أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2019
3366
التاريخ: 1-12-2016
7106
التاريخ: 15-11-2019
1415
التاريخ: 13-6-2019
1656
|
خلافة الامام
«لقد كان علي موفقا كل التوفيق، ناصحا للاسلام كل النصح.. صبر نفسه على ما كانت تكره.
وطابت نفسه للمسلمين بما كان يراه حقا ..
بايع على ثاني الخلفاء كما بايع اولهم كراهية للفتنة .. ونصحا للمسلمين .
ولم يظهر مطالبته بما كان يراه حقا له . ونصح لعمر كما نصح لابي بكر ..
وقد بايع عثمان كما بايع الشيخين . وهو يرى انه مغلوب على حقه . ولكنه على ذلك لم يتردد في البيعة ، ولم يقصر في النصح للخليفة الثالث ، كما لم يقصر في النصح للشيخين من قبله .. فكان طبيعيا اذن حين قتل عثمان ان يفكر علي في نفسه ، وفيم غلب عليه من حقه .
ولكنه مع ذلك لم يطلب الخلافة ، ولم ينصب نفسه للبيعة حين استكره على ذلك استكراها .
وحين هدده بعض الذين ثاروا بعثمان بأن يبدوا به فيلحقوه بصاحبه المقتول » (1)
أما كيفية مبايعة المسلمين لعلي بالخلافة فيصفها الطبري (2) بقوله :
« حين قتل عثمان واجتمع المهاجرون والانصار ومنهم طلحة والزبير ، فأتوا علياً وقالوا : يا أبا الحسن هل نبايعك ؟ فقال : لا حاجة لي في امركم ، فمن اخترتم فقد رضيت به ..
فقالوا : ما نختار غيرك .. فاختلفوا اليه بعد ما قتل عثمان مراراً ..
وخرج علي الى السوق في يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الناس وبشوا في وجهه . فدخل حائط بني عمرو بن مبذول وقال لابي عمرة ابن عمر بن محصن : اغلق الباب . فجاء الناس فقرعوا فدخلوا وفيهم طلحة والزبير فقالا : ياعلي ابسط يدك فبايعه طلحة والزبير .
فنظر حبيب بن ذئب الى طلحة حين بايعه فقال : اول من بدأ بالبيعة يد شلاء »
وقد اوجز الامام سياسته العامة في اول خطبة خطبها حين استخلف فقال :
« ان الله انزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر . فخذوا الخير ودعوا الشر .
والفرائض ادوها .. اتقوا الله عباد الله في عباده وبلاده ..
وانكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم » (3) .
كلمات قصار ولكنها تتضمن اجراء تغيير واسع المدى ، وعميق الغور في علاقات المسلمين ببعضهم وبالخليفة .
ومما تجدر الاشارة اليه في هذا الصدد ان الامام ـ كما يحدثنا مؤرخوه ـ قد اعتذر مرارا عن قبول الخلافة على الرغم من الحاح المسلمين عليه .
وقد مر بنا طرف من ذلك .
ولقد اشار الامام نفسه الى ذلك في مواطن شتى من « نهج البلاغة » قال يصف تزاحم المسلمين عليه والحاحهم الشديد على مبايعته :
« دعوني والتمسوا غيري . فانا مستقبلون امرا له وجوه والوان ، لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ، وان الآفات قد اغامت ، والمحجة قد تنكرت .
واعلموا اني ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ، ولم اصغ الى قول القائل ، وعتب العاتب » (4) . فلما اصر القوم على مبايعته ، ورأى ان واجبه الديني يدعوه الى تلبية الدعوة كشف لهم عن حقيقة نفسه ـ فراعهم والب الكثيرين منهم عليه ـ حين قال : « ذمتي بما اقول رهينة وانا به زعيم . ان من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات احجزته التقوى عن تقحم الشبهات .
الا وان بليتكم قد عادت لهيئتها يوم بعث الله نبيكم ..
والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة . ولتسلطن سوط القدر حتى يعود اسفلكم اعلاكم، واعلاكم اسفلكم . وليسبقن سباقون كانوا قصروا ، وليقصرن قاصرون كانوا سبقوا (5) »
فالامام اذن يرى انهم سوف يضيقون به ذرعا لعدالته وشدته في التزام الحق فيعصون امره، ولا يستطيعون ان يثنوه عن خطته .
ثم يصف الامام : « في خطبة اخرى » اقبال المسلمين على مبايعته فيقول :
« وبسطتم يدي فكففتها . ومددتموها فقبضتها . ثم تداككتم عليّ تداك الابل الهيم على حياضها يوم وردها ، حتى انقطع النعل وسقط الرداء ووطىء الضعيف » (6) .
واشار الامام « في خطبة اخرى » الى المعنى نفسه حين قال : « فما راعني الا والناس كعرف الضبع ينثالون الى من كل جانب .
ـ ولقد وطىء الحسنان وشق عطفاي ـ مجتمعين حولي كربيضة الغنم .
فلما نهضت بالامر نكثت طائفة، ومرقت اخرى ، وقسط آخرون » (7) .
____________
(1) الدكتور طه حسين « الفتنة الكبرى ، علي وبنوه » ص 20 ـ 22 .
(2) تاريخ الامم والملوك 5 / 152 ، 153 .
(3) ابن ابي الحديد « شرح نهج البلاغة » 3 / 157 طبعة مصر الاولى .
(4) المصدر نفسه 2 / 170 .
(5) ابن ابي الحديد : « شرح نهج البلاغة » 1 / 90 الطبعة الاولى بمصر .
(6) المصدر نفسه 3 / 181 التداك : الازدحام . الهيم : العطاش .
(7) المصدر نفسه 1 / 50 ـ 67 لقد مر بنا شرح كلامه في فصل سابق .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|