المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإشارة  
  
3455   04:35 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص348-349
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 4143
التاريخ: 25-03-2015 4662
التاريخ: 12-9-2020 17875
التاريخ: 26-03-2015 5290

  الإشارة أن يكون اللفظ القليل مشارا به إلى معان كثيرة بإيماء إليها ولمحة تدل عليها وذلك كقوله تعالى! (إذ يغشى السدرة ما يغشى)! وقول الناس لو رأيت عليا بين الصفين فيه حذف وإشارة إلى معان كثيرة 

 وأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو بكر الصولي قال

 أخبرنا الحزنبل قال لما ولى المهتدي بالله وزارته سليمان بن وهب قام إليه رجل من ذي حرمته فقال أعز الله الوزير خادمك المؤمل لدولتك السعيد بأيامك المنطوي القلب على مودتك المبسوط اللسان بمدحتك المرتهن الشكر بنعمتك وإنما أنا كما قال القيسي ما زلت أمتطي النهار إليك وأستدل بفضلك عليك حتى إذا أجنني الليل فقبض البصر ومحا الأثر قام بدني وسافر أملي والاجتهاد عذر وإذا بلغتك فقط فقال سليمان لا بأس عليك فإني عارف بوسيلتك محتاج إلى كفايتك ولست أؤخر عن يومي هذا توليتك بما يحسن عليك أثره ويطيب لك خيره إن شاء الله فقوله ( ( وإذا بلغتك فقط ) ) إشارة إلى معان كثيرة يطول شرحها  وكتب آخر إلى آخر أتعيرني وأنا أنا والله لأزرن عليك القضاء ولأبغضنك لذيذ الحياة ولأحببن إليك كربة الممات ما أظنك تربع على ظلعك وتقيس شبرك بفترك حتى تذوق وبال أمرك فتعتذر حين لا تقبل المعذرة وتستقيل حين لا تقال العثرة فقوله ( ( وأنا أنا ) ) إشارة إلى معان كثيرة وتهديد شديد وإيعاد كثير ومن المنظوم قول امرئ القيس ( فإنْ تهلِكْ شنوءة أو تبدَّلْ ** فسيري إنَّ في غسان خالا )

 ( بِعزِّهم عزِزْت وإن يَذِلّوا ** فذلهم أنالَكِ ما أنالا )  فقولوه ( ( إن في غسان خالا ) ) و ( ( أنا لك ما أنالا ) ) إشارة إلى معان كثيرة وضرب منه قوله ( على سابحٍ يُعطيك قَبْل سؤاله ** أفانين جَرْى غير كَزِّ ولا وَانِ )  فقوله ( ( أفانين جرى ) ) مشاربه إلى معان لو عدت لكثرت وضم إلى ذلك جميع أوصاف الجودة في قوله ( ( يعطيك قبل سؤاله ) )  وأنشدنا أبو أحمد لبعضهم ( لم آت مُطَّلباً إلا لمطلب ** وهمة بلغتْ بي أفضلَ الرتبِ ) ( أعملت عِيْسِى إلى البيت العتيق على ** ما كان من دَأب فيها ومن نَصَبِ ) ( حتى إذا ما انقضى حَجِّي ثنيتُ لها ** فضلَ الزمام فأمَّتْ سيدَ العربِ ) ( هذا رجائي وهذي مصر معرضة ** وأنْتَ أنتَ وقد ناديتُ من كثبِ )  فقوله ( ( أنت أنت ) ) مشار به إلى نعوت من المدح كثيرة  ومن هذا قول أبي نواس ( أنت الخصيبُ وهذه مصر ** )

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.