المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

منح الشخصيات الثانوية اهدافاً- المساندون
12-4-2021
Multivariate Analysis
29-9-2018
الهجرة إلى يثرب
29-3-2022
إجـراءات تـدقيـق الـزبائـن وأوراق القـبـض
2023-09-20
وفاة تحتمس الثالث.
2024-04-22
Hyperammonemia
6-11-2021


موقع البداء عند الشيعة (القضاء الذي يقع به البداء)  
  
1380   10:01 صباحاً   التاريخ: 8-2-2020
المؤلف : السيد الخوئي والشيخ محمد جواد البلاغي وإعداد السيد محمد علي الحكيم
الكتاب أو المصدر : رسالتان في البداء
الجزء والصفحة : 34 - 42
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / البداء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2020 500
التاريخ: 6-2-2020 625
التاريخ: 20-11-2014 918
التاريخ: 20-11-2014 896

إن البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم، أما المحتوم منه فلا يتخلف، ولا بد من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء.

وتوضيح ذلك أن القضاء على ثلاثة أقسام :

الأول: قضاء الله الذي لم يطلع عليه أحدا من خلقه، والعلم المخزون الذي استأثره لنفسه.

ولا ريب في أن البداء لا يقع في هذا القسم ، بل ورد في روايا ت كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام أن البداء إنما ينشأ من هذا العلم.

روى الشيخ الصدوق في " العيون " بإسناده عن الحسن ابن محمد النوفلي، أن الرضا عليه السلام قال لسليمان المروزي:

" رويت عن أبي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن لله عزو جل علمين: علما مخزونا مكنونا، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل البيت نبيك يعلمونه... (1).

وروى الشيخ محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " إن لله علمين: علم مكنون مخزون، لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه، ونحن نعلمه " (2).

الثاني: قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بأنه سيقع حتما.

ولا ريب في أن هذا القسم - أيضا - لا يقع فيه البداء، وإن افترق عن القسم الأول بأن البداء لا ينشأ منه.

قال الرضا عليه السلام لسليمان المروزي - في الرواية المتقدمة - عن الصدوق:

" إن عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان: فعلم علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء " (3).

وروى العياشي، عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

" من الأمور أمور محومة جائية لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم منها ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحدا - يعني الموقوفة - فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة، لا يكذب نفسه، ولا نبيه، ولا ملائكته " (4).

الثالث: قضاء الله الذي أخبر نبيه و ملائكته بوقوعه في الخارج، إلا أنه موقوف على أن لا تتعلق مشيئته الله بخلافه.

وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء:

{ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] ، {لَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4] .

وقد دلت على ذلك روايات كثيرة، منها هذه:

1 - ما في " تفسير علي بن إبراهيم " عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال ى:

" إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة و الروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا، أو يؤخره، أو ينقص شيئا، أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت الذي أراده.

قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟

قال: نعم.

قلت: فأي شئ يكون بعده؟

قال: سبحان الله! ثم يحدث الله أيضا ما يشاء ، تبارك وتعالى " (5).

2 - ما في تفسيره أيضا، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم السلام، في تفسير قوله تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 4].

" أي: يقدر الله كل أمر من اللحق ومن الباطل، وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشيئة، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض و الأمراض، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء... " (6).

3 - ما في كتاب " الإحتجاج " عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:

" لولا آية في كتاب الله، لأخبرتكم بما كان، وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: " يمحو الله... " (7).

وروى الصدوق في " الأمالي " و " التوحيد " بإسناده عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين عليه السلام، مثله (8).

4 - ما في " تفسير العياشي " عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

" كان علي بن الحسين عليه السلام يقول:

لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة.

فقلت: أية آية؟

قال: قول الله: " يمحو الله... " (9).

5 - ما في " قرب الإسناد " عن البزنطي، عن الرضا عليه السلام قال:

" قال أبو عبد الله، وأبو جعفر، وعلي بن الحسين، والحسين بن علي، والحسن بي علي، و علي بن أبي طالب عليهم السلام: والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة: " يمحو الله... " " (10).

إلى غير ذلك من الروايات الدالة على وقوع البداء في القضاء الموقوف.

وخلاصة القول:

إن القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ، وبأم الكتاب، والعلم المخزون عند الله ، يستحيل أن يقع فيه البداء.

وكيف يتصور فيه البداء؟! وأن الله سبحانه عالم بجميع الأشياء منذ الأزل، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

روى الصدوق في " إكمال الدين " بإسناده عن أبي بصير وسماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

" من زعم أن الله عزو جل يبدو له في شئ [اليوم] (11) لم يعلمه أمس فابرأوا منه " ( 12).

وروى العياشي عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، يقول:

" إن الله يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وعنده أم الكتاب.

وقال: فكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، ليس شئ يبدو له إلا وقد كان في علمه ، إن الله لا يبدو له من جهل " (13).

وروى أيضا عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله عليه السلام:

" سئل عن قول الله: " يمحو الله... ".

قال: إن ذلك الكتاب كتاب يمحو الله [ فيه] (14) ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه:

الذي يرد به القضاء، حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا " .

وروى الشيخ الطوسي في كتاب " الغيبة " بإسناده عن البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال:

" [قال] علي بن الحسين، وعلي بن أبي طالب قبله، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد: كيف لنا بالحديث مع هذه الآية: " يمحو الله... " فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم الشئ إلا بعد كونه، فقد كفر وخرج عن التوحيد " (15).

والروايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام أن الله لم يزل عالما قبل أن يخلق الخلق، فهي فوق حد الإحصاء (16)، وقد اتفقت على ذلك كلمة الشيعة الإمامية طبقا لكتاب الله و سنة رسوله، جريا على ما يقتضيه حكم العقل الفطري الصحيح.

___________________

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٨١ باب ١٣ في ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي، وفيه: " نبينا " بدل " نبيك "، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 95 ح 2 (باب البداء والنسخ، ج 2 ص 132 ط كمباني) - و كان المتن منقولا من البحار -.

(2) بصائر الدرجات: ١٢٩ ح ٢، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١٠٩ ح ٢٧ (باب البداء والنسخ، ج ٢ ص ١٣٦ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -، والكافي ١ / ١١٤ ح ٨ وفيه: " فنحن " بدل " ونحن "، وعنه في الوافي ١ / ٥١٣ ح ٤١٤ (باب البداء، ج ١ ص ١١٣).

(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١ / ١٨٢ ( باب ١٣)، ورواه الشيخ الكليني عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي ١ / 114 ح 6 باختلاف يسير، وعنه في الوافي 1 / 512 ح 412 (باب البداء ج ص 113).

(4) تفسير العياشي ٢ / ٢١٧ ح ٦٥ باختلاف يسير ، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٩ ح ٥٨ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٣ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.

(5) تفسير القمي ١ / ٣٦٦ باختلاف يسير، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ٩٩ ح ٩ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٣ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار.

(6) تفسير القمي ١ / ٣٦٦، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 101 ح 12 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 134 ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.

(7) الإحتجاج: ٢٥٨ (ص ١٣٧، المطبعة المرتضوية، النجف الأشرف).

(8) الأمالي: ٢٨٠ ح ١ ب ٥٥، التوحيد: ٣٠٥، وعنهما في بحار الأنوار ٤ / ٩٧ ذ ح ٤. (م).

(9) تفسير العياشي ٢ / ٢١٥ ح ٥٩، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٨ ح ٥٢ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٩ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.

(10) قرب الإسناد: ٣٥٣ ح ١٢٦٦، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 97 ح 5 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 132 ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار -.

(11) أثبتناه من المصدر. (م).

(12) إكمال الدين: ٧٠، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 111 ح 30 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 136) - و كان المتن منقولا من البحار -.

(13) تفسير العياشي ٢ / ٢١٨ ح ٧١ وفيه: " لكل " بدل " فكل "، وعنه في بحار الأنوار ٤ / 121 ح 63 (باب البداء والنسخ ج 2 ص 139) - وكان المتن منقولا من البحار -.

(14) أثبتناه من المصدر. (م).

(15) الغيبة: ٤٣٠ ح ٤٢٠، وعنه في بحار الأنوار ٤ / ١١٥ ذ ح ٤٠ (باب البداء والنسخ ج ٢ ص ١٣٦ ط كمباني) - وكان المتن منقولا من البحار - .

وروى الشيخ الكليني بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " ما بدا لله في شئ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له ".

الكافي ١ / ١١٤ ح ٩، وعنه في الوافي ١ / ٥١٤ ح ٤١٦ (باب البداء ج ١ ص ١١٣).

(16) أنظر ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - في: الكافي ١ / 67 ح 2 باب أدنى المعرفة، و 1 / 83 - 84 ح 1 - 6 باب صفات الذات، و 1 / 104 - 109 ح 1 و 4 و 6 باب جوامع التوحيد، و 1 / 115 ح 11 باب البداء، التوحيد: 135 ح 5 و 6، و ص 136 ح 8، و ص 137 ح 9 باب العلم، و ص 139 - 148 ح 1 - 19 باب صفات الذات وصفات الأفعال.

وكذا ما ورد في تفسير قوله تعالى: " و ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب " سورة فاطر 11: 35، وقوله تعالى: " كل يوم هو في شأن " سورة الرحمن 29: 55، وقوله تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " سورة الحديد 22: 57، وقوله تعالى: " إنا أنزلناه في ليلة القدر... " سورة القدر 1: 97 - 5 وغيرها كثير. (م).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.