أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2016
2662
التاريخ: 6-7-2020
2862
التاريخ: 18-6-2022
1674
التاريخ: 2024-10-19
241
|
يشير القرآن الكريم إلى أحد الموانع المهمة للإنفاق ، وهو الوساوس الشيطانية التي تخوف الإنسان من الفقر والعوز وخاصة إذا أراد التصدق بالأموال الطيبة والمرغوبة ، وما أكثر ما منعت الوساوس الشيطانية من الإنفاق المستحب في سبيل الله وحتى من الإنفاق الواجب كالزكاة والخمس ايضا.
فيقول في هذا الصدد { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة : 268] ويقول لكم : لا تنسوا مستقبل أطفالكم وتدبروا في غدكم ، وأمثال هذه الوساوس المظلة ، ومضافا إلى ذلك يدعوكم إلى الإثم وارتكاب المعصية {وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة : 268].
(الفحشاء) تعني كل عمل قبيح وشنيع ، ويكون المراد به في سياق معنى الآية البخل وترك الإنفاق في كثير من الموارد حيث يكون نوع من المعصية والاثم (رغم ان مفرده الفحشاء الإنفاق في كثير من الموارد حيث يكون نوع من المعصية والإثم (رغم ان مفرده الفحشاء تعني عادة الاعمال المنافية للعفة ولكننا نعلم ان هذا المعنى لا يناسب السياق).
حتى ان بعض المفسرين صرح بأن العرب يسمون الشخص البخيل (فاحش)(1).
ويحتمل ايضا ان الفحشاء هنا بمعنى اختيار الاموال الرديئة وغير القابلة للمصرف والتصدق بها ، وقيل ايضا : ان المراد بها كل معصية ، لأن الشيطان يحمل الإنسان من خلال تخويفه من الفقر على اكتساب الاموال من الطرق غير المشروعة.
والتعبير عن وسوسة الشيطان بالأمر {ويأمركم} إشارة لنفس الوسوسة ايضا ، وأساسا فكل فكرة سلبية وضيقة ومانعة للخير فإن مصدرها هو التسليم مقابل وساوس الشيطان ، وفي المقابل فإن كل فكرة إيجابية وبناءة وذات بعد عقلي فإن مصدرها هو الإلهامات الإلهية والفطرة السليمة.
ولتوضيح هذا المعنى ينبغي ان نقول : إن النظرة الأولى إلى الإنفاق وبذل المال توحي انه يؤدي إلى نقص المال ، وهذه هي النظرة الشيطانية الضيقة ، بتدقيق النظر ندرك ان الانفاق هو ضمان بقاء المجتمع ، وتحكيم العدل الاجتماعي، وتقليل الفواصل الطبقية ، والتقدم العام.
وبديهي ان تقدم المجتمع يعني ان الافراد الذين يعيشون فيه يكونون في رخاء ورفاه ، وهذه هي النظرة الواقعية الإلهية.
في عالمنا اليوم حيث نشاهد نتائج الاختلافات الطبقية والمآسي الناتجة عن الظلم واحتكار الثروة ، نستطيع ان نفهم معنى هذه الاية بوضوح.
كما ان الآية تفيد ايضا ان هناك نوعا من الارتباط بين ترك الإنفاق والفحشاء. فإذا كانت الفحشاء تعني البخل ، فتكون علاقتها بترك الانفاق هو ان هذا الترك يكرس صفة البخل الذميمة في الإنسان شيئا فشيئا .
وإذا كانت تعني الاثم مطلقا او الفحشاء في الامور الجنسية فإن علامة ذلك بترك الانفاق لا تخفى ، إذ ان منشأ كثير من المعاصي والانحرافات الجنسية هو الفقر والحاجة.
يضاف إلى ذلك ان للإنفاق آثارا ونتائج معنوية مباركة لا يمكن إنكارها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير روح البيان : 1 / 431 ذيل الاية 268 من سورة البقرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|