المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ارق ما قال في دعائه (عليه السلام)لله  
  
3603   05:54 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص40-47.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/10/2022 1552
التاريخ: 2-4-2016 2945
التاريخ: 20/10/2022 1593
التاريخ: 31-3-2016 2893

كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول عند النظر إلى الهلال : أيها الخلق المنير الدائب السريع المتقلب في منازل التقدير المتصرف في فلك التدبير آمنت بالذي نور بك الظلم و أوضح بك البهم و جعلك آية من آيات ملكه و علامة مع علامات سلطانه فامتهنك بالزيادة و النقصان و الطلوع و الأفول و الإنارة و الخسوف سبحانه ما ألطف ما دبر في أمرك وأحسن ما صنع في شأنك جعلك الله هلال شهر حادث لأمر الحادث جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام و طهارة لا تدنسها الآثام هلال أمن من الآفات و سلامة من السيئات اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه و أزكى من نظر إليه و وفقنا فيه للتوبة و أعصمنا فيه بالمنة إنك أنت المنان بالجزيل آمين رب العالمين .

قال: ثم تدعو بما شئت.

وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا تلا هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] يقول : اللهم ادفعني في أعلى درجات هذه الندبة و أعني بعزم الإرادة و هبني حسن المستعقب من نفسي و خذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك و ارزقني قلبا و لسانا يتجاريان في ذم الدنيا و حسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقت و أرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت .

فقد قرعت بي باب فضلك فاقة              بحد سنان نال قلبي فتوقها

وحتى متى أصف محن الدنيا و مقام الصديقين و انتحل عزما من إرادة مقيم بمدرجة الخطايا أشتكي ذل ملكة الدنيا و سوء أحكامها علي فقد رأيت و سمعت لو كنت أسمع في أداة فهم أو أنظر بنور يقظة.

وكلا ألاقي نكبة و فجيعة            وكأس مرادات ذعافا أذوقها

وحتى متى أتعلل بالأماني و أسكن إلى الغرور و أعبد نفسي للدنيا على غضاضة سوء الاعتداد من ملكاتها و أنا أعرض لنكبات الدهر علي أتربص اشتمال البقاء و قوارع الموت تختلف حكمي في نفسي و يعتدل حكم الدنيا.

وهن المنايا أي واد سلكته             عليها طريقي أو علي طريقها

وحتى متى تعدني الدنيا فتخلف و أئتمنها فتخون لا تحدث جدة إلا بخلوق جدة و لا تجمع شملا إلا بتفريق شمل حتى كأنها غيرى محجبة ضنا تغار علي الألفة و تحسد أهل النعم.

فقد آذنتني بانقطاع و فرقة          وأومض لي من كل أفق بروقها

ومن أقطع عذرا من مغذ سير أ يسكن إلى معرس غفلة بأدواء نبوة الدنيا و مرارة العيش و طيب نسيم الغرور قد أمرت تلك الحلاوة على القرون الخالية و حال دون ذلك النسيم هبوات و حسرات و كانت حركات فسكنت و ذهب كل عالم بما فيه .

فما عيشة إلا تزيد مرارة           ولا ضيقة إلا و يزداد ضيقها

فكيف يرقأ دمع لبيب أو يهدأ طرف متوسم على سوء أحكام الدنيا و ما تفجأ به أهلها من تصرف الحالات و سكون الحركات و كيف يسكن إليها من يعرفها و هي تفجع الآباء بالأبناء و تلهى الأبناء عن الآباء تعدمهم أشجان قلوبهم و تسلبهم قرة عيونهم.

و ترمي قساوات القلوب بأسهم            وجمر فراق لا يبوخ حريقها

وما عسيت أن أصف من محن الدنيا و أبلغ من كشف الغطاء عما وكل به دور الفلك من علوم الغيوب و لست أذكر منها إلا قليلا أ فتنة أو مغيب ضريح تجافت عنه فاعتبر أيها السامع بهلكات الأمم و زوال النعم و فظاعة ما تسمع و ترى من سوء آثارها في الديار الخالية و الرسوم الفانية و الربوع الصموت.

و كم عالم أفنت فلم تبك شجوه        ولا بد أن تفنى سريعا لحوقها

فانظر بعين قلبك إلى مصارع أهل البذخ و تأمل معاقل الملوك و مصانع الجبارين و كيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء و جاهرتهم بالمنكرات و سحبت عليهم أذيال البوار و طحنتهم طحن الرحى للحب و استودعتهم هوج الرياح تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات الأرض.

فتلك مغانيهم و هذي قبورهم         توارثها أعصارها و حريقها

أيها المجتهد في آثار من مضى من قبلك من الأمم السالفة توقف و تفهم و انظر أي عز ملك أو نعيم أنس أو بشاشة ألف إلا نغصت أهله قرة أعينهم و فرقتهم أيدي المنون و ألحقتهم بتجافيف التراب فأضحوا في فجوات قبورهم يتقلبون و في بطون الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا في الأرض هامدون.

و آليت لا تبقى الليالي بشاشة               ولا جدة إلا سريعا خلوقها

و في مطالع أهل البرزخ و خمود تلك الرقدة و طول تلك الإقامة طفيت مصابيح النظر و اضمحلت غوامض الفكر و ذم الغفول أهل العقول و كم بقيت متلذذا في طوامس هوامد تلك الغرفات فنوهت بأسماء الملوك و هتفت بالجبارين و دعوت الأطباء و الحكماء و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء أتململ تململ السليم و أبكي بكاء الحزين و أنادي و لات حين مناص.

سوى أنهم كانوا فبانوا و أنني             على جدد قصد سريعا لحوقها

وتذكرت مراتب الفهم و غضاضة فطن العقول بتذكر قلب جريح فصدعت الدنيا عما التذ بنواظر فكرها من سوء الغفلة و من عجب كيف يسكن إليها من يعرفها و قد استذهلت عقله بسكونها و تزين المعاذير و خسأت أبصارهم عن عيب التدبير و كلما تراءت الآيات و نشرها من طي الدهر عن القرون الخالية الماضية و حالهم و ما بهم و كيف كانوا و ما الدنيا و غرور الأيام

و هل هي إلا لوعة من ورائها          جوى قاتل أو حتف نفس يسوقها

و قد أغرق في ذم الدنيا الأدلاء على طرق النجاة من كل عالم فبكت العيون شجن القلوب فيها دما ثم درست تلك المعالم فتنكرت الآثار و جعلت في برهة من محن الدنيا و تفرقت ورثة الحكمة و بقيت فردا كقرن الأعضب وحيدا أقول فلا أجد سميعا و أتوجع فلا أجد مشتكى

و إن أبكهم أحرض و كيف تجلدي         وفي القلب مني لوعة لا أطيقها

وحتى متى أتذكر حلاوة مذاق الدنيا و عذوبة مشارب أيامها و أقتفي آثار المريدين و أتنسم أرواح الماضين مع سبقهم إلى الغل و الفساد و تخلفي عنهم في فضالة طرق الدنيا منقطعا من الأخلاء فزادني جليل الخطب لفقدهم جوى و خانني الصبر حتى كأني أول ممتحن أتذكر معارف الدنيا و فراق الأحبة.

فلو رجعت تلك الليالي كعهدها          رأت أهلها في صورة لا تروقها

فمن أخص بمعاتبتي و من أرشد بندبتي و من أبكى و من أدع أشجوا بهلكة الأموات أم بسوء خلف الأحياء و كل يبعث حزني و يستأثر بعبراتي و من يسعدني فأبكى و قد سلبت القلوب لبها ورقا الدمع و حق للداء أن يذوب على طول مجانبة الأطباء و كيف بهم و قد خالفوا الأمرين و سبقهم زمان الهادين و وكلوا إلى أنفسهم يتنكسون في الضلالات في دياجير الظلمات.

حيارى و ليل القوم داج نجومه       طوامس لا تجري بطي ء خفوقها




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.