أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2016
2026
التاريخ: 2023-12-23
1047
التاريخ: 2023-06-15
1214
التاريخ: 2023-04-17
1547
|
المرأة قبل فجر الإسلام
حظيت كتب الأدب والأخبار بالأحاديث المستفيضة عن المرأة وظلم الجاهلية لها، فكانت تعتبر متاعاً رخيصاً وسلعة تباع بثمن بخس لا حول لها ولا قوة ولا فكر لها ولا رأي، بل تعتبر خادمة منبوذة وجودها اشباع رغبات زوجها، ليس إلا، حتى حرمت من الميراث وحقوقها الأخرى، بل (كانت المرأة نفسها تورث مع المال والماشية وتباع وترهن، فإذا مات زوجها ورثها ابنه الأكبر فان شاء تزوجها وسمي مثل هذا الزواج (زواج المقت) لشدة كراهية العرب له ، وان شاء زوجها غيره واستولى على مهرها أو يعضلها ويمنعها الزواج حتى تموت….). [مركز المرأة في الإسلام / أحمر خريت ، ص 12].. لا اعتبار لكرامتها ولا حساب لشخصيتها ولذلك
أشار القرآن بقوله تعالى : { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا }. سورة النساء ، الآية 22.
وكان ابن المرأة الرقيق يضاف إلى أمه وينسب إليها ما لم يعترف والده بنسبه له، وتلعب المرأة عندئذ بأم ولدها سيدها، ولكنها تظل رقيقاً في ملكه حتى وفاته، وكان للسيد الحق المطلق في مخالطتها واستخدامها وتأجيرها وتزويجها أو منعها من الزواج دون ان يتقيد بمشيئتها أو يستأذن أهلها.
(وكانت تسبى في الحروب وتحرم من الميراث شأنها شأن الولد الصغير، إذ قانون الإرث لديهم لا يورث ولا يعطي حق الميراث إلا لمن قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنائم، وليس ذلك من سهام النساء أو الولدان). الإسلام والاسرة للدكتور محمود بن الشريف، ص 14
وقد سموها رجساً من عمل الشيطان وحرّموا عليها كل شيء سوى تدبير البيت وتربية الأطفال، فهي لا قيمة لها في مجتمعاتهم ولا وزن ، بل كائن ضعيف يعامل معاملة الحيوان، حتى وصل الأمر بالمرأة في المجتمع الجاهلي إلى ظاهرة الوأد في بعض الأفخاد كما يروي التأريخ ذلك ، تخلصا من فلذات أكبادهم (البنات) فكان وأدهن عندهم عادة سارية، إذ سرعان ما يأخذ الرجل بدفن طفلته التي تلدها امرأته حية ويهيل التراب عليها، وهي على قيد الحياة، وهو على مضض من ذلك، ولكنه تطبيق للقواعد الجاهلية السارية والأعراف الاجتماعية السائدة آنذاك.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الظاهرة البشعة بقوله تعالى : { واذا بُشّر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون }. سورة النحل ، الآية58،57.
ولقد استعرض القرآن الكريم كيف أن الفتيات والجواري كانت سلعاً يتاجرون بعرضهن على الغير، وتقديمهن لكل راغب، وإكراههن على الزنا، وإجبارهن على البغاء إذا ما امتنعن ولذن بأذيال العفاف وأثواب الطهر، رغبة منهن في الكسب طلباً للحلال. وقد نهى القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى: { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا }. سورة النور، الآية 33.
وبذلك لم تكن المرأة الحرة في الجاهلية تتمتع بأية حرية، كما لم يكن لها شخصية قانونية. أما المرأة الرقيق فلم تكن لها أية شخصية قانونية على الإطلاق، وإنما كانت تعتبر جزءاً من أموال سيدها، وعنصراً من عناصر ثروته) . حقوق المرأة في التشريع الإسلامي، ص59
فنلاحظ مما تقدم إلى أية درجة من الإهانة والذلة والهوان وصلت اليه المرأة في العصر الجاهلي وما قبله، حتى شك في انها كائن هل فيه روح أم لا، بل اعتبرت مصدراً من مصادر الشقاء والتعاسة والبؤس والألم ، وهي من مصادر التشاؤم لدى الآباء، واسوداد الوجه، وكظم الغيظ، وضياع للآمال والأهداف، وكانت القبائل العربية في العصر الجاهلي جل اعتمادها على الرجال، لأنهم مصدر قوة القبيلة، وقوة شوكتها، وشدة بأسها في الكر والفر أثناء الحروب، وقطع الطرق والنهب والسلب، إذ لولا الرجال الذين تعتمد عليهم لأصبحت القبيلة ضعيفة بين القبائل، تغزى مرة بعد أخرى، وأن المرأة في هذه الحالات الحربية بين القبائل تكون عرضة للسبي، وفي السبي منقصة وسبة للقبيلة مما يقلل من شانها بين القبائل، وهذه من جملة الأسباب التي جعلت المرأة مهانة ومحتقرة وذليلة لا يرغب فيها، ولو منحت المرأة في العصر الجاهلي كما منحها الإسلام لما وصلت إلى هذه الدرجة من الانحطاط وعدم التقدير والاهتمام .
إضافةً إلى ذلك أن السبب الاقتصادي له دور، حيث أن المرأة تشكّل عالة على القبيلة، فهي تستهلك دون ان تنتج (المورد الاقتصادي هنا هو السلب والنهب)
ولذا ظهرت ظاهرة الوأد.
______________________
وأما نظرة بقية الشرائع لها فهي كالآتي :
شريعة الهندوس : ليس الصبر المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة .
شريعة الهنود : وما أدراك ما نظرتهم …. المرأة لا يحق لها الحياة بعد وفاة زوجها، بل يجب ان تموت يوم موته، وان تحرق معه على موقد واحد واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر الميلادي، حيث أُبطلت على كره من رجال الدين الهنود .
شريعة الفرس : فقد كانت المرأة لديهم عبدة سجينة لا منزلة لها، تباع بيع السلع، وقد أباحت الأنظمة الفارسية بيعها وشراؤها وشرمن ذلك كله، انها أباحت على ما يقول الكاتب الروسي (آغاييف) : (الزواج بالأمهات والأخوات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت.. ومتى حاضت أبعدوها عن المنازل وجعلوها في خيام صغيرة في ضواحي المدينة، لا يخالطهن أحد من الخدم، يلفّون مقدم أنوفهم وآذانهم وأيديهم بلفائف من القماش الغليظ عند تقديم الطعام لهن حذر أن يتنجسوا إذا مسوهن .
والمرأة الفارسية تحت سلطة الرجل المطلق، ويحق له ان يحكم عليها بالموت دون رقيب أو مؤاخذة . الإسلام والمرأة ، ص 13
شريعة اليونان : يحدثنا التأريخ عنهم أن المرأة كانت من الناحية الاجتماعية محرومة من الثقافة، لا تغادر البيت محتقرة حتى أسموها رجسا من عمل الشيطان . أما على صعيد القانون ، فكانت كسقط المتاع، هذه مكانتها في أثينا وسائر مدن اليونان. وأما في اسبارطة فقد منحوها شيئاً من المزايا وما كان ذلك حباً بها، وانما حصيلة الوضع الحربي الذي ساد المدينة، ومع هذا كان أرسطو يشجب على أهل اسبارطة ويعزو سقوطها إلى هذه الحرية والحقوق . المرأة بين الفقه ، الدكتور مصطفى السباعي مستوحات بتصرف
شريعة الرومان : فقد كانت البنت تظل خاضعة لرب الأسرة ما دام حياً، وكان رب الأسرة مالكاً لكل أموالها، فليس فيها حق التملك، وانما هن أدوات يستخدمهن في زيادة أمواله، وكان يقوم بتزويج الابناء والبنات دون ارادتهم .
أما الاهلية المالية فلم يكن للبنت حق التملك، وإذا كسبت مالا أضيف إلى أموال رب الأسرة، ولا يؤثر في ذلك بلوغها ولا زواجها، ومن الطرافة بمكان أن فقهاء الرومان يعللون فرض الحجر على النساء (لطيش عقولهن).
شريعة حمورابي : فانها كانت تعتبر المرأة في عداد الماشية المملوكة ، حتى أن من قتل بنتا لرجل كان عليه ان يسلم ابنته لقتلها أو يتملكها.
المرأة في شريعة اليهود: ورد في توراة اليهود : (فوجدت ان المرأة التي هي أشراك وشباك ويداها قيود، هي أمر من الموت ومن يرض الله يهرب منها، أما الخاطئ فيقع في أشراكها). سفر الجامعة / الاصحاح السابع - الفقرة رقم 26
(والزواج في اليهودية صفقة شراء، تعد المرأة به مملوكة تشترى من أبيها، فيكون زوجها سيدها المطلق). غوستاف لوبون: اليهود في الحضارات الأولى، ص52
ويقول بابايترا : (ما أسعد من رزقه الله ذكورا وما أسوأ حظ من يُرزق الاناث، نعم لا ينكر لزوم الاناث للتناسل، إلا ان الذرية كالتجارة سواء بسواء فالجلد والعطر كلاهما لازم للناس، إلا أن النفس تميل إلى رائحة العطر الزكية وتكره رائحة الجلد الخبيثة، فهل يقاس الجلد بالعطر) . محمد صبري / المقارنات والمقابلات ، ص 387
والمرأة المتزوجة كالقاصر والصبي والمجنون لا يجوز لها البيع ولا الشراء).
مال المرأة وما حصلت عليه وكسبته بسعي أو عمل، وما حصلت عليه بهدية أو هبة ونحو ذلك ملك صرف لزوجها يتصرف فيه كيف شاء بدون معارض ولا منازع ، وان المرأة لا ترث زوجها).احمد شبلي اليهودية، ص301ـ 302
_________________________________________________
فهذه جملة من أحوال المرأة في المجتمع الإنساني من أدواره المختلفة قبل الإسلام وزمن ظهوره آثرنا فيها الاختصار التام ويستنتج من جميع ذلك أمور :
أولا : أن أصحاب الآراء المذكورة انفاً كانوا يرونها انساناً في أفق الحيوان العجم، أو إنساناً ضعيف الإنسانية منحطاً لا يؤمن شره وفساده لو أطلق من قيد التبعية واكتسب الحرية في حياته، والنظر الأول أنسب لسيرة الأمم الوحشية والثاني لغيرهم .
ثانيا : أنهم كانوا يرون في وزنها الإجتماعي ، أنها خارجة من هيكل المجتمع المركب غير داخلة فيه ، وإنما هي من شرائطه التي لا غناء عنها كالمسكن الذي لا غناء عن الالتجاء إليه، أو أنها كالأسير المسترق الذي هو من توابع المجتمع الغالب، ينتفع من عمله ولا يؤمن كيده على اختلاف المسلكين .
ثالثا : أنهم كانوا يرون في عامة الحقوق التي أمكن انتفاعها منها، إلا بمقدار يرجع انتفاعها إلى انتفاع الرجال القيّمين بأمرها .
رابعا : ان أساس معاملاتهم معها فيما عاملوا هو غلبة القوي على الضعيف، وبعبارة أخرى: قريحة الاستخدام، هذا في الأمم غير المتمدنة. وأما الأمم المتمدنة فيضاف عندهم إلى ذلك ما كانوا يعتقدونه في أمرها: انها انسان ضعيف الخلقة لا تقدر على الإستقلال بأمرها ولا يؤمن شرها، وربما اختلط الأمر اختلاطا باختلاف الأمم والأجيال.
فهي قبل الإسلام شبه رقيقة ان لم تكن رقيقة بالفعل ، لم يكن لها حق يُعترف به لا حق الملك ولا حق مزاولة أي عمل باسمها، ولا حق اختيار زوجها، بل كانت تُملك ولا تملك، بل تُورث ولا ترث، وتُكره على الزواج ممن تكره، بل هي في قيد العبودية يحوطها الظلم والاضطهاد، ومحاطة بالاثقال التي كانت ترزح تحتها .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|