أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2021
2227
التاريخ: 23-7-2019
1562
التاريخ: 20-10-2019
1692
التاريخ: 6-2-2017
1686
|
قتل الخليفة، وأدرك الناس أن الدولة قد حلت بها كارثة، فهرعوا الى الإمام علي (عليه السلام) يبايعونه وقالوا (إن هذا الرجل قد قتل ولابد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تفعلوا فإني أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً، فقالوا لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفياً ولا تكون إلا عن رضا المسلمين) (1).
وفي رواية أخرى أنه (حين قتل عثمان عنه واجتمع المهاجرون والأنصار وفيهم طلحة والزبير، فأتوا علياً فقالوا يا أبا حسن هلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم أنا معكم، فمن اخترتم فقد رضيت به فاختاروا.
فقالوا: والله ما نختار غيرك، فاختلفوا إليه بعد ما قتل عثمان مراراً، ثم أتوه في آخر ذلك فقالوا إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة، وقد طال الأمر، فقال لهم: إنكم قد اختلفتم اليَّ وأتيتم، وإني قائل لكم قولاً إن قبلتموه قبلت أمركم، وإلا فلا حاجة لي فيه.
قالوا ما قلت من شيء قبلناه إن شاء الله.
فجاء فصعد المنبر، فاجتمع الناس إليه فقال: إني قد كنت كارهاً لأمركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم.
ألا وإنه ليس لي أمر دونكم، إلا أن مفاتيح مالكم معي، ألا وإنه ليس لي أن آخذ منه درهماً دونكم، رضيتم ؟ قالوا نعم، قال أللهم اشهد عليهم ثم بايعهم على ذلك(2)
وهذه الروايات ـ إن صحت ـ دلت على أمور:
الأول:
أن طريقة اختيار القيادة هذه المرة اختلفت عن المرات الثلاثة الماضية، وهذه هي المرة الأولى التي ذهب الناس فيها مراراً يلحون على شخص أن يتولى قيادتهم، دون أن يتم الأمر فلتة، أو بالعهد دون مشورة، أو بمجلس شورى منتقى.
الثاني:
أن الإمام علي (عليه السلام) ظل يرفض هذا المنصب، ربما لأنه كان يعلم أن الدولة قد سارت في طريق وعر، وتغير حال الناس فيها، وهو ما سيسبب له بالتأكيد مصاعب في إدارتها ورد الأمور الى مجراها الأصلي.
وربما رفض مراراً ليثبت لكل ذي عينين أنه لم يختلس الأمر، ولم يسارع اليه، ولم يلفق له الطرق ويخترع الوسائل، وإنما كان اختياره اختياراً حراً من قبل الناس الذين أصروا عليه، فهي بيعة صافية رائقة لا يشوبها غبش.
الثالث:
أن الإنحراف الذي سبب الكوارث الماضية كان في أساسه انحرافاً اقتصادياً مالياً بالدرجة الأولى، وهو ما يظهر من عبارته، ولو لم تكن لهذا الأمر علاقة بما جرى ما أفرده الإمام بالذكر في عهد البيعة الذي له منزلة الدستور.
الرابع:
أن السياسة الإقتصادية والمالية التي سيتبعها الإمام علي ـ أو القيادة الجديدة ـ ستقوم على المساواة وإحقاق الحق والإنصاف وعدم المحاباة والإلتزام الدقيق بالشرع.
وأعتقد أن هذا الإحساس الذي لابد وأن كل فرد آنذاك قد شعر به.
وتمت بيعة الإمام بعد أن كانت الدولة قد شهدت تغييرات هائلة في جميع جوانبها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والقانونية، فغاصت في بحر تعالت أمواجه وهزت كيان الدولة هزاً عنيفاً.
وما أن تولى الأمر حتى بدأ يعيد عربة الدولة الى الخط الذي خرجت عنه، فعزل العصابة التي استولت على مناصب الدولة العليا، وولى مكانها أهل الصلاح والتقى، وسوى بين الناس في الأنصبة، وكانت بيعته فرصة عظيمة لإعادة الدولة من الطريق المنحرف الى الصراط المستقيم.
____________
(1) الطبري: 3/450.
(2) نفس المصدر: 3/450 ـ 451.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|