المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Spacial Frequency k
3-12-2020
Lambert,s Method
12-12-2021
البحث الديموغرافي
23-10-2017
حصر العلماء اختلاف القراءات بسبعة أوجه 
2023-12-03
تفسير راهنما (المرشد)- أكبر الهاشمي الرفسنجاني
7-3-2016
محصول القمح ( Wheat)
11-5-2021


ولادة ومكانة الباقر(عليه السلام)  
  
4213   05:34 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص381-382.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / الولادة والنشأة /

كان الامام محمد بن على بن الحسين (عليهم السلام) من بين اخوته وخليفة أبيه على بن الحسين (عليهما السلام) ، و وصيه والقائم بالامامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد والسؤدد، وكان أنبههم ذكرا وأجلهم في العامة والخاصة، وأعظمهم قدرا، ولم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبى جعفر (عليه السلام).

وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين، وصار بالفضل به علما لأهله تضرب به الامثال، وتسير بوصفه الآثار والاشعار وفيه يقول القرظي:

يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الاجبل

وقال مالك بن أعين الجهني يمدحه (عليه السلام):

إذا طلب الناس علم القرآن * كانت قريش عليه عيال

وإن قيل اين ابن بنت النبى * نلت بذاك فروعا طوالا

نجوم تهلل للمد لجين * جبال تورث علما حبالا

وولد (عليه السلام) بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة وقبض بها سنة أربع عشرة ومأة، وسنه يومئذ سبع وخمسون سنة وهو هاشمي من هاشميين، علوى من علويين، وقبره بالبقيع من مدينة الرسول الله (صلى الله عليه وآله).

روى ميمون القداح عن جعفر بن محمد بن عن ابيه (عليهما السلام) قال: دخلت على جابربن عبدالله الانصارى (رضى الله عنه) ، فسلمت عليه فرد على السلام، ثم قال لى : من أنت ؟ وذلك بعد ما كف بصره فقلت : محمد بن على بن الحسين ، فقال: يابنى ادن منى، فدنوت منه فقبل يدى، ثم أهوى إلى رجلي يقبلها فتنحيت عنه، ثم قال لى : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأك السلام فقلت : على رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك ياجابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم فقال لى : يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدى بقال له محمد بن على بن الحسين، يهب الله له النور والحكمة فاقرأه منى السلام .

وكان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ولده ذكر محمد بن على بن الحسين والوصاية به.

وسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرفه بباقر العلوم على ما رواه أصحاب الآثار ؛ وبما روى عن جابر بن عبدالله في حديث مجرد انه قال: قال لى رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لى من الحسين (عليه السلام) يقال له محمد، يبقر علم الدين بقرا، فإذ القيته فأقرئه منى السلام.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.