أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2020
2278
التاريخ: 11-8-2020
3446
التاريخ: 7-8-2020
5393
التاريخ: 4-7-2020
3653
|
رواية ابن الأثير في « أسد الغابة » (1)
روى بأسانيده المتعددة عن ابن عباس، قال : حدثني سلمان ، قال :
كنت رجلاً من أهل فارس، من أصبهان من جي، ابن رجل من دهاقينها، وكان أبي دهقان أرضه، وكنت أحب الخلق إليه ( أو عباد الله إليه ) فأجلسني في البيت كالجواري ، فاجتهدت في المجوسية ، فكنت في النار التي توقد فلا تخبو ، وكان أبي صاحب ضيعةٍ ، وكان له بناء يعالجه في داره ، فقال لي يوماً :
يا بني ، قد شغلني ما ترى ، فانطلق إلى الضيعة ، ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعةٍ بهمي بك.
فخرجت لذلك ، فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون ، فملت إليهم ، وأعجبني أمرهم ، وقلت والله هذا خير من ديننا ، فأقمت عندهم حتى غابت الشمس ، لا أنا أتيت الضيعة ، ولا رجعت إليه. فاستبطأني ، وبعث رسلاً في طلبي ، وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم : أين أصل هذا الدين.؟
قالوا : بالشام.
فرجعت إلى والدي، فقال : يا بني ؛ قد بعثت إليك رسلاً ،!
فقلت: قد مررت بقوم يصلون في كنيسة، فأعجبني ما رأيت من أمرهم، وعلمت أن دينهم خير من ديننا.
فقال : يا بني ، دينك ودين أبائك خير من دينهم.
فقلت : كلا ، والله. فخافني وقيدني.
فبعثت إلى النصارى ، وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم ، وسألتهم إعلامي من يريد الشام ، ففعلوا. وألقيت الحديد من رجلي، وخرجت معهم، حتى أتيت الشام فسألتهم عن عالمهم؟ فقالوا: الأسقف.
فأتيته، فأخبرته ، وقلت : أكون معك أخدمك ، وأصلي معك.
قال : أقم. ، فمكثت مع رجل سوء في دينه ، كان يأمرهم بالصدقة ، فاذا أعطوه شيئاً ، أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً ، فتوفي ، فأخبرتهم بخبره ، فزبروني ، فدللتهم على ماله. ، فصلبوه ولم يغيبوه ، ورجموه ، وأجلسوا مكانه رجلاً فاضلاً في دينه ، زهداً ورغبةً في الآخرة وصلاحاً ، فألقى الله حبه في قلبي حتى حضرته الوفاة. ، فقلت : أوصني. فذكر رجلاً بالموصل.، وكنا على أمر واحد حتى هلك.
فأتيت الموصل ، فلقيت الرجل ، فأخبرته بخبري ، وان فلاناً أمرني باتيانك.
فقال : أقم. ، فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة.
فقلت له : أوصني.
فقال : ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة ، إلا رجلاً بنصيبين. فلحقت بصاحب نصيبين. قالوا : وتلك الصومعة التي تعبد فيها سلمان قبل الأسلام باقية إلى اليوم.
ثم احتضر صاحب نصيبين ، فقلت له : أوصني.
فقال : ما أعرف أحداً على ما نحن عليه. إلا رجلاً بعمورية من أرض الروم.، فأتيته بعمورية فأخبرته بخبري، فأمرني بالمقام، وثاب لي شيء، واتخذت غنيمة وبقرات، وحضرته الوفاة. فقلت:
إلى من توصي بي.؟
فقال: قد ترك الناس دينهم، ولا أعلم أحداً اليوم على مثل ما كنا عليه، ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، مهاجره بأرض بين حرتين، ذات نخل. وبه آيات وعلامات لا تخفى.
قلت : فما علامته.؟
قال : بين منكبيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ، ولا يأكل الصدقة ، فان استطعت فتخلص إليه.
فتوفي ، فمر بي ركب من العرب من كلب. فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه، وتحملوني إلى بلادكم. فحملوني إلى وادي القرى، فلما بلغناها ، ظلموني فباعوني من رجل من اليهود. ، فكنت أعمل له في نخله وزرعه ، ورأيت النخل فعلمت أنه البلد الذي وصف لي. فأقمت عند الذي إشتراني.
وقدم عليه رجل من بني قريظة، فاشتراني منه، وقدم بي المدينة، فعرفتها بصفتها، فأقمت معه أعمل في نخله ، وبعث الله نبيه بمكة ، ولا أعلم بشيء من أمره (صلى الله عليه وآله) وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة ، فنزل في بني عمرو بن عوف. ، فإني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي ، فقال : أي فلان ، قاتل الله بني قيلة ، مررت بهم آنفاً وهم مجتمعون على رجل بقبا قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبي!
فوالله ما هو إلا أن سمعتها، فأخذني القر والانتفاض، ورجفت بي النخلة حتى كدت أن أسقط ، ونزلت سريعاً فقلت : ما هذا الخبر؟. فلكمني صاحبي لكمة، وقال : وما أنت وذاك ، أقبل على شأنك. فأقبلت على عملي حتى أمسيت، فجمعت شيئاً كان عندي من التمر.. الخ.. الرواية (2).
__________________
(1) أسد الغابة ج 2 ص 328.
وفي الطبقات الكبرى / مجلد 4 / ص 75 ـ 80 قريباً منه، لكن فيها زيادات حول كيفية مكاتبته لصاحبه وعتقه.
(2) بقية الرواية تتناول العلامات الثلاثة، وهي تلتقي مع الروايات الأخرى في المضمون، لكنها لم تتعرض لعتقه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|