أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2019
1637
التاريخ: 2-9-2018
1389
التاريخ: 16-11-2016
1758
التاريخ: 29-11-2016
1100
|
قال: ابو العباس . وخرج من الخوارج على معاوية بعد قتل علي (عليه السلام) حوثرة الأسدي. وحابس الطائي . خرجا في جمعهما . فصادراً الى موضع أصحاب النخيلة . ومعاوية يومئذ بالكوفة . قد دخلها عام الجماعة . وكان الحسن بن علي (عليه السلام) قد خرج يريد المدينة. فوجه اليه معاوية ـ وقد تجاوز في طريقه ـ يسأله . أن يكون المتولي لمحاربة الخوارج . فكان جواب الحسن . والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين . وما أحسب ذلك يسعني افأقاتل عنك قوماً أنت والله أولى بالقتال منهم ، قال ابن ابي الحديد وهذا موافق لقول ابيه لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه مثل من طلب الباطل فأدركه . وهو الحق الذي لا يعدل عنه، قال ابن ابي الحديد . وبه يقول أصحابنا فان الخوارج عندهم أعذر من معاوية . وأقل ضلالاً . ومعاوية أولى بأن يحارب منهم .
قال : ابو العباس . فلما رجع الجواب ـ اي جواب الحسن (عليه السلام) ارسل الى حوثرة الأسدي أباه . وقال له اذهب فاكفني أمر ابنك . فصار اليه ابوه فدعاه الى الرجوع فأبى فأداره فصمم ، فقال يا بني اجيك بابنك فلعلك تراه فتحن اليه . فقال : يا أبت انا والله الى طعنة نافذة انقلب فيها على كعوب الرمح أشوق مني الى ابني فرجع إلى معاوية فأخبره . فقال يا أبا حوثرة لقد عتى هذا جداً . ثم وجه اليه جيشاً اكثره أهل الكوفة . فلما نظر اليهم حوثرة . قال : لهم يا اعداء الله . أنتم بالأمس تقاتلون معاوية لتهدوا سلطانه . وانتم اليوم تقاتلون معه لتشدوا سلطانه . فخرج اليه ابوه فدعاه الى البراز . فقال يا أبت لك في غيري مندوحة . ولي في غيرك مذهب . ثم حمل على القوم وهو يقول :
اكرر على هذي الجموع حوثرة *** فعن قليل ستنال المغفرة
فحمل عليه رجل من طي فقتله .
[ الخوارج وابن زياد ]
نكل ابن زياد بالخوارج أشد تنكيل . اذ أنهم اقلقوه وراحوا يقاومونه بكل قواهم . حتى ملىء السجون بهم وقتلهم وصلبهم . فكانوا لا يزدادون الا شدة وتعصباً ، وعندما قتلوا قائد جيشه عباد بن أدية . انزل عليهم سخطه . وجد في استأصالهم ولم يترك في القوس مدفعاً في أمرهم . غير انه لم يحصل على بغيته ، وكانوا لا يتقاعسون عن أخذ ثأر قتيل لهم حتى يطلبوا القاتل فيقتلوه أياً كان . ولن يفوتهم ثأر قط ، قال : أبو العباس . وأكثرهم لم يكن يبالي بالقتل وشيمتهم استعذاب الموت والاستهانة بالمنية .
قال أبو العباس كان قتل عباد ، وعبيد الله بن زياد بالكوفة وخليفته على البصرة عبيد الله بن أبي بكرة ، فكتب اليه يأمره أن لا يدع أحداً يعرف بهذا الرأي الا حبسه (1) ، قال : فجد ابن ابي بكرة في طلب من تغيب عنه وجعل يتبعهم ويأخذهم . فاذا شفع اليه في أحد منهم كفله الى ان يقدم به علس ابن زياد . حتى أتوه بعروة بن اذينة فأطلقه وقال أنا كفيلك . فلما قدم ابن زياد أخذ من في الحبس فقتلهم جميعاً وطالب الكفلاء بمن كفلوا به فكل من جاء بصاحبه اطلقه وقتل الخارجي . ومن لم يأت بمن كفل به منهم قتله . ثم قال ابن زياد . لأبي بكرة هات عروة بن اذينة . قال : لا اقدر عليه قال : اذا والله اقتلك فانك كفيله . فلم يزل يطلبه حتى دل عليه في سرب العلاء بن موتة المنقري: فكتب بذلك إلى عبيد الله بن زياد فقرء عليه كتابه فقال انا قد أصبناه في سرب العلاء ولوددت انه كان ممن شرب النبيذ. فلما أقيم عروة بين يديه قال : لم جهزت أخاك علي يعني أبا بلال ؟ فقال والله لقد كنت به ضنيناً ، وكان لي عزاء ولقد أردت له ما أريد لنفسي فعزم عزماً فمضى عليه . وما احب لنفسي الا المقام وترك الخروج . فقال له : أفأنت على رأيه . قال كنا نعبد رباً واحداً . قال : أما والله لأمثلن لك . قال اختر لنفسك من القصاص ما شئت فأمر به فقطعوا يديه ورجليه . ثم قال كيف ترى قال: افسدت علي دنياي . وأفسدت عليك آخرتك . قال فأمر بصلبه على باب داره .
قال : أبو العباس : كان ابو الوازع الراسبي من مجتهدي الخوارج وهذا ابو وازع اشترى سيفاً . وأتى صيقلاً ، كان يذم الخوارج ويدل على عوراتهم . فشاوره في السيف فحمد ثم اشحذه فشحذه حتى اذا رضيه خبط به الصيقل فقتله . وحمل على الناس فهربوا منه حتى أتى مقبرة بني يشكر. فدفع عليه رجل حايطاً ستره فشدخه . وأمر ابن زياد بصلبه فصلب .
____________
(1) قيل ان ابن زياد كان قد حبس من الخوارج زهاء أربعمائة ولما هلك يزيد اطلقهم من السجن وكان يروم البيعة لنفسه فمن جملة من افسد عليه امره هؤلاء الخوارج .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|