المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16679 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من اقسام المثل العليا تصور من الواقع نفسه  
  
1818   06:57 مساءاً   التاريخ: 22-04-2015
المؤلف : السيد محمد باقر الصدر ، اعداد : الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الكتاب أو المصدر : السنن التاريخية في القران
الجزء والصفحة : ص115- 122.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2014 1761
التاريخ: 24-11-2015 3366
التاريخ: 15-02-2015 1300
التاريخ: 5-10-2014 1615

المثل الأعلى الذي يستمد تصوره من الواقع نفسه، ويكون منتزعا من واقع ما تعيشه الجماعة البشرية من ظروف وملابسات، أي ان الوجود الذهني الذي صاغ المستقبل هنا، لم يستطع ان يرتفع على هذا الواقع ويتجاوزه، بل انتزع مثله الأعلى من هذا الواقع بحدوده، وقيوده، وشئونه.

وحينما يكون المثل الأعلى منتزعا عن واقع الجماعة بحدودها وقيودها وشئونها يصبح حالة تكرارية، ومجرد محاولة لتجميد هذا الواقع وحمله إلى المستقبل، بدلا عن التطلع إلى المستقبل وتحويلا له من حالة نسبية ومن أمر محدود إلى أمر مطلق، إلى حقيقة مطلقة لا يتصور الانسان شيئا وراءها، ولهذا سوف يكون المستقبل تكرارا للماضي، ومعه لن تستطيع الجماعة البشرية ان نتجاوز الواقع وان ترتفع بطموحاتها عنه.

ما السبب؟

وتبنّي هذا النوع من المثل العليا له أحد سببين :

السبب الاول : نفسي هو عبارة عن الالفة والعادة والخمول والضياع، ومن الواضح أنه اذا انتشرت هذه الحالة النفسية : حالة الخمول والركود والالفة والضياع في مجتمع فانه سوف يصاب بالجمود، لانه سوف يصنع الهه من واقعه، وسوف يحول هذا الواقع النسبي المحدود الذي يعيشه إلى حقيقة مطلقة، إلى مثل اعلى لا يرى وراءه شيئا.

وهذا في الحقيقة هو ما عرضه القرآن الكريم في كثير من الآيات التي تحدثت عن المجتمعات التي واجهت الانبياء حينما جاءوها بمثل عليا حقيقية، ترتفع عن الواقع وتريد ان تنتزعه من حدوده النسبية إلى وضع آخر، واجه هؤلاء الانبياء مجتمعات سادتها حالة الالفة والعادة والتميع التي جسّدها ردّ أفرادها بمنطق موحّد مكرور :

إنا وجدنا آباءنا على هذه السنة والطريقة، ونحن متمسكون بمثلهم الأعلى. سيطرة الواقع على اذهانهم، وتغلغل الحس في طموحاتهم، بلغ إلى درجة تحول هذا الإنسان من خلالها إلى انسان حسي لا إلى انسان مفكر، إلى انسان يكون ابن يومه وابن واقعه دائما، لا أبا يومه ولا أبا واقعه، ولهذا لا يستطيع ان يرتفع على هذا الواقع استمعوا إلى القرآن الكريم وهو يقول :

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة : 170].

{قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة : 104]. {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس : 78] ، {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [هود : 62] ، {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [إبراهيم : 10] {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف : 22].

في كل هذه الآيات، يستعرض القرآن الكريم السبب الاول لتبني المجتمع لمثل هذا المثل الأعلى المنخفض هؤلاء بحكم الالفة والعادة، وبحكم‏ التميّع والفراغ، وجدوا سنة قائمة، ووضعا قائما فلم يسمحوا لأنفسهم بتجاوزه، بل جسدوه كمثل اعلى وعارضوا به دعوات الأنبياء على مر التاريخ.

السبب الثاني : اجتماعي ، هو عبارة عن التسلط الفرعوني على مرّ التاريخ، الفراعنة على مر التاريخ حينما يحتلون مراكزهم يجدون في أي تطلع إلى المستقبل، وفي أي تجاوز للواقع الذي سيطروا عليه، زعزعة لوجودهم وهزّا لمراكزهم.

ولذا، كان من مصلحة فرعون على مرّ التاريخ، ان يغمض عيون الناس على هذا الواقع، وان يحول الواقع الذي يعيشه مع الناس إلى مطلق، إلى إله، إلى مثل أعلى لا يمكن تجاوزه، فتتجمد الامة في حاضرها ولا تطمح إلى التفيش عن مستقبل لها. هنا السبب اجتماعي لا نفسي، السبب خارجي لا داخلي.

وهذا ايضا ما عرضه القرآن الكريم :

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص : 38].

{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } [غافر : 29].

هنا فرعون يقول : ما أريكم الا ما ارى، يريد ان يضع الناس الذين يعبدونه كلهم في اطار رؤيته، يحول هذه النظرة وهذا الواقع، إلى مطلق لا يمكن تجاوزه ، لأنه يرى في تجاوزه خطرا عليه. وفي نفس هذا الإتجاه، تشير الآية الكريمة :

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [المؤمنون : 45 - 47].

اذن، هذا التجميد ضمن اطار الواقع الذي تعيشه الجماعة، أية جماعة بشرية، ينشأ من حرص أولئك الذين تسلطوا على هذه الجماعة على أن يضمنوا وجودهم، ويضمنوا الواقع الذي هم فيه وهم بناته. والقرآن الكريم يسمي هذا النوع من القوى التي تحاول ان تحول هذا الواقع المحدود إلى مطلق، وتحصر الجماعة البشرية في أطار هذا المحدود، يسمي هذا بالطاغوت. قال سبحانه وتعالى :

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر : 17، 18].

لاحظوا ذكر صفة اساسية مميزة لمن اجتنب عبادة الطاغوت.

ما هي الصفة الأساسية المميزة التي ذكرها القرآن لمن اجتنب عبادة الطاغوت؟

قال تعالى : {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر : 17، 18].

يعني لم يجعلوا هناك قيدا على أذهانهم، أو اطارا محدودا لا يمكنهم ان يتجاوزوه، بل جعلوا الحقيقة مدار همّهم، ولهذا يستمعون القول فيتبعون أحسنه، فهم في حالة طموح، وتطلّع وموضوعية، في حالة تسمح لهم بان يجدوا الحقيقة. بينما لو كانوا يعبدون الطاغوت، فسوف يكونون في اطار هذا الواقع الذي يريده الطاغوت، ولن يستطيعوا أن يستمعوا إلى القول فيتبعون أحسنه، وانما يتبعون فقط ما يراد لهم ان يتبعوه. هذا هو السبب الثاني لاتباع وتبني هذه المثل.

وخلاصة ما مرّ بنا حتى الآن : أن التاريخ يتحرك من خلال البناء الداخلي‏ للانسان، الذي يصنع له غاياته التي تبنى على أساس المثل الأعلى الذي تنبثق عنه تلك الغايات. لكل مجتمع مثل أعلى، ولكل مثل أعلى مسار ومسيرة، وهذا المثل الأعلى هو الذي يحدد في تلك المسيرة معالم الطريق، وهذا المثل الأعلى على ثلاثة أقسام، استعرضنا القسم الأول وهو المثل الأعلى الذي ينبثق تصوره عن الواقع الذي تعيشه الجماعة، ويكون منتزعا منه، وتكون الحركة التاريخية في ظل هذا المثل الأعلى حركة تكرارية، أخذ الحاضر لكي يكون هو المستقبل، وقلنا بأن تبني هذا النوع من المثل الأعلى يعود الى أحد سببين بحسب تصورات القرآن الكريم :

السبب الأول : سبب نفسي ، هو الألفة والعادة والضياع.

والسبب الآخر : سبب خارجي، وهو تسلط الفراعنة والطواغيت على مرّ التاريخ.

وهذا المثل الأعلى المنخفض، غالبا ما يتخذ طابع الدين، وإسباغ نوع من القداسة عليه من قبل الطواغيت ليحصّنوه من أية محاولة تمرد عليه.

وفي الآيات الكريمة المتقدمة، التي كانت تحكي موقف الأمم السابقة من انبيائها، ورفضها لدعواتهم بحجة التمسك بعبادة الآباء والاجداد، بما تستبطنه من جمود على المثل الأعلى لذلك السلف المتحجر المتقوقع.

اذن المثل الأعلى لا ينفك عن الثوب الديني، سواء كان ثوبا دينيا صريحا، أو ثوبا دينيا مستترا مبرقعا تحت شعارات اخرى، فهو في جوهره دين، وفي جوهره عبادة وانسياق. الا ان هذه الاديان التي تفرزها هذه المثل العليا المنخفضة اديان محدودة تبعا لمحدودية نفس هذه المثل، وإن حوّلت بصورة مصطنعة إلى مطلقات. هذه الاديان هي أديان التجزئة في مقابل دين التوحيد، الذي سوف نتكلم عنه حينما نتحدث عن مثله الأعلى القادر على استيعاب البشرية بابعادها، وهذه الآلهة التي يفرزها الانسان بين حين وحين، هي التي يعبر عنها القرآن الكريم بقوله :

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ } [النجم : 23].

ولذلك فهذا كله لا يمكن ان يكون هو المصعّد الحقيقي للمسيرة البشرية، لان المسيرة البشرية لا يمكن ان تخلق إلهها بيدها.

ومن هنا، اذا تقدمنا خطوة في تحليل ومراقبة اوضاع هذه الامة، التي نتمسك بمثل من هذا القبيل، نجد ان هذه الامة بالتدريج سوف تفقد ولاءها لهذا المثل ايضا، لأنه بعد ان يفقد فاعليته وقدرته على العطاء، ويصبح أمرا مفروضا ومحسوسا وملموسا، فإن القاعدة الجماهيرية الواسعة في هذه الامة، سوف تتمزق وحدتها، لأن وحدة هذه القاعدة انما هي بالمثل الواحد، فاذا ضاع المثل ضاعت هذه القاعدة.

وتكون كما وصف القرآن الكريم :

{بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ } [الحشر : 14].

بأسهم بينهم شديد، باعتبار أن التناقضات تبدأ في داخل هذه الأمة التي لا يجمعها مثل أعلى، بل هي عبارة عن قلوب متفرقة وأهواء متشتتة، وارواح متبعثرة، وعقول مجمدة، وفي حالة من هذا القبيل، سوف ينصرف كل فرد فيها إلى همومه الصغيرة وقضاياه المحدودة، إلى تفكيره في اموره الخاصة، كيف يصبح ؟ كيف يمسي ؟ كيف يأكل ؟ كيف يشرب ؟ كيف يوفر الراحة والاستقرار له ولاولاده ولعائلته؟ أي راحة ؟ أي استقرار؟ الراحة بالمعنى الرخيص من الراحة، والاستقرار بالمعنى الضيق من الاستقرار.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .