المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

صور من التواضع
1-5-2022
مظاهر تطور الألفاظ ، التطور الدلالي (الرقي والتسامي)
22-8-2017
السجلات الخاصة بالمعروضات
4/9/2022
تعريف الدعوى المدنية
17-1-2019
فلسفة الحياة
23-4-2018
hesitation (n.)
2023-09-18


اجتهاد الباقر في كسب المعاش  
  
3414   03:48 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص120-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

روى الشيخ المفيد و غيره عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال :  انّ محمد بن المنكدر كان يقول :  ما كنت أرى مثل عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) يدع خلفا، لفضل عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) حتى رأيت ابنه محمد بن عليّ فأردت أن أعظه وعظني فقال له أصحابه :  بأي شي‏ء وعظك؟

 قال :  خرجت الى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد بن عليّ (عليهما السّلام) و كان رجلا بدينا و هو متّكئ على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي :  شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لأعظنّه، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر و قد تصبب عرقا.

فقلت :  اصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت و أنت على هذه الحال، قال :  فخلّى عن الغلامين من يده ثم تساند و قال :  لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه اكفّ بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه، فقلت :  يرحمك اللّه أردت أن أعظك فوعظتني‏ .

يقول المؤلف :  و الظاهر عندي انّ محمد بن المنكدر أحد متصوّفي العامّة كطاووس و ابن أدهم و امثالهما الذين يصرفون اوقاتهم بالعبادة الظاهرية، و يدعون الكسب، و هم كلّ على الناس، ذكر صاحب المستطرف انّه :  «... جزّأ محمد بن المنكدر، عليه و على امّه و على أخته الليل اثلاثا فماتت اخته، فجزأه عليه و على أمّه، فماتت امّه فقام الليل كلّه» .

يقول المؤلف :  الظاهر انّ محمد بن المنكدر أخذ هذا العمل من آل داوود فيما ورد من انّ داوود النبي (عليه السلام) قد قسّم ساعات الليل على أهل بيته فكانت لا تمضي ساعة من الليل الّا و أحد أولاده مشغولا بالصلاة، قال اللّه تعالى {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ :  13] .

و كلام الامام الباقر (عليه السلام) : لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه اكف بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه ؛ تعريضا به و بأقرانه.

و يؤيد هذا المطلب ما رواه صاحب كشف الغمة عن شقيق البلخي قال :  خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة، فنزلنا القادسية فبينا أنا أنظر الى الناس في زينتهم و كثرتهم فنظرت الى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة، في رجله نعلان و قد جلس منفردا، فقلت في نفسي :  هذا الفتى من الصوفيّة يريد أن يكون كلّا على الناس في طريقهم و اللّه لأمضينّ إليه و لأوبخنّه ؛ و الغرض، الاعلام بانّ المتصوفة كانوا كلّا على الناس آنذاك و لذا وردت روايات كثيرة عن الصادقين (عليهما السّلام) في الحث على التكسب و النهي عن تركه، و الذي ينشغل بالعبادة و يتقوّت من غيره تكون عبادة هذا الذي يقوّته أفضل من عبادته بل روى الامام الصادق عن النبي الصادق (صلى الله عليه واله) انّه قال :  ملعون من ألقى كلّه على الناس‏ .

روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انّه قال :  فقد أبي بغلة له، فقال :  لئن ردّها اللّه تعالى لأحمدنّه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها و لجامها فلمّا استوى عليها و ضمّ إليه ثيابه رفع رأسه الى السماء فقال :  الحمد للّه، فلم يزد، ثم قال :  ما تركت و لا بقيّت شيئا جعلت كلّ أنواع المحامد للّه عز و جل، فما من حمد الّا هو داخل فيما قلت‏ .

و هو كما قال (عليه السلام) لانّ الألف و اللام في الحمد للّه للاستغراق فاستغرق جميع الأفراد.

نقل عن كتاب البيان و التبيين للجاحظ انّه قال :  قد جمع محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال :  صلاح شأن المعاش و التعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة و ثلث تغافل‏ .

و قال له نصراني :  أنت بقر؟ قال :  لا، أنا باقر، قال :  أنت ابن الطبّاخة ؟ قال :  ذاك حرفتها قال :  أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة ؟ قال :  ان كنت صدقت غفر اللّه لها و ان كنت كذبت غفر اللّه لك، قال :  فأسلم النصرانيّ‏ .

يقول المؤلف :  لقد اقتدى بالامام (عليه السلام) و بأخلاقه الشريفة سلطان العلماء و المحققين، أفضل الحكماء و المتكلمين ذو الفيض القدوسي الخواجه نصير الدين الطوسي (قدّس سرّه)، حيث وصل إليه كتاب من شخص يسبّه و يشتمه فيه، و من تلك الكلمات القبيحة انّه قال للخواجة  يا كلب ابن الكلب .

فكتب (رحمه اللّه) الجواب في غاية المتانة و الحسن من دون استعمال أي كلام سيّئ قال له :  قلت لي يا كلب و هذا غير صحيح لانّ الكلب يمشي على أربع و له مخالب طويلة و انّي منتصب القامة و بشرتي ظاهرة بينما بشرة الكلب يغطيها الشعر، و انّي ناطق ضاحك، فهذه الفصول و الخواص التي فيّ غير الفصول و الخواص التي في الكلب.

روي عن زرارة انّه قال :  حضر أبو جعفر (عليه السلام) جنازة رجل من قريش و أنا معه و كان فيها عطاء فصرخت صارخة، فقال عطاء :  لتسكتنّ أو لنرجعنّ، قال : فلم تسكت فرجع عطاء، قال :  فقلت لأبي جعفر (عليه السلام)  :  انّ عطاء قد رجع، قال :  و لم ؟ قلت :  صرخت هذه الصارخة فقال لها  :  لتسكتنّ أو لنرجعنّ، فلم تسكت فرجع.

فقال :  امض بنا فلو انّا إذا رأينا شيئا من الباطل مع الحقّ تركنا له الحق لم نقض حقّ مسلم، قال :  فلمّا صلّى على الجنازة قال وليّها لأبي جعفر :  ارجع مأجورا رحمك اللّه فانّك لا تقوى على المشي فأبى أن يرجع، قال :  فقلت له :  قد أذن لك في الرجوع و لي حاجة أريد أن أسألك عنها، فقال :  امض فليس باذنه جئنا و لا باذنه نرجع إنمّا هو فضل و أجر طلبناه فبقدر ما يتبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.