المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التركيز على حليب الأم  
  
7772   01:31 صباحاً   التاريخ: 1-1-2020
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص46ـ51
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

الحليب هو المصدر الأساسي والوحيد لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من حياته، وأفضل الحليب حليب الأُم لأنّ عملية الرضاعة لها تأثيرها على الجانب العاطفي للطفل، والأم أفضل من تمنحه الحنان والدفىء العاطفي بدافع غريزة الأمومة التي أودعها الله تعالى في المرأة، حيثُ (تصب ركائز مشاعر الطفل وأحاسيسه من أولى أيام الرضاع) (١).

وتتوثق أواصر المحبة بين الطفل وأمه عن طريق الرضاعة، فيكون الطفل أقل توتراً وأهنأ بالاً وأسعد حالاً (٢).

وجاءت روايات أهل البيت عليهم‌ السلام ووصاياهم مؤكدّة على التركيز على حليب الأم، قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه‌ السلام): «ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه» (٣).

فحليب الأُمّ أفضل غذاء للطفل من الناحية العلمية اضافة إلى أنَّ عملية الرضاعة يشعر الطفل من خلالها بالأمان والطمأنينة والرعاية، وفي الحالات الاستثنائية التي تعيق عملية الرضاعة بسبب قلة حليب الأم أو مرضها أو فقدانها بطلاق أو موت، أكّد أهل البيت (عليهم ‌السلام) على اختيار المرضعة المناسبة والملائمة ضمن مواصفات معينة، قال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): «انظروا من ترضع أولادكم فان الولد يشبُّ عليه» (4). فالحليب ونوعية المرضعة يؤثر على الطفل من ناحية نموه الجسدي والنفسي. وقد أثبتت التجارب صحة تعاليم أهل البيت في هذا المجال. وهنالك مواصفات عند المرضعة حبذها أهل البيت (عليهم ‌السلام) في الاختيار.

قال الإمام محمد الباقر (عليه‌ السلام): «استرضع لولدك بلبن الحسان، وإياك والقباح فان اللبن قد يعدي» (5).

وقال: «عليكم بالوضاء من الظّؤرة فان اللبن يعدي» (6).

وجاء النهي عن استرضاع الطفل عند بعض المرضعات، فنهى الإمام جعفر الصادق (عليه ‌السلام) عن الاسترضاع عند المجوسية، فعن عبد الله بن هلال قال: سألته عن مظائرة المجوسي، فقال : «لا ، ولكن أهل الكتاب» (7).

وجعل الاسترضاع من الكتابيات مشروطاً بمنعهنّ من شرب الخمر: فقال (عليه ‌السلام): «إذا أرضعن لكم فامنعوهنّ من شرب الخمر» (8).

وعن علي بن جعفر عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه ‌السلام) قال: سألته عن الرجل المسلم، هل يصلح له أن يسترضع اليهودية والنصرانية وهنّ يشربن الخمر؟ قال : « امنعوهنّ من شرب الخمر، ما أرضعنّ لكم» (9).

ونهى الإمام جعفر الصادق (عليه‌ السلام) من الاسترضاع من المرأة الزانية والتي تكوّن لبنها بسبب الزنا فقال: «لا تسترضعها ولا ابنتها» (10).

وقال الإمام محمد الباقر (عليه ‌السلام): «لبن اليهودية والنصرانية والمجوسية أحبّ إليّ من لبن ولد الزنا» (11).

والحكمة في النهي هو تأثير اللبن على طباع الطفل، فالمرأة الزانية تعيش حالة القلق والاضطراب النفسي والشعور بالإثم والخطيئة من أول يوم انعقاد الجنين، وتبقى على هذه الحالة في جميع فترات الحمل وفي أثناء الولادة، وهذا القلق والاضطراب يؤثر في التوازن الانفعالي للطفل.

وأمر رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) بالوقاية من لبن البغيّة والمجنونة فقال: «توقوا على أولادكم من لبن البغيّة والمجنونة فإن اللبن يعدي» (12).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌): «لا تسترضعوا الحمقاء فان الولد يشبّ عليه» (13).

وقال الإمام محمد الباقر (عليه‌ السلام): «إنّ علياً كان يقول: لا تسترضعوا الحمقاء، فان اللبن يغلب الطباع» (14).

ويؤكد علماء الطب على أن تكون الأم مستريحة وهي تقوم بعملية الرضاعة ثم تمس برفق وجنة الطفل، ويجب ألا تحاول الأم إرغامه على توجيه رأسه نحو ثديها لأن ذلك يربكه ويحيره (15).

ووضع أهل البيت (عليهم‌ السلام) برنامجاً في اسلوب الرضاعة ومدتها، وهو الرضاع من جهتين وإطالة مدتها إلى واحد وعشرين شهراً، قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لأم اسحاق بنت سليمان: «يا أمّ اسحاق لا ترضعيه من ثدي واحد وأرضعيه من كليهما يكون أحدهما طعاماً والآخر شراباً» (16).

وقال (عليه ‌السلام): «الرضاع واحد وعشرون شهراً فما نقص فهو جور على الصبي» (17).

فطول مدة الرضاعة له تأثير ايجابي على الوضع النفسي والعاطفي للطفل، وهي أهم المراحل في البناء العاطفي للطفل حيثُ تحتضن الأم طفلها وتضمه إلى صدرها، فيشعر بالحنان المتواصل والدفىء العاطفي، وفي هذا الصدد تقول عالمة النفس لويز كابلان: ( إنّ الطفل الذي ينعم بحنان أمه المتدفق خلال العام الأول والثاني من عمره يشعر بالأمان، وعادة لا يشعر بالقلق أو الخوف فيتصرّف بتلقائية عندما يبلغ سن الثالثة أو الرابعة، والطفل الذي يشعر بالطمأنينة يتمتع بالثقة بالنفس ويتعامل مع الآخرين بسهولة ويندمج مع الأطفال في مثل عمره)(18).

ومناغاة الطفل في هذه المرحلة ضرورية للطفل تؤثر على نموه اللغوي ونموّه العاطفي في المستقبل، فكانت فاطمة الزهراء (عليها‌ السلام) تناغي الحسن (عليه‌ السلام) وتقول:

أشبه أباك يا حسن              واخلع عن الحق الرّسن

                      واعبد إلهاً ذا منن                ولا توالِ ذا الإحن

وكانت تناغي الحسين (عليه ‌السلام):

أنت شبيهٌ بأبي  لست شبيهاً بعلي (19).

وأكّد أهل البيت (عليهم ‌السلام) كما تقدم على اقامة علاقات المودّة والحب بين الوالدين، وتجنّب المشاكل التي تؤثر على الصحة النفسية لكليهما وللأم على وجه الخصوص، لانعكاس انفعالاتها المتشنجة واضطرابها النفسي على الطفل في مرحلة الرضاعة. وفي هذه المرحلة أوصى أهل البيت (عليهم ‌السلام) بالاهتمام بغذاء الأم المصدر الأساسي لتكوين الحليب من حيثُ الكمية والنوعية، وكان التركيز على التمر في إطعام الأم لتأثيره على الرضيع، فقال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله): «ليكن أول ما تأكل النفساء الرّطب..» قيل: يا رسول الله فان لم يكن أوان الرطب؟ قال: «سبع تمرات من تمر المدينة، فان لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم»(20).

وأوصى الإمام جعفر الصادق (عليه‌ السلام) بأكل أحد أنواع التمر وهو البرني فقال: «اطعموا

البرني نساءكم في نفاسهنّ تحلم أولادكم» (21).

وفي رواية عنه (عليه‌ السلام): «اطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهنّ تجمّلوا أولادكم»(22).

ووضع أهل البيت (عليهم ‌السلام) لائحة بالمواد الغذائية المهمة في النمو والصحة (23).

فخبز الشعير وقاية من الأمراض، وسويق الحنطة ينبت اللحم ويشد العظم ويسهل الهضم، وسويق العدس يسكّن هيجان الدم ويقلّل من حرارة الجسم، واللحوم وخصوصاً لحم الدراج يقلل من الغضب، والهريسة تنشط الجسم وتمنحه الحيوية، والزيتون يطرد الرياح، والعنب يقلل الغضب، والسفرجل يقوّي القلب والخس يصفي الدم، كما أكدوا على العسل والبيض واللبن وسائر انواع الفواكه. وتنتقل فوائد هذه المواد الغذائية من الأم إلى الطفل عن طريق الحليب المتكوّن منها.

وخلاصة القول يجب الاهتمام بالاسترضاع من حليب الأم ، فإذا تعذّر فيجب اختيار المرضعة المؤمنة السالمة من الأمراض الجسدية والنفسية، وإذا تعذّر فتسترضع غير المؤمنة بشرط منعها من شرب الخمر وكل ما يضرّ بصحة الطفل، والاهتمام بالصحة النفسية للأم والاهتمام بصحتها الجسدية، واشباع حاجتها إلى الطعام الضروري في انتاج الحليب النقي والغني بالمواد الغذائية الضرورية لينعكس ذلك ايجابياً على صحة الطفل النفسية والجسدية.

____________________________

١ـ الطفل بين الوراثة والتربية، لمحمد تقي الفلسفي ٢ : ٨٢ عن كتاب عقدة الحقارة ٩.

٢ـ قاموس الطفل الطبي : ١١ ـ ١٦.

٣ـ الكافي ٦ : ٤٠ / ١ باب الرضاع.

4ـ الكافي ٦ : ٤٤ / ١ من يكره لبنه ومن لا يكره.

5ـ الكافي ٦ : ٤٤ / ١٢ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.

6ـ الكافي ٦ : ٤٤ / ١٣ باب من يكره لبنه ومن لا يكره. الوضاءة : الحسن والنظافة.

7ـ الكافي ٦ : ٤٢ / ٢ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.

8ـ الكافي ٦ : ٤٢ / ٣ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.

9ـ وسائل الشيعة ٢١ : ٤٦٥ / ٧ باب ٧٦ من كتاب النكاح.

10ـ الكافي ٦ : ٤٢ / ١ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.

11ـ الكافي ٦ : ٤٢ / ٥ باب من يكره لبنه ومن لا يكره.

12ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٣.

13ـ مكارم الاخلاق : ٢٣٧.

14ـ مكارم الاخلاق : ٢٣٧.

15ـ قاموس الطفل الطبي : ٣٣.

16ـ الكافي ٦ : ٤٠ / ٢ باب الرضاع.

17ـ الكافي ٦ : ٤٠ / ٣ باب الرضاع.

18ـ قاموس الطفل الطبي : ٢٥٧.

19ـ بحار الانوار ٤٣ : ٢٨٦.

20ـ الكافي ٦ : ٢٢ / ٤ باب ما يستحب ان تطعم الحبلىٰ.

21ـ الكافي ٦ : ٢٢ / ٥ ما يستحب ان تطعم الحبلى.

22ـ مكارم الاخلاق : ١٦٩.

23ـ الكافي ٦ : ٣٠٥ وما بعدها.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.