المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

القبائل العربية
6-2-2017
{ان رحمت اللـه قريب من الـمحسنين}
2024-05-18
تقنيات الحلابة اليدوية للأغنام (الحلب اليدوي)
26-1-2016
البيلروبين
2024-07-01
هشام بن معاوية الضرير
2-03-2015
تأثير الجغرافية على الإنسان ـ الجغرافيا وانتشار الإنسان
23-2-2020


الثورة الواعية  
  
3701   12:32 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص154-155.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2019 2261
التاريخ: 22-3-2016 3442
التاريخ: 2024-07-16 703
التاريخ: 23-5-2019 2099

وفقاً للتفسير الذي يقدّمه المادّيون اليوم عن الثورات الاجتماعية، فإنّ عملية التغيّر والثورة في مجتمع ما تكون كالانفجار الذي يحدث نتيجة تراكم البخار في قدر وانسداد ثغرات الأمان فيه حيث يتم ذلك سواء شاء الإنسان أم لم يشأ ذلك، لأنّه عندما تزداد الفوارق الطبقية والضغوط تبعاً لها يطفح كيل صبر المجتمع جرّاء الظلم والضغوط ويصبح التغيير والثورة والانفجار ظاهرة طبيعية.

وبعبارة أُخرى: انّ الثورة الانفجارية في نموذجها الصغير تشبه انفجار عقدة الشخصية الغاضبة النفسية التي تفرغ ما بداخلها لا شعورياً عندما تضيق ذرعاً مع أنّها قد تندم بعد ذلك.

وبالالتفات إلى ما قدمناه من أمثلة لخطب ورسائل الإمام الحسين (عليه السَّلام) ، يتّضح جيداً أنّ ثورة هذا الإمام العظيم لا تنطبق عليها تلك القاعدة، بل انّ ثورته ثورة منطلقة من الوعي والشعور بالمسؤولية مع الالتفات إلى كلّ المخاطر والعواقب.

لم يرد الحسين أن يختار الشهادة عن وعي ورغبة وحده فقط، بل أراد لأصحابه أن يكونوا كذلك أيضاً، ولذلك ترك الخيار لهم ليلة عاشوراء وقال بأنّ من شاء فليذهب، وأعلن انّه من مكث معه إلى الغد فانّه مقتول لا محالة، غير انّهم رغم كلّ ذلك اختاروا البقاء والشهادة; ومضافاً إلى كلّ ذلك فإنّه لا دور للقادة والشخصيات في الثورات الكبيرة على رأي الماديّين، بل انّهم يلعبون دور القابلة في توليد الأطفال، ونظراً إلى أنّ حدوث وظهور هذا النوع من الثورات خارج عن إرادة أبطال الثورة فهي لا تتمتع بأية قيمة أخلاقية، بينما نجد انّ دور قيادة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في ثورة عاشوراء دور بارز وأشهر من نار على علم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.