المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كيف تتكون الصخور
11-5-2017
delicacy (n.)
2023-08-07
كلام الصادق في الشعراء وما اثر عنه من الشعر
16-10-2015
المشهد- المشاهد المشرفة
27-9-2016
الظروف البيئية لنخلة التمر- العوامل المناخية - درجة الحرارة
30-5-2021
المفاهيم الدينية في الطفولة المبكرة
5-6-2017


المُسند اليه  
  
3273   04:49 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : أحمد الهاشمي
الكتاب أو المصدر : جواهر البلاغة
الجزء والصفحة : ص100-102
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 2962
التاريخ: 26-03-2015 91051
التاريخ: 26-03-2015 3458
التاريخ: 26-03-2015 3441

كل لفظٍ يدلّ على مَعنى في الكلام خَليقٌ طبعاً بالذكر، لتأدية المعنى المُراد به، فلهذا يُذكر المسندُ إليه وجوبا حيث إنَّ ذكرهُ هو الأصل ولا مقتضى للحذف، لعدم قرينة تدلّ عليه عند حذفه

وإلا كان الكلام مُعمًّى مبهماً، لا يستبينَ المرادُ منه وقد يترجح الذكر وجود قرينة تمكن من الحذف، حين لا يكون منه مانع، فمن مُرجحّات الذكر (1)
زيادةُ التقرير والايضاح للسامع - كقوله تعالى (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) (2) - وكقول الشاعر
هو الشمس في العليا هو الدهر في السطا
هو البدرُ في النادي هو البحر في الندى
(2) قلة الثقة بالقرينة: لضعفها أو ضعف فهم السامع
نحو سعدٌ نعم الزعيم: تقول ذلك إذا سبق لك ذكر سعد، وطال عهد السامع به، أو ذُكر معه كلام في شأن غيره
(3) الرَّد على المُخاطب: نحو: الله واحدٌ، ردا على من قال: الله ثالث ثلاثة:
(4) التَّلذذُ نحو: الله ربي، الله حسبي.
(5) التعريضُ بغباوة السامع: نحو سعيدٌ قال كذا - في جواب: ماذا قال سعيد؟
(6) التسجيل على السامع، (3) حتّى لا يتأتى له الإنكار - كما إذا قال الحاكم                            لشاهد - هل اقرّ زيد هذا بأنّ عليه كذا؟ فيقول الشاهد نعم زيد هذا أقر بأنّ عليه كذا (4) .
(7) التعجب - إذا كان الحكم غريباً، نحو: عليٌّ يقاوم الأسد في جواب من قال: هل عليٌ يقاوم الأسد؟
(8) التعظيم - نحو حضر سيفُ الدّولة، في جواب من قال: هل حضر الأمير؟
(9) الإهانة - نحو السَّارق قادم، في جواب من قال: هل حضر السَّارق؟

_________

(1) بيان ذلك أنه إذا لم يوجد في الكلام قرينة تدل على ما يراد حذفه، أو وجدت قرينة ضعيفة غير مصحوبة بغرض آخر يدعو إلى الحذف، فلابد من الذكر جريا على الأصل، وقد تدعو الظروف والمناسبات إلى ترجيح (الذكر) مع وجود قرينة تمكن من (الحذف) وذلك لأغراض مختلفة، ترجع إلى اساليب البلغاء، فتجدهم قد ذكروا أحيانا ما يجوز أن يستغنى عنه، وحذفوا مالا يوجد مانع من ذكره، فرجحوا الذكر أحيانا، والحذف أحيانا، لأسباب بلاغية اقتضت ذلك.
(2) الشاهد في (أولئك هم المفلحون) حيث كرر اسم الاشارة المسند إليه التقرير والايضاح تنبيها على أنهم كما ثبتت لهم الأثرة والميزة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح أيضا.
(3) أي كتابة الحكم عليه بين يدي الحاكم.
(4) فيذكر المسند إليه لئلا يجد المشهود عليه سبيلا للانكار بأن يقول للحاكم عند التسجيل، انما فهم الشاهد أنك أشرت إلى غيري - فأجاب: ولذلك لم أنكر ولم أطلب الاعذار فيه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.