المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The exponential atmosphere
2024-05-17
تـطويـر هيـكـل فعـال للمـكافـآت والحـوافـز في المـصارف
2024-05-17
The ideal gas law
2024-05-17
Temperature and kinetic energy
2024-05-17
Compressibility of radiation
2024-05-17
إنـشاء نـظم الإسـناد الإداري للإستـراتيجيـة فـي المـصارف
2024-05-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الجناس  
  
5777   04:53 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص321-335
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 1226
التاريخ: 25-03-2015 3830
التاريخ: 26-03-2015 2820
التاريخ: 23-09-2015 2198

التجنيس أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كل واحدة منهما صاحبتها في تأليف حروفها على حسب ما ألف الأصمعي كتاب الأجناس فمنه ما تكون الكلمة تجانس الأخرى لفظا واشتقاق معنى كقول الشاعر ( يوماً خلجْت على الخليج نفوسَهم ** عَصْبا وأنت لمثلها مُسْتامَ ) خلجت أي جذبت والخليج بحر صغير يجذب الماء من بحر كبير فهاتان اللفظتان متفقتان في الصيغة واشتقاق المعنى والبناء ومنه ما يجانسه في تأليف الحروف دون المعنى كقول الشاعر ( فأرفقْ بِه ان لَوْمَ العاشقِ اللّومُ ** ) وشرط بعض الأدباء من هذا الشرط في التجنيس وخالفه في الأمثلة فقال وممن جنس تجنيسين في بيت زهير في قوله ( بِعزمِة مأمورٍ مُطيعٍ وآمرٍ ** مُطاعٍ فلا يُلْفَى لحزْمِهِمُ مِثْلُ ) وليس المأمور والآمر والمطيع والمطاع من التجنيس لأن الاختلاف بين هذه الكلمات لأجل أن بعضها فاعل وبعضها مفعول به وأصلها إنما هو الأمر والطاعة  وكتاب الأجناس الذي جعلوه لهذا الباب مثالا إنما يصف على هذه السبيل ويكون المطيع مع المستطيع والآمر مع الأمير تجنيسا وجعل أيضا من التجنيس قول الآخر ( ذو الحِلْم منَّا جاهلٍ دُونَ ضيْفهِ ** وذو الجهل منا عن أذاهُ حليمُ )

ليس بتجنيس وكذلك قول خداش بن زهير ( ولكنْ عايشٌ ما عاش حتى ** إذا ما كادَهُ الأيام كيدا ) وقال الشنفرى ( وإني لَحُلْوٌ إن أريد حَلاوتي ** ومُرٌّ إذا النفس العَزُوف أَمّرتِ ) وقال العجير السلولي ( يَسُرّك مظلوما ويُرضيك ظالماً ** وكلّ الذي حملتَه فهو حامِلُهْ ) وقول الآخر ( وساعٍ مَعَ السلطانِ يَسعى عليهم ** ومحترس من مِثْلِهِ وهو حارسُ ) وقول تأبط شرا ( يَرَى الوَحْشَة الأُنْسَ الأنيسَ ويَهْتدي ** بحيث اهتدتْ أمُّ النجومِ الشَّوابِكِ ) وقول الآخر ( صُبَّتْ عليه ولمْ تنصبَّ من كَثَبٍ ** إن الشقاء على الأشقينَ مَصْبوبُ ) ليس في هذه الألفاظ تجنيس وإنما اختلفت هذه الكلم للتصريف  فمن التجنيس في القرآن قول الله تعالى ! (وأسلمت مع سليمان)! وقوله عز وجل ! (فأقم وجهك للدين القيم)! وقوله تعالى! (تتقلب فيه القلوب والأبصار) ! وقوله سبحانه وتعالى! (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) ! وقوله تعالى! (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض)! وقوله عز وجل ! (فروح وريحان وجنة نعيم)! الروح الراحة والريحان الرزق)

وقوله سبحانه! (ثم كلي من كل الثمرات)! وقوله تعالى! (أزفت الآزفة)! الآزفة اسم ليوم القيامة فهذا كقول امرئ القيس ( لَقَدْ طَمَح الطَّماح ** ) وليس هذا كقولهم ( ( أمر الأمر ) ) هذا ليس بتجنيس  وفي كلام النبي : ( ( عصية عصت الله ورسوله وغفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ) ) وقوله : ( ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) )  أخذه أبو تمام فقال ( جَلاَ ظلماتِ الظلم عن وَجْهِ أمةٍ ** أضاءَ لها من كوكب العدلِ آفلُهْ ) وقيل له : من المسلم فقال ( ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ) وقال معاوية لابن عباس رضي الله عنه ما بالكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم فقال كما تصابون في بصائركم يا بني أمية وقال صدقة بن عامر وقد مات له بنون سبعة فرآهم قد سجوا اللهم إني مسلم مسلم وقال رجل من قريش لخالد بن صفوان ما اسمك قال خالد بن صفوان بن الأهتم فقال الرجل إن اسمك لكذب ما خلد أحد وإن أباك لصفوان وهو حجر وإن جدك الأهتم وإن الصحيح خير من الأهتم قال خالد من أي قريش أنت قال من بني عبد الدار قال فمثلك يشتم تميما في عزها وحسبها وقد هشمتك هاشم وأمتك أمية وجمحت بك جمح وخزمتك مخزوم وأقصتك قصي فجعلتك عبد دارها وموضع شنارها تفتح لهم الأبواب إذا دخلوا وتغلقها إذا خرجوا وقال رسول الله : ( ( لا يكون ذو الوجهين عند الله وجيها ) )

وكتب بعض الكتاب العذر مع التعذر واجب وقيل لبعضهم ما بقي من نكاحك قال ما يقطع حجتها ولا يبلغ حاجتها وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال هاجروا ولا تهجروا أي لا تشبهوا بالمهاجرين من غير إخلاص وكتب بعض الكتاب قد رخصت الضرورة في الإلحاح وأرجوا أن تحسن النظر كما أحسنت الانتظار 

 وأخبرنا أبو أحمد قال حكى لي محمد بن يحيى عن عبد الله بن المعتز قال قدم في بعض المجالس إلي صديق لنا بخورا فقال له صاحب المجلس تبخر فإنه ند فلما استعمله لم يستطبه فقال هذا ند عن الند  ومثله ما حكى لنا أبو أحمد عن الصولي أن إبراهيم بن المهدي زار صديقا له استدعى زيارته فوجده سكران فكتب في رقعة جعلها عند رأسه ( رحنا إليك وقد راحَتْ بك الراح ** )  وروى بعضهم أن عبد الله بن إدريس سئل عن النبيذ فقال جل أمره عن المسألة أجمع أهل الحرمين على تحريمه وذم أعرابي رجلا فقال إذا سأل الحف وإذا سئل سوف يحسد على الفضل ويزهد في الإفضال  وكتب العتابي إلى مالك بن طوق أما بعد فاكتسب أدبا تحي نسبا واعلم أن قريبك من قرب منك خيره وأن ابن عمك من عمك نفعه وأن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك وقال آخر اللهى تفتح اللها 

 وأخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن إبراهيم الكاغدي قال

 أخبرنا أبو بكر العقدي قال

 أخبرنا أبو جعفر الخراز قال دخل فيروز حصين على الحجاج وعنده الغضبان بن القبعثري فقال له الحجاج زعم الغضبان أن قومه خير من قومك فقال أكذاك يا غضبان قال نعم فقال فيروز أصلح الله الأمير

اعتبر قومي وقومه بأسمائهم هذا غضبان غضب الله عليه والقبعثري اسم قبيح من بني ثعلبة شر السباع ابن بكر شر الإبل ابن وائل له الويل وأنا فيروز فيروز به حصين حصن وحرز والعنبر ريح طيبة من بني عمرو عمارة وخير الناس من تميم تم فقومي خير من قومه وأنا خير منه 

 وأخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي قال سمعت الحي يتحدثون أن جريرا قال لولا ما شغلني من هذه الكلاب لشببت تشبيبا تحن منه العجوز إلى شبابها  ومن أشعار المتقدمين في التجنيس قول امرئ القيس ( لقد طمَح الطَّماح من بُعْدِ أرضهِ ** ليُلْبسني من دائه ما تلبّسا ) وأخذه الكميت فقال ( ونحن طَمَحْنَا لامرئ القيس بَعْدَما ** رجا الملْك بالطَّماح نَكْبًا على نَكبِ ) وقال الفرزدق وذكر واديا ( خُفاف أخفّ الله عنه سحابة ** وأوسعه من كلِّ سافٍ وحاصبِ ) وقال زهير ( كأنّ عيني وقدْ سال السَّلِيلُ بِهِمْ ** وجيرة ما همُ لو أَنَّهُمْ أَمَمُ ) وقال الفرزدق ( قد سال في أَسْلاتِنا أو عَضَّه ** عَضْبٌ بضَرْبَتِه الملوك تُقَتَّلُ )

وقال النابغة ( وأقطع الخَرْقَ بالخرقاء لاهِية ** ) وقال غيره ( على صَرْماء فيها أَصْرَماها ** وخِرّيتُ الفَلاةِ بها مَليل ) وقال قيس بن عاصم ( ونحن حَفَزْنا الحوْفزانَ بطعنةٍ ** سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا ) وقال ( وقاظ أسيرا هانئ وكأنما ** مفارق مفروق تغشينَ عندمَا ) وقال أمية بن أبي الصلت ( فما أعتبتْ في النائبات مُعتّب ** ولكنّها طاشتْ وَضَلّتْ حُلُومها ) وقال أوس بن حجر ( قد قلتُ للركب لولا أنهم عَجِلوا ** عُوجوا عليّ فحيوا الحي أو سيروا ) وفيها ( عرٌّ عَرائر أبكارٌ نشأنَ معا ** خُشْنُ الخلائِقِ عَمّا يتّقي زورُ ) وفيها ( لكن بفِرْتاجَ فالخلْصاء أُبت بها ** فحنبلٍ فعلى سراءَ مَسْرورُ )

وفيها ( حتى أشب لهن الثوْر مِنْ كَثَبٍ ** فأرسلوهنَّ لمْ يدروا بما ثِيرُوا ) وقال الكميت ( فقلْ لجُذام قد جَذَمْتُم وسيلةً ** إلينا كمختار الرداف على الرَّحْلِ ) وقال طرفة ( بحسام سيفك أو لسانك والْكَلِمُ ** الأصيل كأرغب الكَلْمِ ) وقال القحيف ( بخيل من فوارسها اختيال ** ) وقال النعمان بن بشير لمعاوية ( ألم تبتدركم يوم بدر سيوفُنا ** ولَيْلُك عَمّا نابَ قومكَ نائم ) وقال العبسي ( أبلغْ لديك بني سعدٍ مُغَلْغَلَةً ** أنَّ الذي ينهها قدْ ماتَ أوْ دَنَفَا ) ( وذَاكُم أنّ ذلَّ الجارِ حَالَفَكُمْ ** وأن آنفكم لا يعرف الأَنَفا ) وقال جليح بن سويد ( أقبلنَ من مصر يبارين البرا ** ) وقال ذو الرمة ( كأنَّ البُرى والعاج عيجت متونه ** على عُشَر نَهَّى بِه السيل أبطحُ ) وقال حيان بن ربيعة الطائي ( لقد علم القبائل أنَّ قومي ** لهمْ حدّ إذا لُبس الحديدُ )

وقال القطامي ( فلما ردَّها في الشولِ شالت ** بِذيَّالٍ يكون لها لِفاعا ) وقال جرير ( وما زال معقولا عِقالٌ عن الندى ** وما زال محبوسا عن الخير حابسُ ) وقال امرؤ القيس ( بلاد عريضة وأرض أريضة ** مدافع غيث في فضاءٍ عريض ) وقال آخر ( وطيب ثِمارٍ في رياض أريضةٍ ** ) وقال حميد الأرقط ( مرتجز في عارض عريض ** ) ومن أشعار المحدثين قول الشاعر ( وسميته يحيى ليحيى ولم يكُنْ ** إلى رد أمر الله فيه سبيلُ ) ( تيممتُ فيه الفألَ حين رُزِقته ** ولم أدر أنَّ الفأل فيه يَفِيلُ ) وقال البحتري ( نسيمُ الروض في ريحٍ شمال ** وصوبُ المزن في رَاح شَمول ) وهذا من أحسن ما في هذا الباب وقال أبو تمام ( سعدَتْ غُربة النوى بسُعادِ ** فهي طوع الإتهامِ والإنجادِ ) وهذا من الابتداءات المليحة وقال فيها ( عاتِقٌ معتق من اللّوم إلا ** من مُعاناة مغرم أَوْ نجاد )

 ( مَلِيْتكَ الأحساب أيّ حياة ** وحَيَا أزْمةٍ وحيّة وادِ ) ( لو تراختْ يداك عنها فُواقا ** أكلتها الأيام أكلَ الجراد ) ( كادت المكرمات تنهدُّ لولا ** أنها أيِّدَت بحيّ إيادِ ) وقال البحتري ( راحتْ لأربُعك الرياح مريضةً ** وأصابَ مغناك الغمامُ الصَّيِّبُ ) وقال مسلم بن الوليد ( لعبت بها حتى محتْ آثارَها ** ريْحان رائحتان باكرتان ) وقال آخر ( لا تُصْغِ للّوم إن اللَّوْمَ تضليلُ ** واشربْ ففي الشرب للأحزان تحليلُ ) ( فقد مضى القَيْظُ واحْتَثّت رواحله ** وطابت الراح لمَّا آل أيْلُول ) ( لم يَبْقَ في الأرض نَبْتٌ يشتكي مَرَهاً ** إلاّ وناظرُه بالطَّلِّ مكحولُ ) وقال اليزيدي للأصمعي ( وما أنت هل أنت إلا امرؤ ** إذا صح أصلُك من باهلَهْ ) ( وللباهليّ على خُبزه ** كتابٌ لآكِله الآكله ) وقال آخر ( قد بلغت الأشدّ لا شدك الله ** وجاوزْته وأنت مليمُ ) وقال مسلم ( يُورَى بزَنْدِك أو يُسْعى بمجدك أو ** يُفْرى بحدِّك كلٌّ غيرُ محدودِ ) وقال ( وليس يبالي حين يحتَكُّ جَمْرُها ** صدودُ صُداء واجتناب بني جَنْبِ )

وقال البحتري ( لولا عليُّ بن مرّ لاستمرّ بنا ** خَلَفٌ من العَيْش فيه الصَّاب والصَّبرُ ) ( بَرْدُ الحشا وهجير الروع مُحتفل ** ومِسْعَرٌ وشِهاب الحرب يَسْتَعِرُ ) ( ألوى إذا شابك الأعداء كَرّهُم ** حتى يروح وفي أظفاره الظَّفَرُ ) ( جافى المضاجع ما ينفعك في لَجَبٍ ** يكاد يُقْمَرُ من لألائه القمر ) وقال ( حيا الأرض ألقت فوقه الأرض ثقْلَها ** وهول الأعادي فَوْقه الترب هائلُ ) ( ستبكيه عَيْنٌ لا ترى الخير بعدَه ** إذا فاض منها هاملٌ عاد هَامِلُ ) وقال الطائي ( ورمى بثُغرته الثّغور فسدَّها ** طَلْق اليدين مؤمَّلا مَرْهوبا ) وأنشدني العتبي ( دنس القميص غليظُه ** من غيْر لحمته سداه ) ( وشعاره من شعره ** فكأنه من مَسْك شاه ) وجنس أبو تمام أربع تجنيسات في بيت واحد ولعله لم يسبق إليه وهو قوله ( بحوافر حُفْرٍ وصُلْب صُلَّبٍ ** وأشاعرٍ شعرٍ وخَلْق أخْلَقِ ) وقوله أيضا ( لسلمى سلامان وعمرة عامر ** وهند بني هند وسعدى بني سعدى ) ومما جنس فيه تجنيسين قوله ( فَفَصَلْنَ منه كلّ مجمع مفصلٍ ** وفَعَلْنَ فاقرةً بكل فِقار )

ومن التجنيس ضرب آخر وهو أن تأتي بكلمتين متجانستي الحروف إلا أن في حروفها تقديما وتأخيرا كقول أبي تمام ( بِيضُ الصفائح لا سودُ الصحائف في ** متونهنَّ جِلاءُ الشَّكِّ والرِّيَبِ ) وقلت في حية ( منقوشة تحكي صدور صحائف ** إِبّانَ يبدو من صدور صفائح ) وقيل لابنة الخس كيف زنيت مع عقلك فقالت طول السواد وقرب الوساد ومن التجنيس نوع آخر يخالف ما تقدم بزيادة حرف أو نقصانه وهو مثل قول الله عز وجل ! (وهم ينهون عنه وينأون عنه)! وقوله تعالى! (كعرض السماء والأرض)! وقوله جل ذكره! (والليل وما وسق والقمر إذا اتسق)! وقوله سبحانه! (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون)!  وكتب عبد الحميد الناس أخياف مختلفون وأطوارا متباينون منهم علق مضنة لا يباع ومنهم غل مظنة لا يبتاع ورفع رجل هاشمي يسمى عبد الصمد صوته في مجلس المأمون عند مناظرة فقال المأمون (لا ترفعنّ صوتك يا عبد الصمد ** إن الصواب في الأسدّ لا الأشدّ) وكتب كافي الكفاة رحمه الله فأنت أدام الله عزك وأن طويت عنا خبرك وجعلت وطنك وطرك فأنباؤك تأتينا كما وشى بالمسك رياه ودل على الصبح محياه وقال علي رضي الله عنه كل شيء يعز حين ينزر والعلم يعز حين يغزر

وقال بعضهم عليك بالصبر فإنه سبب النصر ولا تخض الغمر حتى تعرف الغور وقال آخر راش سهامه بالعقوق ولوى ماله عن الحقوق  وقال النبي : ( ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) ) ودعا علي بن عبد العزيز المافروخي صاعد بن مخلد في يوم مطير فتخلف عنه واعتذر إليه فكتب إليه علي ما شق طريق هدى إلى صديق وإنما جعلت المماطر لليوم الماطر فركب إليه ومن المنظوم قول الأعشى ( رب حَيٍّ أشقاهم آخر الدهر ** حيٍّ سقاهًمً بسِجالِ ) وقوله ( بِلَبُونِ المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ ** ) وقول أوس بن حجر ( أقول فأما المنكراتِ فأتَّقي ** وأما الشَّذَا عنّي الملمَّ فأشذِبُ ) وقال امرؤ القيس ( بسامٍ ساهمِ الوجهُ حُسَّان ** ) وقال ابن مقبل ( يمشين هَيْل النَّقا مالتْ جوانُبه ** ينهال حِيناً وينهاهُ الثَّرى حِينَا )

وقال زهير ( هُمْ يضرِبُون حَبِيبكَ البِيض إذ لَحِقُوا ** لا ينكِلُون إذا ما اسْتُلْحِمُوا وحَمُوا ) وقال ( في متناه متناه كوكبه ** ) وقال الحطيئة ( وإن كانت النّعماء فيهم جَزَوا بها ** وإن أنعموا لا كَدَّروها ولا كَدُّوا ) وقال آخر ( مطاعينُ في الهَيْجا مطاعيمُ في القِرى ** ) وقال أبو ذؤيب ( إذا ما الخلاخِيمُ العلاجيمُ نَكَّلوا ** وطال عليهم حَمْيُها وسُعارُها ) وقال آخر ( على الهامِ منها قَيضُ بيض مُفَلَّقِ ** ) وقال ( كَفَّاه مخلفَةٌ ومتلفة ** وعطاؤه متخرق جَزِل ) ومن شعر المحدثين قول البحتري ( من كل ساجي الطرف أغيدَ أجْيَدٍ ** ومهفهف الكَشْحَيْنِ أحوى أَحْوَرِ ) وقوله ( فقفْ مسعِدًا فيهن إنْ كنتَ عاذِرًا ** وسرْ مُبعدا عنهنّ إنْ كنتَ عاذِلا ) وقوله ( سِنان أمير المؤمنين وسيفُه ** وسيبُ أمير المؤمنين ونائله )

وقوله ( هلْ لما فاتَ من تلافٍ تلافِ ** أو لشاكٍ من الصَّبابة شافِ ) وقول أبي تمام ( يَمُدّونَ من أيدٍ عَواصٍ عواصمٍ ** تصُول بأسيافٍ قَواضٍ قواضبِ ) ( إذا الخيلُ جابتْ قسطل الحرب صَدَّعُوا ** صدورَ العوالي في صدور الكتائب ) وقوله ( ولم أر كالمعروف تدعى حقُوقه ** مغارمَ في الأقوام وهي مغانمُ ) وقول الآخر ( لله ما صنعت بنا ** تلك المحاجرُ في العاجرْ ) ( أمضَى وأنفَذُ في القلوب ** من الخناجر في الحناجِرْ ) وقلت ( عذيريَ من دهر مُوار مواربٍ ** له حسنات كلّهنّ ذنوبُ ) وقلت ( آفة السر من جفون ** دوام دوامعُ ) ( كيف يخْفى مَعَ الدموع ** الهوامِي الهوامعُ ) وقلت أيضا ( خليفة شهم كلما اسمحت محت ** معالم جدب لم يطق محموها المَطَرُ ) ومما عيب من التجنيس قول أبي تمام ( أهيسُ أليسُ لجاءٌ إلى هِمم ** تغرِّق الأسْدَ في آذيها الليسا ) ومما عيب من التجنيس الأول قول أبي تمام ( خان الصْفا أخٌ خان الزمانَ أخا ** عنه فلم تتخوْنِ جِسْمَه الكمدُ )

وقوله ( قَرّتْ بقُرّانَ عينُ الدين وانشترت ** بالأشترين عيون الشِّرك فاصطلما ) فهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل على عيب آخر وهو ان تشار العين لا يوجب الاصطلام وقوله ( إن مَنْ عَقّ والديه لَملعون ** ومَنْ عَقَّ منزله بالعقيقِ ) وقوله ( خشنتِ عليه أختَ بني خُشَيْنِ ** ) وهذا في غاية الهجانة والشناعة  وقد جاء في أشعار المتقدمين من هذا الجنس نبذ يسير منه قول امرئ القيس ( وسنّ كسُنَّيْقٍ سناءَ وسُنَّمًا ** ذعرْت بمدلاج الهجير نهوضِ ) ولم يعرف الأصمعي وأبو عمرو معنى هذا البيت وقال الأعشى ( وقد غدوْت إلى الحانوت يتبعُني ** شاوٍ مشلٌّ شَلول شَلْشَلٌ شِوَلُ ) تبعه مسلم بن الوليد فقال ( سُلّتْ وسَلتْ ثم سُلَّ سَليلُها ** فأتى سليلُ سليلها مسلولا ) وقال أبو الغمر يصف السحاب ( نسجته الجَنوبُ وهي صناعٌ ** فترقّى كأنه حَبَشِيُّ ) ( وقرى كل قَرْية كان يقروْها ** قَرَىَ لا يجف منه قَرِيُّ ) وهذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة في إتيان مثله لأن هذا وأمثاله شاذ معيب والعيب من كل أحد معيب وإنما الاقتداء في الصواب لا في الخطأ

وقد قال بعض المتأخرين ما هو أقبح من جميع ما مر في قوله وليس من التجنيس ( ولا الضِّعف حتى يَتْبَعَ الضَّعف ضِعْفهُ ** ولا ضِعْفَ ضِعْفِ الضِّعفِ بل مثله ألفُ ) وقوله ( فقلقلتُ بالهمِّ الَّذِي قَلْقَلَ الحشا ** قلاقِلَ عِيسٍ كلُّهنَّ قَلاقِلُ ) وقيل لأبي القمقام ألا تخرج إلى الغزاة بالمصيصة فقال أمصني الله إذا بظر أمي ومن التجنيس المعيب قول بعض المحدثين أنشده ابن المعتز ( أكابد منكمْ أليمَ الألمْ ** وقد أنحلَ الجسمَ بعد الجَسَمْ ) وقول الآخر ( كم رأسِ رأسِ بكى من غير مقلته ** دماً وتحسَبُه بالقاع مُبْتَسِما ) وقول إبراهيم أبو الفرج البندنيجي في عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ( هي الجآذِرُ إلاّ أنّها حُور ** كأنها صور لكنّها صور ) ( نور الحِجال ولكن من مَعايبها ** إذا طلبت هواها أنها نُورُ ) ( غيداءُ لو بُلّ طرفُ البابِليّ بها ** لارتدَّ وهو بغير السِّحر مسحورُ ) ( إن الرواحَ جَلاَ رَوْحَ العِراق لنا ** أصلاً وقد فَصَلَتْ من مكَّة العيرُ ) ( تشكو العقوقَ وقد عقَّ العقيق لها ** وأرض عُرْوَةَ من بطحان فالنِّيرُ ) ( يحتَثُّها كلُّ زَوْل دأبُه دأب ** من طول شوق وهجِّيراه تَهْجيرُ ) ( مُقوّرة الآلِ من خَوْض الفلاة إذا ** ما أعتمَّ بالآل في أرجائها القُورُ ) هذا البيت قريب من قول أبي تمام ( أحطْت بالحزم حَيْزُوماً أخَا هِمم ** كَشَّافَ طَخْياء لا ضِيقا ولا حرجا ) وقال المخزومي في طاهر بن الحسين ( ولو رأى هَرِمٌ معشار نائِله ** لقيل في هَرِم قد جُنَّ أو هَرِما )

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب