المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Markov Chain
16-2-2021
موقف المستشرقين من الإسلام‏
10-05-2015
الحالة السائلة
16-3-2018
الفوائد الطبية للجزر
29-5-2016
إضافة سكر المنان Mannosylation
31-12-2018
الكساح في الدجاج Rickets
26-9-2018


اختلاق العلماء والوعاظ وصنعهم  
  
3254   02:36 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص352-353.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015 3070
التاريخ: 17-04-2015 3305
التاريخ: 17-04-2015 3255
التاريخ: 17-04-2015 3650

كان الأمويون يبذلون جهدهم و بشتى الوسائل لإبعاد الناس عن مدرسة أهل البيت وبناء جدار بينهم و بين أئمة الإسلام الكبار، ولهذا كانوا يرجعون الناس إلى أهل الفتيا والعلماء المنتمين إلى الجهاز الحاكم أو على الأقل إلى الفقهاء الذين لا يشكلون خطراً عليهم وتابع العباسيون الذين حملوا في بداية أمرهم شعار الولاء لأهل البيت والدفاع عنهم وجعلوه وسيلة للوصول إلى أهدافهم نفس هذه الطريقة أيضاً بعد أن وطّدوا سلطانهم، فقد كان الخلفاء العباسيون يرون كالأمويين في أئمة أهل البيت الكبار الذين استقطبت وجذبت مدرستهم النابضة بالحياة الناس ومنحتهم النشاط واليقظة مركزاً للخطر، ولهذا السبب حاولوا أن يعزلوهم بعيداً عن الناس ؛ وبات هذا الأمر ملحوظاً في عصر الإمام الصادق أكثر من زمن آخر، فقد سعى الحكم آنذاك أن يجلس أشخاصاً كانوا في فترة من الفترات تلاميذ في مدرسة الإمام على كرسي الفقه والفتيا وفي النقطة المقابلة لمدرسة الإمام، ويقدّمونهم على أنّهم المرجع الذي يرجع إليه، كما فعلوا ذلك لابن أبي ذئب ومالك بن أنس وأجلسوهما على ذلك الكرسي ؛ ولهذا القصد كان المنصور الدوانيقي يكرم مالك بن أنس كثيراً ويقدّمه على انّه المفتي والفقيه الرسمي، وقد أعلن الناطق باسم العباسيين في المدينة : ألا لا يفتي الناس إلاّ مالك بن أنس و ابن أبي ذئب.

و قد أمر المنصور مالكاً أيضاً بأن يؤلّف كتاباً في الحديث ليكون في متناول المحدّثين، فامتنع مالك عن ذلك، ولكنّ المنصور أصر عليه وقال له يوماً : يجب أن تكتب هذا الكتاب، لأنّه ليس هناك من هو أعلم منك ؛ ثمّ ألّف مالك كتاب الموطأ تحت ضغط المنصور وإصراره وراح الجهاز الحاكم أثر ذلك يناصر مالكاً وينشر فتاواه ويروّج آراءه مستخدماً جميع وسائله كي يقصي الناس عن مدرسة الإمام الصادق (عليه السَّلام).

وقال المنصور لمالك : لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثنّ به إلى الآفاق فاحملهم عليه ؛ وطبعاً كان هؤلاء الفقهاء شئنا أم أبينا ينتمون إلى السلطة ويحمون مصالحها إزاء دعمها ومناصرتها لهم، وإذا ما أدرك الخليفة انّ فقيها ومفتياً ممّن ينتمون إلى حكمه يعمل خلافاً لمصالحه أو يخالفه باطناً كان يعاقبه أشد عقاب كما جلد مالك بن أنس الذي حظي بكلّ تلك العناية من المنصور بسبعين جلدة أثر سعاية أحدهم لدى ابن عمه، وكانت هذه السعاية تتعلّق بفتوى كان أفتى بها خلافاً لرغبة الخليفة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.