المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8823 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
معنى المسيح
2024-04-17
تفويض الامر الى الله
2024-04-17
معنى القنوت
2024-04-17
فاطمة الزهراء شبيهة مريم العذراء
2024-04-17
معنى الحضر
2024-04-17
التحذير من الاستعانة بالكافر
2024-04-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خطبة الامام الحسن بعد الاتفاق مع معاوية  
  
7517   03:42 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص280-284.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015 3065
التاريخ: 7-4-2016 4590
التاريخ: 2998
التاريخ: 7-4-2016 3195

روى الشيخ في (الأمالي) بأسناد معتبر عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : لما اجمع الحسن بن علي (عليه السلام) على صلح معاوية خرج حتى لقيه، فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن ان يقوم أسفل منه بدرجة.

ثم تكلم معاوية فقال : أيها الناس، هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها اهلا، وقد أتانا ليبايع طوعا، ثم قال : قم يا حسن.

فقام الحسن (عليه السلام) فخطب فقال : الحمد لله المستحمد بالألاء، وتتابع النعماء، وصارف الشدائد والبلاء عند الفهماء وغير الفهماء، المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه، وعوله عن لحوق الاوهام ببقائه، المرتفع عن كنه تظنيات المخلوقين، ومن ان تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الرائين، وأشهد ان لا اله الا الله وحده في ربوبيته ووجوده ووحدانيته، صمدا لا شريك له، فردا لا ظهير معه.

واشهد ان محمدا عبده ورسوله، اصطفاه وانتجبه وارتضاه وبعثه داعيا الى الحق، سراجا منيرا، وللعباد مما يخافون نذيرا، ولما يأملون بشيرا، فنصح للامة، وصدع بالرسالة، وابان لهم درجات العمالة، شهادة علي أموت واحشر، وبها في الاجلة اقرب واحبر، واقول معشر الخلائق فاسمعوا، ولكم افئدة وأسماع فعوا :

انا اهل بيت اكرمنا الله بالإسلام، واختارنا واصطفانا واجتبانا، فاذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، والرجس هو الشك، فلا نشك في الله الحق ودينه ابدا، وطهرنا من كل افن وعيبة، مخلصين الى ادم نعمة منه، لم يتفرق الناس قط فرقتين، الا جعلنا الله في خيرهما، فادت الامور، وافضت الدهور، الى ان بعث الله محمدا للنبوة، واختاره للرسالة، وانزل عليه كتابه، ثم امره بالدعاء الى الله تعالى، فكان ابي اول من استجاب لله تعالى ولرسوله، وأول من آمن وصدق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل : {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ} [هود: 17] ، وأبي الذي يتلوه شاهد منه، وقال قال له رسول الله (صلى الله عليه واله) حين أمره ان يسير الى مكة والموسم ببراءة : سر بها يا علي، فاني امرت ان لا يسير بها الا انا أو رجل مني، وانت هو، فعلي من رسول الله ورسول الله منه.

وقال له نبي الله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة : اما انت يا علي فمني وانا منك، وانت ولي كل مؤمن من بعدي، فصدق ابي رسول الله سابقا، ووقاه بنفسه.

ثم لم يزل رسول الله (صلى الله عليه واله) في كل موطن يقدمه، ولكل شديدة يرسله، ثقة منه به وطمأنينة اليه، لعلمه بنصيحته لله ورسوله، وانه اقرب القرنين من الله ورسوله، وقد قال الله عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }[الواقعة: 10، 11] ، فكان ابي سابق السابقين الى الله عز و جل و الى رسوله، وأقرب الاقربين، وقد قال الله تعالى : {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً}[الحديد: 10] ، فأبي كان اولهم اسلاما وايمانا، واولهم الى الله ورسوله هجرة ولحوقا، واولهم على وجده ووسعه نفقة.

قال سبحانه : {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10] ، فالناس من جميع الامم يستغفرون له بسبقه اياهم الى الايمان بنبيه : وذلك انه لم يسبقه الى الايمان به أحد، وقد قال الله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] ، فهو سابق جميع السابقين، فكما ان الله عز و جل فضل السابقين على المتخلفين والمتأخرين، فكذلك فضل سابق السابقين، وقال قال الله عز و جل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [التوبة: 19] ، فهو المجاهد في سبيل الله حقا، وفيه نزلت هذه الاية، وكان ممن استجاب لرسول الله (صلى الله عليه واله) عمه حمزة وجعفر ابن عمه، فقتلا شهيدين (رضي الله عنهما) في قتلى كثيرة معهما من اصحاب رسول الله، فجعل الله تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم، وجعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم؛ وذلك لمكانهما من رسول الله، ومنزلتهما وقرابتهما منه (صلى الله عليه واله)، وصلى رسول الله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه، وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبي المحسنة منهن أجرين، وللمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهن من رسول الله، وجعل الصلاة في مسجد خليله ابراهيم بمكة؛ وذلك لمان رسول الله (صلى الله عليه واله) من ربه، وفرضا لله عز و جل الصلاة على نبيه على كافة المؤمنين فقالوا : يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد، فحق على كل مسلم ان يصلي علينا مع الصلاة على النبي فريضة واجبة.

وأحل الله تعالى خمس الغنيمة لرسول الله (صلى الله عليه واله) وأوجبها له في كتابه، وأوجب لنا من ذلك ما أوجب له، وحرم عليه الصدقة وحرمها علينا معه، فادخلنا – وله الحمد- فيما أدخل فيه نبيه، وأخرجنا ونزهنا مما أخرجه منه ونزهه عنه، كرامة اكرمنا الله عز و جلبها، وفضيلة فضلنا بها على سائر العباد، فقال الله تعالى لمحمد (صلى الله عليه واله) حين جحده كفرة اهل الكتاب وحاجوه : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] ، فأخرج رسول الله من الانفس معه ابي، ومن البنين انا واخي، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه، ونحن منه، وقد قال الله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) انا واخي وامي وابي فجللنا ونفس في كساء لام سلمة خيبري، وذلك في حجرتها، وفي يومها، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي، وهؤلاء أهلي وعترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة (رضي الله عنها) : أأدخل معهم يا رسول الله؟ فقال لها رسول الله : يرحمك الله، انت على خير والى خير، وما أرضاني عنك ولكنها خاصة لي ولهم.

ثم مكث رسول الله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله يأتينا في كل يوم عند طلوع الفجر فيقول : الصلاة يرحمكم الله، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].

وأمر رسول الله بسد الابواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فكلموه في ذلك، فقال ~: اما اني لم اسد ابوابكم ولم افتح باب علي من تلقاء نفسي، ولكن اتبع ما يوحى الي، وان الله أمر بسدها وفتح بابه، فلم يكن من عبد ذلك احد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله ويولد فيه الاولاد غير رسول الله وأبي علي بن ابي طالب، تكرمة من الله تعالى وفضلا اختصنا به على جميع الناس، وهذا باب ابي قرين باب رسول الله (صلى الله عليه واله) في مسجده ومنزلنا بين منازل رسول الله؛ وذلك ان الله امر نبيه ان يبني مسجده فبنى فيه عشرة ابيات؛ تسعة لبنيه وازواجه، وعاشرها وهو متوسطها لأبي، وها هو بسبيل مقيم، والبيت هو المسجد المطهر، وهو الذي قال الله تعالى : {أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73] ، فنحن أهل البيت، ونحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا.

ايها الناس، اني لو قمت حولا فحولا اذكر الذي اعطانا الله عز و جل وخصنا به من الفضل في كتابه ومعلى لسان بنيه ولم أحصه، وانا ابن النبي النذير، والبشير، والسراج المنير، الذي جعله الله رحمة للعالمين، وابي علي ولي المؤمنين، وشبيه هارون.

وان معاوية بن صخر زعم اني رايته للخلافة اهلا ولم ار نفسي لها أهلا، فكذب معاوية ، وايم الله لانا اولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله (صلى الله عليه واله)، غير انا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، ونرى على رقابنا، وحمل الناس على اكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله من الفيء والغنائم، ومنع امنا فاطمة ارثها من ابيها، انا لا نسمي احدا، ولكن اقسم بالله قسما تاليا لو ان الناس سمعوا قول الله ورسوله لأعطتهم السماء قطرها، والارض بركتها، ولما اختلف في هذه الامة سيفان، ولاكلوها خضراء خضرة الى يوم القيامة، واذا ما طمعت فيها يا معاوية، ولكنها لما اخرجت سالفا من معدنها، وزحزحت عن قواعدها، تنازعتها قريش بينها، وترامتها كترامي الكرة، حتى طمعت انت فيها يا معاوية واصحابك، من بعد، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ما ولت امة امرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه الا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوا، وقد تركت بنو اسرائيل وكانوا اصحاب موسى هارون اخاه وخليفته ووزيره، وعكفوا على العجل، واطاعوا فيه سامريهم وهم يعلمون انه خليفة موسى، وقد سمعت هذه الامة رسول الله يقول ذلك لابي انه مني بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدي، وقد رأوا رسول الله حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه نادى له بالولاية، ثم امرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب، وقد خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) حذرا من قومه الى الغار لما اجمعوا ان يمكروا به، وهو يدعوهم لما لم يجد عليهم اعوانا، ولو وجد عليهم اعوانا لجاهدهم، وقد كف ابي يده ونشادهم واستغاث اصحابه، فلم يغث ولم ينصر، ولو وجد عليهم اعوانا ما اجابهم.

وقد جعل في سعة كما جعل النبي (صلى الله عليه واله) في سعة، وقد خذلتني الامة وبايعتك، وقد جعل الله عز و جل هارون في سعة حين استضعفه قومه وعادوه، كذلك انا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الامة وبايعت غيرها، ولم نجد عليهم اعوانا، وانما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعضا.

ايها الناس، انكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلا جده رسول الله، وابوه وصي رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان، وكيف بكم وانى ذلك منكم، الا واني قد بايعت هذا واشار بيده الى معاوية- وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين.

ايها الناس، انه لا يعاب احد بترك حقه، وانما يعاب ان يأخذ ما ليس له، وكل صواب نافع، وكل خطأ ضار لأهله، وقد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود، فأما القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع.

قال رسول الله لعمه أبي طالب وهو في الموت : قل لا اله الا الله اشفع لك بها يوم القيامة، ولم يكن رسول الله يقول له وبعد الا ما يكون منه على يقين، وليس ذلك لاحد من الناس كلهم غير شيخنا أعني ابي طالب يقول الله عز و جل: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [النساء: 18] ايها الناس، اسمعوا، وعوا، واتقوا الله، وراجعوا، وهيهات منكم الرجعة  الى الحق وقد صارعكم النكوص، وخامركم الطغيان والجحود. {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود: 28].

والسلام على من اتبع الهدى.

قال : وقال معاوية : والله من نزل الحسن حتى اظلمت علي الارض، وهممت ان ابطش به، ثم علمت ان الاغضاء اقرب الى العافية.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة الكفيل تنظم ورشة عمل حول متطلبات الترقيات العلمية والإجراءات الإدارية
خَدَمة العتبتَينِ المقدّستَينِ يُحيون ذكرى هدم قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام)
قسم السياحة: (71) عجلة ستشارك في نقل الطلاب للمشاركة في حفل التخرج المركزي
جمعية العميد تصدر وقائع المؤتمر العلمي الدولي السنوي التاسع لفكر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)