المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ماهية قابلية قواعد المرافق العامة للتغيير والتطوير.
2-4-2016
ابن يونس المصري
14-2-2017
جمع الكثرة
23-1-2022
فوائد الاهداف للمنظمات
20-4-2022
علاقة الأغشية الحيوية Biofilm بالأمراض
15-1-2016
الفعل الجامد والمتصرف
23-02-2015


تفسير الآية (7-10) من سورة غافر  
  
4339   09:45 صباحاً   التاريخ: 13-8-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الغين / سورة غافر /

قال تعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} [غافر : 7 - 10]

 

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) 

 

أخبر سبحانه عن حال المؤمنين وأنه تستغفر لهم الملائكة مع عظم منزلتهم عند الله تعالى فحالهم بخلاف أحوال من تقدم ذكرهم من الكفار فقال {الذين يحملون العرش} عبادة لله وامتثالا لأمره {ومن حوله} يعني الملائكة المطيفين بالعرش وهم الكروبيون وسادة الملائكة .

{يسبحون بحمد ربهم} أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون وقيل يسبحونه بالتسبيح المعهود ويحمدونه على إنعامه {ويؤمنون به} أي ويصدقون به ويعترفون بوحدانيته {ويستغفرون} أي ويسألون الله المغفرة {للذين آمنوا} من أهل الأرض أي صدقوا بوحدانية الله واعترفوا بإلهيته وبما يجب الاعتراف به يقولون في دعائهم لهم :

{ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء والمراد بالعلم المعلوم كما في قوله {ولا يحيطون بشيء من علمه} أي بشيء من معلومة على التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم والمعنى أنه لا اختصاص لمعلوماتك بل أنت عالم بكل معلوم ولا تختص رحمتك حيا دون حي بل شملت جميع الحيوانات وفي هذا تعليم الدعاء ليبدأ بالثناء عليه قبل السؤال .

{فاغفر للذين تابوا} من الشرك والمعاصي {واتبعوا سبيلك} الذي دعوت إليه عبادك وهو دين الإسلام {وقهم} أي وادفع عنهم {عذاب الجحيم} وفي هذه الآية دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله تعالى إذ لوكان واجبا لكان لا يحتاج فيه إلى مسألتهم بل كان يفعله الله سبحانه لا محالة .

{ربنا وأدخلهم} مع قبول توبتهم ووقايتهم النار {جنات عدن التي وعدتهم} على ألسن أنبيائك {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} ليكمل أنسهم ويتم سرورهم {إنك أنت العزيز} القادر على من يشاء {الحكيم} في أفعالك {وقهم السيئات} أي وقهم عذاب السيئات ويجوز أن يكون العذاب هو السيئات وسماه السيئات اتساعا كما قال وجزاء سيئة سيئة مثلها .

{ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} أي ومن تصرف عنه شر معاصيه فتفضلت عليه يوم القيامة بإسقاط عذابها فقد أنعمت عليه {وذلك هو الفوز العظيم} أي الظفر بالبغية والفلاح العظيم ثم عاد الكلام إلى من تقدم ذكرهم من الكفار فقال عز اسمه {إن الذين كفروا ينادون} أي يناديهم الملائكة يوم القيامة {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} والمقت أشد العداوة والبغض والمعنى أنهم لما رأوا أعمالهم ونظروا في كتابهم وأدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء صنيعهم فنودوا لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم عن مجاهد وقتادة والسدي وقيل إنهم لما تركوا الإيمان وصاروا إلى الكفر فقد مقتوا أنفسهم أعظم المقت وهذا كما يقول أحدنا لصاحبه إذا كنت لا تبالي بنفسك فمبالاتي بك أقل وليس يريد أنه لا يبالي بنفسه بل يريد أنه يفعل فعل من هو كذلك عن البلخي .

_____________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص427-428 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) 

 

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ومَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويُؤْمِنُونَ بِهِ} . عند تفسير قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف - 54] قلنا : ان المراد بالعرش الملك والاستيلاء والتدبير ، وعند تفسير : {وتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [ الزمر- 75] قلنا هذا كناية عن أن الملائكة لا يسبقون اللَّه بالقول وبأمره يعملون ، ونحن على ثقة ان اللفظ - بقرينة السياق - يتحمل هذا التفسير ، أما سياق الآية التي نحن بصددها والآية 17 من سورة الحاقة : {ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ} أما سياق هاتين الآيتين فيحتم علينا أن نبحث للعرش عن معنى آخر لمكان يحمل ويحملون مع العلم بأن حمل الملائكة لعرشه تعالى لا يستدعي ان يكون جالسا عليه ، وإلا كان جسما يفتقر إلى حيز ، واللَّه غني عن كل شيء . . هذا ، إلى أن جلوسه تعالى على العرش معناه انه في مكان دون مكان .

وتسأل : إذا لم يكن اللَّه جالسا على العرش فلما ذا نسب إليه في قوله : {عرش ربك} ؟

الجواب : ان مسألة النسبة سهلة جدا حيث تصح لأدنى ملابسة كما هي الحال في تسمية الشوارع بأسماء أشخاص لا يعرفون عنها شيئا ، فكيف بخالق الكون ؟

وكل المعابد في شرق الأرض وغربها فضلا عن الكعبة المشرفة - تنسب إليه تعالى ، ويقال لها بيوت اللَّه ، فهل معنى هذا انه يقيم فيها ؟ وعليه من الجائز أن يكون سبحانه خلق في السماء عرشا يحمله ثمانية من الكائنات السماوية ، وقد أمر سائر الملائكة أن تطوف من حوله تماما كما أمر خليله إبراهيم أن يبني البيت العتيق وأوجب زيارته والطواف من حوله على من استطاع إليه سبيلا .

ومهما يكن فإن الملائكة يؤمنون باللَّه ، ويسبحون بحمده {ويَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ} . للمؤمنين المخلصين ألوان من الثواب عند اللَّه ، منها جنة تجري من تحتها الأنهار ، ومنها انهم رفقاء النبيين والصديقين ، ومنها ان ملائكة السماء تثني عليهم أحسن الثناء ، وتدعو اللَّه لهم بعلو الدرجات عنده ، والوقاية من غضبه وعذابه .

{رَبَّنا وأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ومَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وأَزْواجِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . دعا الملائكة اللَّه سبحانه أن يجمع غدا في جنانه بين أفراد الأسرة المؤمنة تماما كما كانوا في الدنيا ليزدادوا سرورا على سرور . .

وقوله : {ومن صلح} يشير إلى انقطاع الصلة بين المؤمن والكافر حتى ولوكان أحدهما أبا للآخر : {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون - 101] .

{الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُو إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف - 67] .

{وقِهِمُ السَّيِّئاتِ ومَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وذلِكَ هُو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} . ادفع عنهم يوم القيامة كل سوء . . وما من شك ان من نال هذه المنزلة عند اللَّه فقد فاز بفضله ورحمته {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ} . يمقت أهل النار ، وهم فيها ، يمقتون أنفسهم ويزرون عليها حيث أدت بهم إلى هذا المصير ، وكانوا في الدنيا أطوع الناس لها وأكثرهم رضى عنها . . ويأتيهم النداء وهم يلعنون أنفسهم : ان مقت اللَّه لكم في الدنيا على كفركم أشد وأعظم من مقتكم الآن لأنفسهم ، فقد دعاكم سبحانه بلسان رسله إلى الايمان فأبيتم إلا كفورا ، فذوقوا وما للظالمين من نصير .

_______________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص439-440 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) 

 

لما ذكر سبحانه تكذيب الذين كفروا وجدالهم في آيات الله بالباطل ولوح إلى أنهم غير معجزين ولا مغفول عنهم بل معنيون في هذه الدعوة والعناية فيهم أن يتميزوا فيحق عليهم كلمة العذاب فيعاقبوا عاد إلى بدء الكلام الذي أشار فيه إلى أن تنزيل الكتاب وإقامة الدعوة لمغفرة جمع وقبول توبتهم وعقاب آخرين فذكر أن الناس قبال هذه الدعوة قبيلان : قبيل تستغفر لهم حملة العرش والحافون به من الملائكة وهم التائبون إلى الله المتبعون سبيله ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ، وقبيل ممقوتون معذبون وهم الكافرون بالتوحيد .

قوله تعالى : {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به} إلى آخر الآية .

لم يعرف سبحانه هؤلاء الحاملين للعرش من هم؟ ولا في كلامه تصريح بأنهم من الملائكة لكن يشعر عطف قوله : {ومن حوله عليهم وقد قال فيهم : {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر : 75] أن حملة العرش أيضا من الملائكة .

وقد تقدم تفصيل الكلام في معنى العرش في الجزء الثامن من الكتاب .

فقوله : {الذين يحملون العرش ومن حوله} أي الملائكة الذين يحملون العرش الذي منه تظهر الأوامر وتصدر الأحكام الإلهية التي بها يدبر العالم ، والذين حول العرش من الملائكة وهم المقربون منهم .

وقوله : {يسبحون بحمد ربهم} أي ينزهون الله سبحانه والحال أن تنزيههم له يصاحب ثناؤهم لربهم فهم ينزهونه تعالى عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ومن ذلك وجود الشريك في ملكه ويثنون عليه على فعله وتدبيره .

وقوله : {ويؤمنون به} إيمانهم به - والحال هذه الحال عرش الملك والتدبير لله وهم حاملوه أو مطيفون حوله لتلقي الأوامر وينزهونه عن كل نقص ويحمدونه على أفعاله - معناه الإيمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ففي ذكر العرش ونسبة التنزيه والتحميد والإيمان إلى الملائكة رد للمشركين حيث يعدون الملائكة المقربين شركاء لله في ربوبيته وألوهيته ويتخذونهم أربابا آلهة يعبدونهم .

وقوله : {ويستغفرون للذين آمنوا} أي يسألون الله سبحانه أن يغفر للذين آمنوا .

وقوله : {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} إلخ حكاية متن استغفارهم وقد بدءوا فيه بالثناء عليه تعالى بسعة الرحمة والعلم ، وإنما ذكروا الرحمة وشفعوها بالعلم لأنه برحمته ينعم على كل محتاج فالرحمة مبدأ إفاضة كل نعمة وبعلمه يعلم حاجة كل محتاج مستعد للرحمة .

وقوله : {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم} تفريع على ما أثنوا به من سعة الرحمة والعلم ، والمراد بالسبيل التي اتبعوها هوما شرع لهم من الدين وهو الإسلام واتباعهم له هو تطبيق عملهم عليه فالمراد بتوبتهم رجوعهم إليه تعالى بالإيمان والمعنى فاغفر للذين رجعوا إليك بالإيمان بوحدانيتك وسلوك سبيلك الذي هو الإسلام وقهم عذاب الجحيم وهو غاية المغفرة وغرضها .

قوله تعالى : {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} إلى آخر الآية تكرار النداء بلفظة ربنا لمزيد الاستعطاف والمراد بالوعد وعده تعالى لهم بلسان رسله وفي كتبه .

وقوله : {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} عطف على موضع الضمير في قوله : {وأدخلهم} والمراد بالصلوح صلاحية دخول الجنة ، والمعنى وأدخل من صلح لدخول الجنة من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم جنات عدن .

ثم من المعلوم من سياق الآيات أن استغفارهم لعامة المؤمنين ، ومن المعلوم أيضا أنهم قسموهم قسمين اثنين قسموهم إلى الذين تابوا واتبعوا سبيل الله وقد وعدهم الله جنات عدن ، وإلى من صلح وقد جعلوا الطائفة الأولى متبوعين والثانية تابعين .

ويظهر منه أن الطائفة الأولى هم الكاملون في الإيمان والعمل على ما هو مقتضى حقيقة معنى قولهم : {الذين تابوا واتبعوا سبيلك} فذكروهم وسألوه أن يغفر لهم وينجز لهم ما وعدهم من جنات عدن ، والطائفة الثانية دون هؤلاء في المنزلة ممن لم يستكمل الإيمان والعمل من ناقص الإيمان ومستضعف وسيىء العمل من منسوبي الطائفة الأولى فذكروهم وسألوه تعالى أن يلحقهم بالطائفة الأولى الكاملين في جناتهم ويقيهم السيئات .

فالآية في معنى قوله تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } [الطور : 21] غير أن الآية التي نحن فيها أوسع وأشمل لشمولها الآباء والأزواج بخلاف آية سورة الطور ، والمأخوذ فيها الصلوح وهو أعم من الإيمان المأخوذ في آية الطور .

وقوله : {إنك أنت العزيز الحكيم} تعليل لقولهم : {فاغفر للذين تابوا} إلى آخر مسألتهم ، وكان الذي يقتضيه الظاهر أن يقال : إنك أنت الغفور الرحيم لكنه عدل إلى ذكر الوصفين : العزيز الحكيم لأنه وقع في مفتتح مسألتهم الثناء عليه تعالى بقولهم : {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} .

ولازم سعة الرحمة وهي عموم الإعطاء أن له أن يعطي ما يشاء لمن يشاء ويمنع ما يشاء ممن يشاء وهذا معنى العزة التي هي القدرة على الإعطاء والمنع ، ولازم سعة العلم لكل شيء أن ينفذ العلم في جميع أقطار الفعل فلا يداخل الجهل شيئا منها ولازمه إتقان الفعل وهو الحكمة .

فقوله : {إنك أنت العزيز الحكيم} في معنى الاستشفاع بسعة رحمته وسعة علمه تعالى المذكورتين في مفتتح المسألة تمهيدا وتوطئة لذكر الحاجة وهي المغفرة والجنة .

قوله تعالى : {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} إلخ ظاهر السياق أن الضمير في {قهم} للذين تابوا ومن صلح جميعا .

والمراد بالسيئات - على ما قيل - تبعات المعاصي وهي جزاؤها وسميت التبعات سيئات لأن جزاء السيئ سيئ قال تعالى : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى : 40] .

وقيل : المراد بالسيئات المعاصي والذنوب نفسها والكلام على تقدير مضاف والتقدير وقهم جزاء السيئات أو عذاب السيئات .

والظاهر أن الآية من الآيات الدالة على أن الجزاء بنفس الأعمال خيرها وشرها ، وقد تكرر في كلامه تعالى أمثال قوله : {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التحريم : 7] .

وكيف كان فالمراد بالسيئات التي سألوا وقايتهم عنها هي الأهوال والشدائد التي تواجههم يوم القيامة غير عذاب الجحيم فلا تكرار في قوليهم : {وقهم عذاب الجحيم} {وقهم السيئات} .

وقيل : المراد بالسيئات نفس المعاصي التي في الدنيا ، وقولهم : {يومئذ} إشارة إلى الدنيا ، والمعنى واحفظهم من اقتراف المعاصي وارتكابها في الدنيا بتوفيقك .

وفيه أن السياق يؤيد كون المراد بيومئذ يوم القيامة كما يشهد به قولهم : {وقهم عذاب الجحيم} وقولهم : {وأدخلهم جنات عدن} إلخ فالحق أن المراد بالسيئات ما يظهر للناس يوم القيامة من الأهوال والشدائد .

ويظهر من هذه الآيات المشتملة على دعاء الملائكة ومسألتهم : أولا : أن من الأدب في الدعاء أن يبدأ بحمده والثناء عليه تعالى ثم يذكر الحاجة ثم يستشفع بأسمائه الحسنى المناسبة له .

وثانيا : أن سؤال المغفرة قبل سؤال الجنة وقد كثر ذكر المغفرة قبل الجنة في كلامه تعالى إذا ذكرا معا ، وهو الموافق للاعتبار فإن حصول استعداد أي نعمة كانت بزوال المانع قبل حصول نفس النعمة .

وذكر بعضهم أن في قوله : {فاغفر للذين تابوا} الآية دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله تعالى إذ لوكان واجبا لكان لا يحتاج فيه إلى مسألتهم بل كان يفعله الله سبحانه لا محالة .

وفيه أن وجوب صدور الفعل عنه تعالى لا ينافي صحة مسألته وطلبه منه تعالى كما يشهد به قولهم بعد الاستغفار : {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} فقد سألوا لهم الجنة مع اعترافهم بأن الله وعدهم إياها ووعده تعالى واجب الإنجاز فإنه لا يخلف الميعاد ، وأصرح من هذه الآية قوله يحكي عن المؤمنين : {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} [آل عمران : 194] .

وقبول التوبة مما أوجبه الله تعالى على نفسه وجعله حقا للتائبين عليه قال تعالى : { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } [النساء : 17] فطلب كل حق أوجبه الله تعالى على نفسه منه كسؤال المغفرة للتائب هو في الحقيقة رجوع إليه لاستنجاز ما وعده وإظهار اشتياق للفوز بكرامته .

وكذا لا يستلزم التفضل منه تعالى كون الفعل جائز الصدور غير واجبة فكل عطية من عطاياه تفضل سواء كانت واجبة الصدور أم لم تكن إذ لوكان فعل من أفعاله واجب الصدور عنه لم يكن إيجابه عليه بتأثير من غيره فيه وقهره عليه إذ هو المؤثر في كل شيء لا يؤثر فيه غيره بل كان ذلك بإيجاب منه تعالى على نفسه ويؤول معناه إلى قضائه تعالى فعل شيء من الأفعال وإفاضة عطية من العطايا قضاء حتم فيكون سبحانه إنما يفعله بمشية من نفسه منزها عن إلزام الغير إياه عليه متفضلا به فالفعل تفضل منه وإن كان واجب الصدور ، وأما لولم يكن الفعل واجب الصدور فكونه تفضلا أوضح .

قوله تعالى : {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} المقت أشد البغض .

لما ذكر المؤمنين ببعض ما لهم من جهة إيمانهم رجع إلى ذكر الكافرين ببعض ما عليهم من جهة كفرهم .

وظاهر الآية والآية التالية أن هذا النداء المذكور فيها إنما ينادون به في الآخرة بعد دخول النار حين يذوقون العذاب لكفرهم فيظهر لهم أن كفرهم في الدنيا إذ كانوا يدعون من قبل الأنبياء إلى الإيمان كان مقتا وشدة بغض منهم لأنفسهم حيث أوردوها بذلك مورد الهلاك الدائم .

وينادون من جانب الله سبحانه فيقال لهم : أقسم لمقت الله وشدة بغضه لكم أكبر من مقتكم أنفسكم وشدة بغضكم لها إذ تدعون - حكاية حال ماضية - إلى الإيمان من قبل الأنبياء فتكفرون .

____________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص250-255 .

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) 

 

دعاء حملة المستمر للمؤمنين :

يتضح من أسلوب الآيات السابقة أنّها نزلت في فترة كان فيها المسلمون قلّة محرومة ، بينما كان الأعداء في أوج قوتهم ، يتمتعون بالإمكانات الكبيرة ويسيطرون على السلطة .

بعد ذلك نزلت الآيات التي نحن بصددها لتكون بشرى للمؤمنين الحقيقيين والصابرين ، بأنّكم لستم وحدكم ، فلا تشعروا بالغربة أبداً ، فحملة العرش الإلهي والمقربون منه ، وكبار الملائكة معكم يؤيدونكم ، إنّهم في دعاء دائم لكم ، ويطلبون لكم من الله النصر في الدنيا وحسن الثواب في الآخرة . . . وهذا هو أفضل أُسلوب للتعاطف مع المؤمنين في ذاك اليوم ، وهذا اليوم ، وغداً .

فالقرآن يقول : (الذي يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) .

أمّا قولهم ودعاؤهم فهو : {ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً} فأنت عالم بذنوب عبادك المؤمنين ورحيم بهم {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم} .

يوضح هذا الكلام للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم الذين تعبدون الله وتسبحونه وتحمدونه ، فقبلكم الملائكة المقرّبون وحملة العرش ومن يطوف حوله ، يسبحون الخالق جلّ وعلا ويحمدونه .

وهي من جانب آخر تحذر الكفّار وتقول لهم : إنّ إيمانكم أو عدمه ليس مهمّاً ، فالله غني عن العباد لا يحتاج إلى إيمان أحد ، وهناك الملائكة يسبحون بحمده ويحمدونه وهم من الكثرة بحيث لا يمكن تصوّرهم بالرغم من أنّه غير محتاج إلى حمد هؤلاء وتسبيحهم .

ومن جانب ثالث ، في الآية إخبار للمؤمنين بأنّكم لستم وحدكم في هذا العالم ـ بالرغم من أنّكم أقلية في محيطكم ـ فأعظم قوّة غيبية في العالم وحملة العرش هم معكم ويساندونكم ويدعون لكم ، وهم في نفس الوقت يسألون الله أن يشملكم بعفوه ورحمته الواسعة ، وأن يتجاوز عن ذنوبكم وينجيكم من عذاب الجحيم .

وفي هذه الآية تواجهنا مرة اُخرى كلمة (العرش) حيث ورد كلام عن حملته والملائكة الذين يحيطون به ، وبالرغم من أنّنا تحدثنا عن هذا الموضوع في تفسير بعض السور ، فإنّنا سنقف عليه مرّة اُخرى في باب البحوث إن شاء الله (2) .

في الآية التي تليها استمرار دعاء حملة العرش للمؤمنين ، يقول تعالى :

{ربّنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم} .

وأيضاً : {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} (3) .

لماذا ؟ لـ {إنك أنت العزيز الحكيم} .

هذه الآية التي تبدأ بكلمة (ربّنا) التي يطلب حملة العرش والملائكة المقرّبون بها من خالقهم ـ بإصرارـ أن يتلطف بعباده المؤمنين ، ويركزّون في هذا الطلب على مقام ربوبيته تعالى ، وهؤلاء لا يريدون من خالقهم انقاذ المؤمنين من عذاب القيامة وحسب ، بل إدخالهم في جنات خالدة ، ليس وحدهم وإنّما مع آبائهم وأزواجهم وأبنائهم السائرين على خطّهم في الإستقامة والإيمان . . . إنّهم يطلبون الدعم من عزّته وقدرته ، أمّا الوعد الإلهي الذي أشارت إليه الآية فهو نفس الوعد الذي ورد مراراً على لسان الأنبياء لعامة الناس .

أمّا تقسيم المؤمنين إلى مجموعتين ، فهو في الواقع يكشف عن حقيقة أنّ هناك مجموعة تأتي بالدرجة الأولى ، وهي تحاول أن تتبع الأوامر الإلهية بشكل كامل .

أمّا المجموعة الأُخرى فهي ليست بدرجة المجموعة الأولى ولا في مقامها ، وإنّما بسبب انتسابها إلى المجموعة الأولى ومحاولتها النسبية في اتباعها سيشملها دعاء الملائكة .

بعد ذلك تذكر الآية الفقرة الرّابعة من دعاء الملائكة للمؤمنين : {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته} .

ثم ينتهي الدعاء بهذه الجملة ذات المعنى الكبير : {وذلك هو الفوز العظيم} .

هل هناك فوز أعظم من أن تغفر ذنوب الإنسان ، ويبتعد عنه العذاب لتشمله الرحمة الإلهية ويدخل الجنّة الخالدة ، وثم يلتحق به أقرباؤه الذين يودّهم؟

وقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِن مِّقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الاْيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}

 

اعترفنا بذنوبنا فهل من خلاص ؟

تحدثت الآيات السابقة عن شمول الرحمة الإلهية للمؤمنين ، أمّا مجموعة الآيات التي بين أيدينا فهي تتحدث عن «غضب» الله تعالى على الكافرين ، كي يكون بالمستطاع المقارنة بين صورتين ومشهدين متقابلين .

في البداية تقول الآية : {إنّ الّذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} .

من الذي ينادي هؤلاء بهذا النداء ؟

يبدو أن ملائكة العذاب ينادونهم بهذا النداء لتوبيخهم وفضحهم ، في مقابل ما تفعله ملائكة الرحمة من إكرام المؤمنين والصالحين .

ويحتمل أن يكون هذا النداء من نوع التخاطب والتخاصم الذي يقوم بين الكفار في القيامة ، لكن المعنى الأوّل أرجح كما يبدو ، وعلى كلّ حال سينطلق هذا النداء يوم القيامة ، كما أنّ الآيات اللاحقة شاهد على هذا المعنى .

«المقت» تعني في اللغة البغض والعداوة الشديدة . وهذه الآية تبيّن أن غضب الله تعالى على الكافرين هو أشد من عداوتهم لأنفسهم أمّا فيم يتعلق بمقت الكفار لأنفسهم ، فهناك تفسيران :

الأوّل : يتمثل في ارتكاب هؤلاء في الحياة الدنيا لأكبر عداوة إزاء أنفسهم برفضهم لنداء التوحيد ، فهم لم يهملوا مصابيح الهداية وحسب ، بل عمدوا إلى تحطيمها . فهل ثمّة عداء للنفس أكثر من أن يغلق الإنسان أمامه أبواب السعادة الأبدية ، ويفتح على نفسه أبواب العذاب .

وطبقاً لهذا التّفسير يكون قوله تعالى : {إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} بياناً لكيفية مقت وعداوة الكافرون أنفسهم .

الثّاني : أن يكون المقصود بغضبهم وعدائهم لأنفسهم هو أن تصيبهم حالة من الألم والندم الشديد عندما يشاهدون يوم القيامة نتيجة أعمالهم وما اقترفت أيديهم في هذه الدنيا ، حيث ترتفع آهاتهم وصرخاتهم ، ويعضون على أناملهم من الندم ، ولات ساعة مندم يقول تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان : 27] . ويتمنون أن يكونوا تراباً : {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ : 40] .

وفي ذلك اليوم تنفتح آفاق البصر : {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [ق : 22] وتنكشف الأسرار والحقائق الخفية : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق : 9] . وفي ذلك اليوم تنشر الصحف وتكشف الأعمال : {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} [التكوير : 10] . وعندها تكون النتيجة : {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء : 14] . لذلك سيلوم هؤلاء أنفسهم بشدة ويتنفرون منها ويبكون على مصيرهم .

وهنا يأتي النداء : (إنّ الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون) .

وطبقاً لهذا التّفسير تكون جملة : {إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون} بياناً لدليل شدة الغضب الإلهي عليهم (4) .

بالطبع فإن كلا التّفسيرين مناسب ، إلاّ أنّ التّفسير الأوّل بلحاظ بعض الأُمور ـ أرجح .

________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج12 ، ص26-36 .

2 ـ كما في نهاية الآية (54) من الأعراف ، نهاية الآية (7) من هود ، ونهاية الآية (255) من البقرة .

3 ـ جملة (من صلح) معطوفة على الضمير في جملة «وأدخلهم» .

4 ـ طبقاً للتفسير الأوّل تكون (إذ) ظرفية ومتعلقة بـ «مقتكم أنفسكم» أمّا طبق التّفسير الثّاني فتعتبر (إذ) تعليلية ومتعلقة بـ «مقت الله» والجدير بالملاحظة أنّ المقتين الواردين في الآية أعلاه يرتبطان بأربعة احتمالات هي :

الأوّل : أن يكون مكان الإثنين في يوم القيامة .

الثّاني : أن يكون مكانهما في هذه الدنيا .

الثّالث : أن يكون المقت الأوّل في الدنيا والثّاني في الآخرة .

أما الرابع : فهو عكس الثّالث .

ولكن الأفضل وفقاً للتفسير أعلاه أن يختص الأوّل بالآخرة . والثّاني بالدنيا ، أو أن يختص الإثنان بالآخرة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .