أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
![]()
التاريخ: 2024-09-06
![]()
التاريخ: 15-11-2014
![]()
التاريخ: 14-11-2014
![]() |
من المباحث الاساسية في علوم اللغة هو مبحث الحقيقة والمجاز ، وهو من مباحث علم البلاغة ، واستعمال الحقيقة والمجاز من الاستعمالات الشائعة في لغة العرب شيوعا واسعا ، كقولهم للشجاع (أسد) ، ولجميل الوجه (قمر) ، ولكثير العلم (بحر).
ويشكّل مبحث (الحقيقة والمجاز) أحد البحوث الأساسية في علم البلاغة ، ولهذا المبحث تأثير بالغ في فهم دلالة كثير من الألفاظ القرآنية وتأويلها ، لا سيّما ذات الدلالة العقيدية التي تحدّثت عن الصفات ، فقد ساهم حمل اللفظ على الحقيقة أو المجاز في تحديد المعتقد ، ونسبة الصفة الى اللّه تعالى ، وكان هذا الحمل هو الفاصل بين الفهمين ، والمميّز بين التجسيم والتشبيه ، وبين التنزيه عن المشابهة.
ومن الأمثلة على ذلك تأويل قوله تعالى : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة : 255] على أساس حمل الاستعمال على المجاز ، ف (الكرسي) في هذه الآية كناية عن الملك والسلطان ، وليس الكرسي بمعناه الحسّي ، فاستعمله القرآن مجازا ، ولم يستعمله على نحو الحقيقة.
وكقوله تعالى : {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } [الفتح : 10] ، ف (يد اللّه) في هذه الآية كناية عن الهيمنة والقهر والسلطان ، وليست اليد بمعناها الحسّي فاللفظ مستعمل في المجاز ، وليس في الحقيقة.
وكل تلك الاستعمالات هي من الاستعمال المجازي ، فإنّ حملها على الحقيقة يقود الى التجسيم والتشبيه ، وهو سبحانه منزّه عن ذلك ، فهو كما وصف نفسه : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11].
ومثلها قوله تعالى : {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } [الفجر : 22] فقد فسّره الزمخشري بقوله : (واعلم أن الكلمة كما توصف بالمجاز ، لنقلها عن معناها الأصلي ، كما مضى ، توصف به أيضا لنقلها عن إعرابها الأصلي الى غيره ، لحذف لفظ أو زيادة لفظ. أما الحذف فكقوله تعالى : {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } [يوسف : 82] أي أهل القرية. فإعراب القرية في الأصل هو الجر ، فحذف المضاف ، وأعطي المضاف اليه إعرابه.
ونحوه قوله تعالى : {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر : 22] ، أي أمر ربّك ...) (1).
وهكذا يتضح الفارق العقيدي بين من يجعل المجيء للّه ، وهو يعني الانتقال والحركة اللتين يتنزّه اللّه عنهما ، وبين من يجعل المجيء لأمر اللّه ، كما فسّره الزمخشري ، محمولا على المجاز.
واعتماد المجاز في التفسير منهج لغوي اتبعه معظم المفسرين من مختلف المذاهب الاسلاميّة ، عدا أهل الظاهر والحشوية وأمثالهم من المشبهة والمجسّمة.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ووفد من جامعة البصرة يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
|
|
|