أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
2445
التاريخ: 12-10-2014
2187
التاريخ: 27-04-2015
1504
التاريخ: 12-10-2014
1908
|
اختلفوا في كيفية النسخ على أربعة أوجه :
- قال قوم : يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر.
- وقال آخرون : يجوز نسخ الحكم دون التلاوة.
- وقال آخرون : يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله.
- وقالت فرقة رابعة : يجوز نسخ التلاوة وحدها ، والحكم وحده ، ونسخهما معاً- وهو الصحيح- وقد دلّلنا على ذلك ، وأفسدنا سائر الأقسام في العدة في اصول الفقه.
وذلك ان سبيل النسخ سبيل سائر ما تعبد اللَّه تعالى به ، وشرّعه على حسب ما يعلم من المصلحة فيه فإذا زال الوقت الذي تكون المصلحة مقرونة به ، زال بزواله.
وذلك مشروط بما في المعلوم من المصلحة به ، وهذا القدر كاف في إبطال قول من ابى النسخ- جملة- واستيفاؤه في الموضع الذي ذكرناه.
وقد أنكر قوم جواز نسخ القرآن ، وفيما ذكرناه دليل على بطلان قولهم ، وقد جاءت اخبار متظافرة بانه كانت أشياء في القرآن نسخت تلاوتها ، فمنها ما روي عن أبي موسى : انهم كانوا يقرءون لو ان لابن آدم واديين من مال لابتغى اليهما ثالث ، لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب اللَّه على من تاب. ثم رفع. وروي عن قتادة قال : حدثنا انس بن مالك أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة :
- قرأنا فيهم كتابا- بلغوا عنّا قومنا انا لقينا ربنا ، فرضي عنا وارضانا ، ثم ان ذلك رفع. ومنها الشيخ والشيخة- وهي مشهورة-. ومنها ما روي عن أبي بكر انه قال : كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر. ومنها ما حكي : ان سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة- في الطول- وغير ذلك من الاخبار المشهورة بين اهل النقل. والخبر على ضربين :
أحدهما- يتضمن معنى الامر بالمعروف- فما هذا حكمه- يجوز دخول النسخ فيه.
والآخر يتضمن الاخبار عن صفة الامر. لا يجوز تغييره في نفسه ، ولا يجوز ان يتغير من حسن الى قبح أو قبح الى حسن ، فان ذلك لا يجوز دخول النسخ فيه. وقد بينا شرح ذلك في العدة. والافعال على ثلاثة اقسام- أحدها- لا يكون إلا حسناً. وثانيها- لا يكون إلا قبيحاً. وثالثها- يحتمل الحسن والقبح بحسب ما يقع عليه من الوجوه :
فالأول- كإرادة الافعال الواجبة ، أو المندوبة التي لا يجوز تغيّرها ، كشكر المنعم ، ورد الوديعة ، والإحسان الخالص وغير ذلك.
والثاني- كإرادة القبيح ، وفعل الجهل.
والثالث- كسائر الافعال التي تقع على وجه ، فتكون حسنة ، وعلى آخر فتصير قبيحة.
فالأول ، والثاني لا يجوز فيه النسخ. والثالث يجوز فيه النسخ.
ومن قرأ ننسخ- بفتح النون- فمن نسخت الكتاب. فانا ناسخ ، والكتاب منسوخ. ومن قراء- بضم النون ، وكسر السين- فانه يحتمل فيه أمرين :
أحدهما- قال ابو عبيدة : ما ننسخك يا محمد. يقال نسخت الكتاب ، وانسخه غيري.
والاخر- نسخته جعلته ذا نسخ. كما قال قوم للحجاج - وقد قتل رجلا- :
أقبرنا فلاناً أي جعله ذا قبر يقال قبرت زيداً : إذا دفنته واقبره اللَّه : جعله ذا قبر كما قال : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } [عبس : 21] وقوله : «أو ننسأها» فالنسء التأخير ونقيضه التقديم ، يقال انسأت الإبل عن الحوض أنسأها نسأ : إذا أخرتها عنه ، وانتسأت عن الشيء- : إذا تباعدت عنه- انتسأ ونسأت الإبل في ظمئها فانا أنسؤها نسأ : إذا زدنها في ظمئها يوماً أو يومين ، أو
اكثر من ذلك. وظمؤها : منعها الماء. ونسأت الماشية تنسأ نسأ : إذا سمنت. وكل سمين ناسئ ، تأويلها ان جلودها نسأت اي تأخرت عن عظامها ، قاله الزجاج ، وقال غيره :
انما قيل ذلك لأنها تأخرت في المرعى حتى سمنت ، ونسأت المرأة تنسئ نسأ إذا تأخر حيضها عن وقته ، ورجي حملها ، ويقال : انسأت فلاناً البيع ونسأ اللَّه في اجل فلان ، وانسأ اللّه اجله إذا أخر اجله. والنسيء تأخر الشيء ، ودفعه عن وقته ، ومنه قوله تعالى : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ } [التوبة : 37] وهو ما كانت العرب تؤخر من الشهر الحرام في الجاهلية. ونسأت اللبن أنسؤه نسأ إذا أخذت حليباً وصببت عليه الماء ، واسم ذلك : النسيء ، والنسيء هذا سمي بذلك ، لأنه إذا خالطه الماء أخر بعض اجزاء اللبن عن بعض قال الشاعر :
سقوني النسء ثم تكنفوني | عداة اللَّه من كذب وزور | |
ويقال للعصاة المنسأة ، لأنها ينسأ بها ، أي يؤخر بها ما يساق عن مكانه ، ويدفع بها الإنسان عن نفسه ونسأت ناقتي إذا رفعتها في السير واصل الباب التأخير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|