مفردات اللغة العربية من مصادر التفسير في عصر الصحابة والتابعين |
2269
04:18 مساءاً
التاريخ: 25-04-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03
281
التاريخ: 12-10-2014
1635
التاريخ: 26-11-2014
1536
التاريخ: 23-09-2015
2158
|
إنّ القرآن الكريم - كما نعرف - نزل بلغة العرب. ولم يكن الصحابة على اطّلاع كامل بمفردات اللغة العربية. ولذا كانوا يتوقّفون في بعض الأحيان عند بعض الكلمات القرآنية؛ لعدم معرفتهم معناها، حتى يقع في أيديهم شيء من كلام العرب يتضح به ما غمض لديهم من القرآن.
وقد أشرنا إلى بعض الشواهد التي حصل بها مثل هذا الشيء في بحث سابق . (1)
كما أنّ طبيعة المرحلة وهي مواجهة القرآن كمشكلة لغويّة تفرض أن يكون من أبرز المصادر للتفسير هو اللغة العربية نفسها. ولذا نجد أنّ علماء التفسير يؤكّدون ضرورة الاطّلاع على اللغة العربية كشرط أساسي في محاولة تفسير القرآن الكريم.
ويبدو أنّه قد اثير الجدل في فترة متأخّرة عن هذا العصر حول صحة الاعتماد على نصوص اللغة العربيّة لمعرفة معاني القرآن وخصوصيات اسلوبه. وقد أشار السيوطي إلى ذلك في كلام نقله عن أبي بكر بن الأنباري، هذا نصه : «قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر، وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك ... وقالوا إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن قالوا : «و كيف يجوز أن يحتجّ بالشعر على القرآن وهو مذموم في القرآن والحديث؟!» قال : وليس الأمر كما زعموا من أنّا جعلنا الشعر أصلا للقرآن بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر لأنّ اللّه تعالى قال {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا } [الزخرف : 3] وقال : {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء : 195] . وقال ابن عباس : «الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله اللّه بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه.» (2)
ففي هذا النص نجد ابن الأنباري يناقش المسألة على أساس طبيعة الموقف التفسيري وتصرّف الصحابة والتابعين الذين كانوا يعتمدون على نصوص اللغة العربية عند محاولتهم التعرف على المعاني القرآنية ويستشهدون بما روي عن ابن عباس في ذلك.
والشواهد العلمية من حياة الصحابة وتفسيرهم على ذلك كثيرة، ويكفينا أن نذكر منها ما رواه السيوطي في الإتقان بسنده المتصل عن حميد الأعرج وأبي بكر بن محمّد قالوا : بينا ابن عباس جالس بفناء الكعبة قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن فقال نافع بن الأزرق لنجد بن عويص : قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به. فقاما إليه. فقالا : إنّا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب اللّه فتفسّرها لنا وتأتينا بمصاديقه من كلام العرب. فإنّ اللّه تعالى إنّما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس : سلاني عمّا بدا لكما. فقال نافع : أخبرني عن قول اللّه تعالى { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج : 37] قال العزون حلق الرفاق.
قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم. أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول :
فجاءوا يهرعون إليه حتى |
يكونوا حول منبره عزينا (3) |
|
وعلى هذا الشكل يستمر نافع في السؤال ويستمرّ ابن عباس في الجواب حتى يصل العدد إلى حوالي مأتي مسألة . (4)
__________________
(1) راجع الصفحة : 176.
(2) الإتقان ، ج 1، ص 119، طبع المكتبة التجارية الكبرى.
(3) المصدر السابق ، ج 1، ص 120.
(4) ومن المعقول أن يأخذنا الشك في صحة هذه الرواية بتفاصيلها المرويّة في الاتقان على أساس استبعاد وقوع مثل هذه المناقشة الطويلة في مجلس واحد واستحضار ابن عباس لكل هذه النصوص العربية- كما تحاول الرواية ادّعاء ذلك- ولكن من المعقول أيضا أن يكون لهذه الرواية أصل يقتصر على بعض هذه المناقشة وأضيف اليها بعد ذلك الأجزاء الاخرى. خصوصا إذا لاحظنا أنّ المحدّثين الذين أخرجوها في وقت سابق على السيوطي لم يخرجوها بهذا التفصيل كما يصرّح السيوطي نفسه بذلك.
والذي نريد إثباته هنا بهذه الرواية هو أنّ نصوص اللغة العربية كانت مصدرا لتفسير القرآن وفي هذا يكفي أن نثبت أصل هذه الرواية.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|