المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Planetary motions
2024-02-06
المناخ المناسب لزراعة قصب السكر
2-1-2017
Synthetic Rubber
17-8-2019
حقائق حول الرقم 7 من سورة البقرة إلى سورة النبأ
21-01-2015
التربية السليمة ما هي الا عملية مغامرة محسوبة
21-11-2017
Short vowels STRUT
2024-06-18


مناظرات الإمام الصادق (عليه السَّلام)  
  
5331   02:32 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص319-321.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

أن عصر الإمام الصادق (عليه السَّلام) كان عصر صراع الأفكار وظهور المذاهب والفرق المختلفة، وقد حدثت إشكاليات وشبهات عديدة نتيجة لالتقاء الثقافة والعلوم الإسلامية بالفلسفات اليونانية وآراء فلاسفتها، ولهذا كان للإمام الصادق الكثير من المناظرات والمطارحات المثيرة مع أصحاب هذه التيارات والمذاهب، وذلك لتعريف الإسلام والرؤية الشيعية وقد أبدى خلالها وباستدلالاته الرصينة ومنطقه القويم تفوق المدرسة الإسلامية وأثبت أفضليتها وبطلان تلك العقائد ووهنها ؛ وهنا نقدم للقرّاء الكرام من بين تلك المناظرات والمطارحات المختلفة المناظرة التي دارت بين الإمام وأبي حنيفة إمام المذهب الحنفي على سبيل المثال: جاء أبو حنيفة إلى بيت الإمام الصادق للالتقاء به ذات مرة واستأذن عليه، فحجبه الإمام، و قال أبو حنيفة: وتوقفت قليلاً عند الباب، فجاء قوم من أهل الكوفة، فاستأذنوا، فأذن لهم، فدخلت معهم، فلماّ صرت عنده قلت له: يا ابن رسول اللّه لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد (صلَّى الله عليه وآله) ، فانّي تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم.

فقال الإمام: لا يقبلون منّي.

فقلت: ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول اللّه؟!

فقال (عليه السَّلام) :  أنت ممن لم تقبل مني، دخلت داري بغير إذني، وجلست بغير أمري، وتكلّمت بغير رأيي، وقد بلغني انّك تقول بالقياس؟.

قلت: نعم به أقول.

قال (عليه السَّلام) : ويحك يا نعمان أوّل من قاس اللّه تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم (عليه السَّلام) ، وقال : { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [الأعراف: 12] ، أيّما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا؟

قلت: القتل.

قال (عليه السَّلام) : جعل اللّه في القتل شاهدين وفي الزنا أربعة ؟ أينقاس لك هذا ؟.

قلت: لا.

قال (عليه السَّلام) : أيما أكبر البول أو المني؟.

قلت: البول.

قال (عليه السَّلام) :  فلِمَ أمر اللّه في البول بالوضوء وفي المني بالغسل؟ أينقاس لك هذا؟ .

قلت: لا.

قال (عليه السَّلام) : فأيّما أكبر الصلاة أو الصيام؟.

قلت: الصلاة.

قال (عليه السَّلام) : فلمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ أينقاس لك هذا؟

قلت: لا.

قال (عليه السَّلام) : أيّما أضعف المرأة أو الرجل؟.

قلت: المرأة.

قال (عليه السَّلام) : فلِمَ جعل اللّه تعالى في الميراث للرجل سهمين وللمرأة سهماً؟ أينقاس لك هذا؟.

قلت: لا.

قال (عليه السَّلام) : فَلِمَ حكم اللّه تعالى في من سرق عشرة دراهم بالقطع وإذا قطع رجل يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم؟ أينقاس لك هذا؟ .

قلت: لا.

قال (عليه السَّلام) :  وقد بلغني أنّك تفسر آية في كتاب اللّه وهي {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] أنّه الطعام والماء البارد في اليوم الصائف.

قلت: نعم.

قال له: دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيباً وأسقاك ماء بارداً ثمّ امتن عليك به ما كنت تنسبه إليه؟.

قلت: البخل.

قال (عليه السَّلام) :  أ فيبخل اللّه تعالى ؟! قلت: فما هو؟

قال: حبنا أهل البيت.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.