أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2016
2996
التاريخ: 10-4-2022
1808
التاريخ: 27-12-2016
1905
التاريخ: 25-7-2016
1926
|
التأثير العميق للمواقف:
الرجل الذي تمرن على السيطرة على نفسه بما فيه الكفاية ، حتى في أشد حالات الغضب والاضطراب، يمكنه الاحتفاظ بمظهر هادئ جداً ، وأن تظل تعبيرات وجهه جامد. وباختصار لا تنم ملامح وجهه عما يعتمل في صدره من بلبلة وارتباك. وهذه بالذات مرحلة نحو رباطة الجأش التامة، أي تلك التي تميز الفكر كما تميز علاماته الظاهرة. وما عليه إلا التسلح بالشجاعة لكي يجتاز هذه المرحلة، ولن يلبث عندئذ أن يكون من بين الذين لا يزعزع قوتهم ولا شجاعتهم أي شيء. وما تؤكده تجارب المعمل وتؤكده الملاحظة، فأنت إذا تظاهرت بالغضب لن تلبث أن تدور في رأسك أفكار خطيرة وذكريات حزينة، ولكن ربع ساعة من المسابقة أو الملاكمة توقظ فيك الغريزة القديمة النضالية، فإذا أحسست بسخط شديد فعليك أن تتكلم بهدوء واتزان، وسرعان ما يعود هدوؤك.
اكبت انعكاساتك الداخلية:
كيف تتصرف في سبيل هذا؟ عليك أن تراقب نفسك بدقة بحيث لا يعرف أحد شيئاً، وبحيث لا تندم ملامح وجهك عن طنين الحواس الذي تتلقاه... صوت مفاجئ ينتزع الإعجاب: تمالك نفسك وواجه بالتزام الصمت التام... شيء تقع عليه عيناك يفاجئك وتوشك أن تظهر ذلك، التزم نفس التوصية... إذا اصطدمت بشيء أو إذا وخزك شيء أو إذا وقعت، فأخف شعورك الطبيعي إزاء هذا الحدث الصغير ولا تعلله إطلاقاً ، أيّ شيء جميل أو عنيف أو بغيض يقابلك، ابتعد عن مصدره إذا أمكن، واحتفظ بالجمود الهادئ لسماتك، وتكلم ببرود واتزان، كأن شيئاً لم يحدث، تذرع بالصبر، ولا تبدِ أي غضب إذا قدم لك لون من الطعام ساخن جداً أو بارد جداً أو غير مستساغ الطعم، قم عملياً بالإجراءات اللازمة من غير أن تفقد شيئاً من هدوئك. وننصحك أن تواجه الجميع بعين هادئة وببرود وحزم، وقل لنفسك مراراً وتكراراً: مالذي يمكن أن يؤثر فيَّ رغماً عن إرادتي واختياري؟ ونصيحة أخيرة بخصوص مراقبة المواقف، افرض على حديثك وسلوكك طابع المجاملة التامة ، ولكن لا تنسَ أن المجاملة لا تستبعد الثبات ، والعكس صحيح.
واجه الانطباعات التي تخشاها:
لا تحاول أبداً التهرب من بعض المقابلات أو بعض الإجراءات التي تشعر نحوها بنفور، وعليك أن تختار الشخص الذي تشعر أمامه بأنك أقل ما تكون ارتياحاً ، وانتهز كل فرصة لمواجهته ، وحيث إنه ليس هناك ما تخشاه أبداً ، وأن هناك الكثير للاستفادة منه فإنك إذا امتنعت عن ذلك تكون جباناً حقاً ، واعرف كيف تتمالك أمام ذلك الشخص، واعمل جيداً لكي ترد عليه بثبات، ولكي تؤيد وجهة نظرك حتى النهاية احتفظ بقناع من الجمود وواجهه بكل جرأة ولا تضعف إذا أبدى حدة فدع العاصفة تمر ، وصمم على موقفك بصوت هادئ رزين. هناك أيضاً بضعة إجراءات ينفر منها الخجول ، منها مثلاً ذهابه إلى أحد المحلات التجارية لإعادة بضاعة اشتراها حديثاً ولاسترداد ثمنها ، وتوسلاته العادية في سبيل ذلك ، هنا أيضاً عليه أن يبدو حازماً ، وأن يمضي قدماً وبصراحة ، وأن يصم أذنيه عن كل الاعتراضات.
اجمع التصورات الذهنية لرباطة الجأش:
مشاهد الجرأة والإقدام تترك في الذهن دائماً أثراً حياً بحيث إن ذهنك نفسه يحث عليها ، ابحث إذاً عن أولئك الذين يمتلكون الجرأة... عن أناس باردي الطبع ، راسخي الهدوء ، سوف تؤثر طبيعتهم في طبيعتك بدون شك إلى حد أنك سوف تشعر بأنك مدفوع لتقليدهم ، وعلى العكس ابتعد عن الأشخاص الوجلين الخائفين ، فإن ذلك سوف يضرك ، أما إذا كنت مضطراً للاختلاط بمثل هؤلاء الأشخاص فاعتبرهم المثل الذي يجب أن تتجنبه.
الإيحاء الذاتي البياني:
الطريقة المعروفة باسم التصوير الذهني ، يمكنها أن تساهم فعلياً في اكتساب الثقة في النفس ، هذه الطريقة قوامها تسجيل التوكيد الإيجابي للتأثير الذي نريد اللجوء إليه ، وذلك بخط واضح ، وأن نضع هذا التسجيل أمام أعيننا ، ونعلق بصرنا عليه. وعليك أن تسجل على ورق كبير الجمل التالية:
أنا هادئ ـ أشعر بأنني قوي وجريء ـ إنني أتكلم بحزم ـ لا يمكن لأحد أن يسيطر عليّ ـ كل شيء هادئ ولا أشعر بأي توتر ـ ثقتي في نفسي تزداد كل يوم ـ إنني أسيطر بنظام على كل شخص أتعامل معه.
ويجب أن تستخدم كل ورقة يوماً من أيام الأسبوع قبل النوم بنصف ساعة على الأقل ، فتحدق بعينيك في الكتابة ، وتتصور معناها ويمكنك أن تعلق الورقة فوق منضدة لمدة 15 ثانية ، ثم حول نظرك إلى وسط دورق كروي مملوء بالماء الرائق ، وموضوع على مقربة من الورقة. وهذه الطريقة تهيئ الشخص الخجول للنوم ، فلا يلبث نوع من الخدر العام أن يستولي عليه. وفي الصبح ، عند اليقظة ، من المناسب أن تعيد ما كتبته بالأمس 25 مرة ، وبذلك تكون الكلمات قد حفرت في عقلك الباطن ، سوف تنبثق كثيراً خلال النهار وتولد أحاسيس مختلفة من الأفكار المنشطة ، ومعها تصميم ثابت وقوى جديدة.
صمم على أن تصبح مستقلاً:
يكاد كل خجول يفقد توازنه الذهني والعصبي بسبب موقف الذين يحيطون به ، ما لم يسيطر على انفعالاته ، ففي أثناء العمل يكفي مثلاً أن يحس بأن هناك من يراقبه لكي يرتكب الأخطاء والحماقات.
الجأ إلى خيالك لكي يعيش مسبقاً مع الاستقلاليه الداخلية ، وافهم كم تكون حياتك مريحة عندما تكتسب هذه الميزة. في مقدورك عندئذ أن تدخل أي مكان ، مهما كان مزدحماً ، دون أن تشعر بأي انفعال ، كما لو أنك تدخل قاعة خالية.
قيمة الصمت:
عليك مقاومة الإغراءات الخارجية التي تحثك على التحدث بعصبية واندفاع ، الصمت يولد القوة ورباطة الجأش. قاوم هذا الإغراء بإرادتك والزم الصمت ، وعندئذ تكون قد أنجزت خطوة حاسمة نحو الاستقلالية الداخلية. ومن السهل تجنب الحديث أثناء العمل باستخدام كلمات إيجازية رقيقة وحازمة في نفس الوقت. واعلم أن سيطرة الناس عليك ستنخفض بدرجة كبيرة إذا اتبعت قاعدة الصمت ، الصمت المطبق في أغلب الأوقات بالنسبة للحظة الأُخرى ، فسوف تتحقق عندئذ أنك لا تتأثر بأي شيء مهما كان ، وأنك ستعرف كيف تقول لا ، وترفض في رقة دون تقديم أية تفسيرات.
احتفظ بمبادرة أفكارك:
لكي تقوي استقلاليتك المعنوية ، عليك أن تهتم أيضاً بالبحث بوسائلك الخاصة عن البواعث التي نبع منها قراراتك ، أصغرها شأناً وأكبرها ، وطالما لم تكتسب الطاقة الذهنية تنمية خاصة فإن صاحبها يفضل على العموم الخضوع لتأثيرات الغير. ومهما تكن الظروف ، فهناك طبعاً قرار أفضل من غيره يمكن اتخاذه ، فلا تنتظر حتى يكشفه لك أصحابك ، ابحث عنه أنت بنفسك. وعندما تعتقد أنك اهتديت إليه تصرف نتيجة لذلك ، دون أي اهتمام بالآراء التي يمكن إثارتها حولك.
لا تعبأ بآراء الغير:
ذكرنا قبل ذلك دور الخوف من أن نبدو كما لا نريد أو من أن لا نبدوا كما نريد. وهذا الخوف هو أساس 80% من آلام الخجل. وعلى العموم فإن أي شخص غير ملم بالتربية النفسية يعلق أهمية كبيرة على التأثير الذي يعتقد أنه يسببه للغير. وننصح الذي يسعى إلى الاستقلالية الطبيعية بأن يتمرن على الامتناع عن تبديد طاقته الذهنية من أجل موافقة الآخرين ، وأن لا يهتم إلا بموافقته هو فحسب ، وأن يحاول استحقاقها ، وأن لا يعبأ باهتمام الغير به.
كيف تقوي ثقتك:
اخضع لقرارك تماماً وبهذا تقوي ثقتك بنفسك وقل لنفسك: أنا سيد قراراتي الخاصة ـ لن أرتبك أو أنفعل أبداً ـ لن أغضب ولن أُغذي أية عاطفة تؤدي إلى الحنق ـ لن أتسرع في اتخاذ قراراتي ـ لن أندم أبداً بعد اتخاذ أي قرار ـ قراراتي ستكون جوهرية ، ولن أترك أي شيء دون أن أتمّه ـ لن أتصرف أبداً بعكس إرادتي الخاصة.
وهذه المبادئ السابقة ممتازة وإذا فكرت فيها المرة بعد المرة باهتمام ، فسوف تنحفر في رأسك بحيث لا تلبث أن تأخذ صفة القانون ، وعلى كل حال ، فإن كل شخص يمكنه أن يتصور مبادئ أُخرى غيرها تناسب احتياجاته الخاصة.
خذ المبادرة للعمل :
أنت حتى الآن قد تأثرت تقريباً بسيطرة الجميع ، ولكن ما إن تطبق ما سبق حتى تتحصن إلى حد ما ضد هذه السيطرة ، فكر في تنمية تأثيرك الشخصي ، العزم والتصميم على التأثير على الغير أكبر ترياق للخجل.
الإرادة:
كل منا يأتي إلى الدنيا مهيّاً لأن يصير خجولاً حتماً أو جريئاً ، طبقاً لظروفه ، ولكن يبقى أمام مرض الخجل علاج فعال لضعفهم وطبيعتهم. وهذا العلاج هو المجهود. وتربيتنا الأولى تظهر لنا هذا العلاج شاقاً ولا أمل منه ، وإذ نرى في الحياة اليومية أن الغالبية الكبرى تتجنبه ، وترى أنه من العسير أن تلجأ إليه ، اطرح بعيداً عنك هذه المعلومة الكاذبة الخاطئة ، ولا تعتمد إلا على تجربتك الخاصة ، وصمم على اكتساب درجة من الثقة فوق المتوسط بكثير وسوف تصل إليها حتماً.
وقد تعاني في البداية من تعب سببه عدم التعود على مراقبة الذات ، يؤدي أحياناً إلى الملل ، لا يجب اعتبار هذا الأمر مثبّطاً للمثابرة والإصرار ، وإنما عارضاً وقتياً لا يلبث أن يزول ، وبعد بضعة أيام من الاسترخاء ومن بعض الإيحاءات الذاتية ، تبدأ العمل من جديد.
ولا تنس أبداً الإمكانات الجديدة التي ستتاح لك عندما تغدو رابط الجأش داخلياً سوف تعزز هذه الإمكانات نشاطك وتساعده ، ومهما يكن الوسط الذي تعيش فيه والعمل الذي تقوم به ، ومهما تكن معرفتك وقدرتك فستحصل منها على قدر كبير ومفيد من الثقة بالنفس.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
بالصور.. أرقام هواتف مراكز التنسيق في المحافظات لجمع المساعدات الإنسانية لإغاثة الشعب اللبنانيّ
|
|
|