أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2021
6243
التاريخ:
1983
التاريخ: 2023-06-14
1347
التاريخ: 7-11-2016
6488
|
اما عن اصل كلمة العرب. يؤكد فريق من المستشرقين ان لكلمة عرب صلة بكلمة عرابا العبرية التي تعني الفوضى اما كلمة عارب فتعني تحرك وان العرب استعملوا كلمة اعراب اقتباسا من القرآن الكريم.
ويقول المؤرخ نصر شمالي ان مصطلح العرب هو مرادف لتسمية عبير والذي يعني الرحيل او المهاجر او العابر.
بينما يقول المؤرخ الشهير جواد علي في موسوعته ان كلمة عرب جاءت من الإنابة والإفصاح عن الشئ كأن يقال للعربي اعرب لي اي بين لي كلامك ويقال أعرب الأعجمي اي افصح وابان، وكان نصارى الحيرة يسمون العرب الخلص بالمعربين لوضوح لسانهم، والعربية تعني تحريك اواخر الكلمة وان اقدم لفظة لكلمة عرب وردت في النصوص الأشورية عام 853 ق م منقوشة على الصخر استعملها الملك الأشوري شلمنصر الثالث (1).
ان اسم العرب لم يظهر بشكل واضح الا في القرن العاشر ق م حينما حددت هوية العرب بهدف التميز بين بلادهم وبين البلدان المجاورة كدولة الفرس والأشوريين والبابليين.، كما وردت لفظة العرب في الأسفار القديمة مثل سفر اشعيا في التوراة. وكان المقصود من اسم العرب معنى البدو لكن هيرودتس اطلق لفظة العرب على ساكني المناطق التي شملت الجزيرة العربية والصحراء الشرقية لمصر ومنطقة البحر الأحمر في القرن الخامس ق م.
اما الأراميون فقد اطلقوا اسم عربايه ومعناها ارض العرب على القبائل التي سكنت في بادية الشام وفي بادية السماوة في العراق ثم تلقفتها المصادر اليونانية والرومانية لتثبيت التسمية واصبح مصطلح العرب هو الغالب عندهم لكن مع ذلك لم يحسم الخلاف في لفظة العرب الا بعد ان جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة الزخرف {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الزخرف: 3].
ومن هنا بدأ الشعور بالقومية العربية يظهر الى جانب العقيدة الأسلامية ويتبلور مع تقادم الزمن.
اما عن اصل اللغة العربية فأقول - الثابت تاريخيا ان اللغة العربية مشتقة اصلا من اللغات السامية القديمة وخط هذه اللغة هو الخط المسماري المأخوذ من السومريين (2).
ويمكن القول ان اللغة البابلية منحدرة من اللغة المسمارية وان بين لغة الأنباط والتدمريين والثموديين قرابة باللغة العربية وخواصها قريبة من لغة القرآن الكريم (3).
كان سكان شبه الجزيرة العربية يتكلمون قديما اللغات الأرامية والكنعانية والعبرية والحجازية والتدمرية لكن هذه اللغات اندثرت مع العرب البائدة واختفت في مجاهل التاريخ. وان اللغة السريانية منحدرة من الأرامية هذه اللغة التي كان السيد المسيح عليه السلام يخاطب تلامذته بها (4).
لقد قيل ان اللغة العربية في اصلها عبرانية لكن الخصائص اللغوية كجذور الأفعال وصيغ الماضي والحاضر المشتركة اظهرت الدليل على ان اللغة العربية اصيلة ومستقلة وانها جمعت الساميين مع بعضهم وان الأنتشار الواسع والبيئات المتباينة التي نزحوا اليها سببت تنوع اللهجات.
فاللغة العربية شملت الفصحى ولهجات اخرى نطقت بها قبائل الجنوب وهي اللغة التي فازت بالبقاء في حين ان اخواتها زالت في عالم النسيان (5).
لقد نهضت اللغة العربية بعدما كانت منزوية حتى اوائل القرن السادس الميلادي وامتازت على العبرانية والأرامية في بعض الخصائص فهي اشمل منها في المعاني واوفر بالمعلومات واوفى بالغرض، هذا الغنى الجليل الذي جعل اللغة العربية الفصحى متميزة بروحها الوثابة حتى غدت رحيق الحضارة العربية الحديثة.
ففي خلال القرن السابع الميلادي انطلقت شعاعيات هذه اللغة مع بزوغ فجر الأسلام بأتجاه الأمصار النائية ناشرة لهجاتها المتعددة في البلدان الممتدة بين المحيط الهادي شرقا الى المحيط الأطلسي غربا.
في اعتقادي ان العرب المسلمون وهم في ذروة المجد لم تقم حضارتهم بمجرد فوزهم في الفتوحات الحربية انما بفضل الفيض الوافر لقدرات اللغة العربية التي كانت الباعث الحقيقي في بزوغ شمس الثقافات الى السطوع على بغداد زمن العباسيين وعلى القاهرة زمن الفاطميين وعلى قرطبة زمن الأندلسيين التي شهدت حضاراتها عصورا ذهبية تجلت في رقيها وازدهارها شملت جميع مرافق الحياة من عمرانية وعلمية وادبية وفنية والتي ساهمت بدورها في دفع عجلة تطور ثقافة الأنسان الى الأمام.
في منتصف القرن التاسع عشر عندما تمكن العلماء من معرفة الكتابة المسمارية وفك رموزها. استطاعوا ان يدرسوا اللغات الأكدية والبابلية والأشورية التي كتبت بهذا الخط. وقارنوها بالعربية والعبرية والأثيوبية. وتبين ان كل هذه اللغات تتلاقى في جذور الأفعال فالفعل مؤلف من ثلاثة احرف مثل فعل وضرب وكذلك في صيغ الصرف لا اختلاف في جوهرها (6) كما ان مخارج بعض الحروف كحرفي العين والحاء هي نفسها. بالأضافة الى تشابه الأسماء والضمائر والأعداد وعلى هذا الأساس استنتج الباحثون ان لغات هذه الأمم ترجع الى عنصر واحد اسموه بالعنصر السامي. كما اطلقوا على اللغات المتشابهة مصطلح اللغات السامية. المتفرعة اصلا من منبع واحد اسموه لغة الأم.
___________
(1) الرافعي – تاريخ اداب العرب ج الأول
(2) شوقي ضيف – العصر الجاهلي القاهرة 1982
(3) مي زياده – الأعمال الكاملة بيروت بناية نوفل 1982
(4) فيليب حتي – تاريخ العرب
(5) ادونيس – الثابت والمتحول 1974
(6) مقدمة ابن خلدون
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|