات اُخرى لتعين زمن النزول وكيفيته :
منها : إن القسم الكبير منه نزل في سهر رمضان .
ومنها : إن مايقدره الله أن ينزله في سنة واحدة ينزله في ليلة القدر .
ومنها : إن القول بنزول القرآن في شهر رمضان كان يلحظ مبدأ النزول .
ومنها : إن نزول القرآن في ليلة القدر يعني نزول أهدافه الكلية .
2- لقد أستدلوا على النزول الدفعي والتدريجي بدليلين: أحدهما قرآني ، والثاني روائي.
3- إن فائدة النزول الدفعي هو تنوير قلب النبي بالمعارف والعلوم القرآنية ، واعانته علة تحمل أعباء الرسالة.
_____________
1- الكافي : 2، 592، الحديث 6.
2- في ظلال القرآن ، سيد قطب : 2، 79.
3- تفسير الصافي : 1، 42.
4- تاريخ القرآن للزنجاني:10.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|