المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

طرق تحمّل الرواية / القراءة.
2023-12-15
فضل سورة الزلزلة
2024-09-04
التفسير بمأثور اهل السنة
6-03-2015
العمل أساس للملكية الخاصة .
1-6-2016
النظام الصرفي (المبنى: الزيادة)
20-2-2019
الوضع الجغرافي لشبه جزيرة العرب
3-5-2021


الأساليب المتبعة والمعاشاة من قبل الأب في تربية أولاده  
  
1711   09:46 مساءً   التاريخ: 1-12-2019
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص41-45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2147
التاريخ: 10-1-2016 2452
التاريخ: 19-12-2020 2073
التاريخ: 7-12-2016 1956

يمكن تقسيم الأساليب المتبعة والمعاشاة من قبل الأب في تربية أولاده الى عدة أساليب:

1ـ الأسلوب الانفعالي:

وهو الأسلوب الذي يصدر عن الأب نتيجة لردّة فعلٍ على تصرف خاطئ من قبل الولد الصغير أو الشاب، كما لو شتم أو ضرب أو أسرع في حكم خاطئ أو فسر الكلام بما لا يناسب.

خطورة الاسلوب الانفعالي:

وليعلم أن هذا الأسلوب شائع في التجارب الأسرية وأغلب الآباء يقعون فيه نتيجة الغضب وسرعة أخذ الحكم أو لأسباب أخرى.

فمثلا قد يقول الولد الصغير لوالده: كسرت المبراة أو ضيَّعت الممحاة أو اللعبة الفلانية وأريد بدلها أو ثمنها،، فإن الأب إذا ما انفعل وقام بتصرف سريع كالسباب والتوبيخ الشديد أو عدم المبالاة لحاجة ولده وكأن شيئا لم يحصل، فإن الولد سوف يتأثر سلبياً بأسلوب والده الانفعالي وخاصة مع تكراره مما يدفع بالولد الى كبت ما في نفسه، والإعراض عن طلب الكثير من حاجياته المدرسية أو الترفيهية، مما له مردوده السلبي على هذا الول، وإن اختلفت الآثار السلبية بحسب قدرة الولد على التحمل وعدمه .

ومثال آخر قد يقول الشاب لوالده: أريد دراجة جديدة أو هاتفاً أو ثياباً رياضية أو كفوفاً للتدفئة أو مالاً أو غير ذلك من الحاجات، فإذا ما قام الأب نتيجة فهم متسرع أو معلومات مغلوطة أو ناقصة برد طلبه وتوبيخه، فلسوف يترك أثراً كبيراً على هذا الشاب الذي فهمه والده خطأ، وخاصة إذا ما تكرر ذلك إلا أن هذا يختلف من شاب الى آخر.

وعلى كل حال، فإن سلبية هذا الأسلوب على الولد ظاهرة لا شائبة فيها نعم قد تشتد وقد تضعف حسب المورد والحالات المختلفة.

علاج الأسلوب الانفعالي:

إن العلاج يتم بتصحيح الخطأ الحاصل من قبل الأب بلحاظ ما فيه مصلحة لولده بغض النظر عن قيام الأب بالاعتذار أو إظهار فشله في التربية، وعليه إذن أن يقوم بعدة خطوات:

أولاً: الالتفات الى مشاعر الولد الذي فشل أو أحرج نتيجة تصرف الأب.

ثانياً: عدم تكرار هذا التصرف معه.

ثالثاً: الإحسان الى الولد والعطف عليه بعد هذه الحالة من قبل الأم أو الأب، ويكون الإحسان اليه مترافقاً مع إبقاء صورة قداسة الأبوة في نظره ولو بالتماس عذر مبرر لتصرف الأب كما لو قلنا له إنه كان متبعاً بمشاكل عدة. وفي نفس الوقت ينبغي للأب الاعتذار لأن له أداؤه التربوي العظيم في نفسية الولد.

نعم إذا كان الابن شاباً كبيراً يعي الأمور وقد تبين له خطأ الأب، فإن كان الوسيط في المعالجة هي الأم فعليها شرح الموضوع أكثر وإظهار أنه كان له رأيه في المشكلة حيث أنطلق من حرصه عليه وعلى مستقبله، في حين أنه ينبغي اعتبار كأفضل أصدقائه وقد يخطئ لعدم عصمته. ولا ينبغي الكذب على الشاب في هذا الحالة لأنه يعرف الحقيقة ويفهم الأمور وسوف تترك هذه القضية انطباعاً سيئاً في نفسيته إن لم يبادر الى الحلّ.

وإن كان المبادر للعلاج هو نفس الأب فلا طريق له إلا المصارحة مع ولده الكبير الذي هو بمثابة أخيه وصديقه، والصديق عند خطئه مع صديقه يقوم بتوضيح الأمر والاعتذار، نعم بما أن للولد حرمته فإن الاعتذار لا يكون بالقول بل بالتصرف المفهم لحب الوالد لولده وخوفه من ضلاله ليعلم أن خلفية الخطأ غير المتعمد من قبل والده كان التربية والتوجيه لا الكره والجهل والانتقام وإن كان الاعتذار له فوائده التربوية الجمّة.

ومما لا شك فيه أن الشاب عندما يرى حسن التصرف من قبل الأب سوف يقوم هو بالمبادرة الى التقرب منه ونسيان ما حصل، ولسوف يترك هذا التصرف له أثراً إيجابياً عليه وعلى مستقبله وسوف يكبر ويعظم احترامه له وسيعتبره القدوة له التي يتأسى بها عند حصول أية مشكلة معه في المستقبل.

هذا بالإضافة إلى الحب الذي سوف يزداد عند الولد والذي سوف يترجم على شكل بر لوالديه واعتناء بهما أكثر.

2- الأسلوب الهجومي:

وهو عبارة عن تصرف غير مسؤول من قبل الأب عند صدور الخطأ من ولده، فيقوم بالهجوم عليه إما بواسطة الكلام القاسي منه أو القبيح المشتمل على السباب والصوت المرتفع، وإما بالضرب بيده أو بعصاه وحذائه.

والأسلوب الهجومي يشبه الأسلوب الأول الانفعالي في الخلفية والنتيجة وقد يكون ناتجاً عنه الا أن الهجومي يزيد عليه في العدوانية والتعدي نتيجة الانفعال والغضب الزائد أو نتيجة زيادة قبح عمل الولد وتصرفه.

خطورة الأسلوب الهجومي:  

إن الحالة الانفعالية المستلزمة للتعدي والعدوانية بغض النظر عن خلفياتها المبررة أو غير المبررة هي ذات مردود سلبي وخطير على الأولاد وغيرهم، وهو مما يتفاجأ به الأطفال والكبار كما ويدخل الأسرة في متاهات معقدة خصوصا مع التكرار، لأنه يورث العقد النفسية لدى الأطفال وحالة الخوف مما له أثره السلبي على الأولاد في مواجهة مشاكل الحياة، وقد ثبت تربوياً أن الضرب بالخصوص لا يحلُّ مشكلة بل يزيد المضروب عناداً.

علاج الأسلوب الهجومي ضمن نقاط:

أولاً : إن علاج الغضب يكون بإدراك الغضب المفرط هو حالة نارية محرقة تخرج الإنسان عن طوره الإنساني، ولو نظر الغضبان في المرأة لرأى نفسه بصورة أخرى غير الصورة المعهودة لديه، ومن الناحية العملية على الغضوب أن يتذكر غضب الله وسطوته والنار التي أعدّها لمن يرتكب مثل هذه الخصلة السيئة والمنكرة والتي ورد في الأحاديث أنها تأكل الحسنات، وتوقع الإنسان في كثير من المخالفات الإلهية، والغضوب قد تأتي عليه ساعة لا يعرف فيها ربه ويتنكر لكل القيم الأخلاقية والشرعية، فإذا ما تذكر ذلك عمل بكل ما في وسعه للجم حالة الانفعال والثوران في داخله، فإن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فليستلقِ على ظهره أو ليذهب ويسيغ وضوئه ويكثر من كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

ثانياً : إقلاع الأب عن هذا الأسلوب مع أولاده ويسعى لعدم تكراره، وتبديله بالأساليب الناجحة.

ثالثاً : الأم بما أنها تمثل النيابة عن الأب في كثير من الأمور وبما لها من دور عاطفي ينبغي أن تستحضر بحكمتها ما يتدارك غضب الأب وثورته على أولاده .

ولكن عليها أن لا تواجه الزوج في ساعة ثورانه، فمن جهة لا تحسس زوجها بأنها تواجهه ومن جهة تخفف عن الأولاد آثار غضبه، ولا ينجح في ذلك إلا الأسلوب الحكيم.

وحبذا لو طلبت الزوجة الأم بجلسة حوار ومناقشة بعد المشكلة الحاصلة وفي الوقت المناسب.

والأمر عينه إذا كان الأسلوب من قبل الزوجة فعلى الزوج تحمل المسؤولية ومنعها من اللجوء الى ضرب الطفل أو وضعه في حالة الفريسة التي تنتظر موتها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.