الحفاظ والصيانة (Preservation and Conservation):

إن مصطلح "الحفاظ او الوقاية Preservation" يطلق على الأعمال التطبيقية والبحثية التي يقوم بها المختصون في صيانة الآثار في سبيل المحافظة على الآثار بشتى أنواعها وصيانتها من التلف في الحاضر والمستقبل مستعينين من اجل تحقيق هذا الهدف بما وفرته لهم علوم الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم التجريبية ومن نتائج علمية وأجهزة حديثة ليستخدمها المختصون في صيانة الآثار، وكذلك في فحص مكونات الآثار المختلفة وتعيين خصائصها الفيزيائية والكيميائية وتحديد خطورة التلف الذي لحق بها ومظاهره المختلفة وذلك على أسس علمية ثم اختيار افضل المواد الكيميائية وأنسب طرق علاج وصيانة الآثار وحمايتها من التلف حاضرا ومستقبلا وهكذا نجد أن مصطلح الحفاظ في مدلوله أعم وأشمل من مصطلح الترميم حتى وإن كان مصطلح الترميم يعتبر أقدم استخداما من مصطلح الصيانة Conservation في ميدان ترميم وصيانة الآثار. ومن المعروف أن هنالك علاقة وطيدة بين مصطلح صيانة Conservation وبين مصطلح الوقاية او الحفظ Preservation. ( عبد الهادي، 1997 :102)

والحفاظ او المحافظة هو مجموعة من الاعمال والإجراءات التي يكون هدفها هو إطالة عمر وبقاء المبنى او الحي او المدينة او أجزاء منهم من دون تغيير في وظائفهم، كما انه العملية المركبة التي تشتمل على التسجيل والتصنيف والصيانة والحماية والترميم وإعادة التأهيل للمعالم والمناطق والمدن التاريخية بكل ما تحتويه من المعالم والشواخص المعمارية والتاريخية والجمالية إضافة الى تطوير وتحسين المناطق التاريخية التي ما زالت مستوطنة وقائمة لكونها تعكس الثقافة والتراث والقيم المتوارثة . (الفوري، 2010 : 17).

ومن كل ما سبق يمكن القول أن مصطلح صيانة Conservation يعبر عن تطور ميدان ترميم وصيانة الآثار، وبعد أن أصبح هذا المصطلح في الوقت الحاضر يربط بين مصطلح حفظ Preservation  وترميم Restoration، وأن عمليات صيانة الآثار بشمولها وارتكازها على أسس علمية وفنية متطورة أصبحت تشتمل على كل العمليات التي يقوم بها المتخصصون في سبيل المحافظة على التراث الإنساني المادي من الفناء والتدهور، كما أصبح المتخصص في صيانة الآثار Conservator يمثل حلقة الاتصال بين علماء الآثار وعلماء العلوم التجريبية التي تخدم ميدان صيانة الآثار وحفظها من التلف (عبد الهادي، 1997 : 102).