أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
3900
التاريخ: 12-6-2022
1636
التاريخ: 7-03-2015
8369
التاريخ: 7-4-2016
10638
|
طلب معاوية من الإمام أن يعتلي منصة الخطابة ليبين للناس تنازله عن الأمر ؛ وقيل ان ابن العاص أشار عليه بذلك ليظهر للناس عي الإمام وعدم مقدرته على الخطاب وقد أخطأ في ذلك فان الإمام قد خطب الناس غير مرة في حياة أبيه وبعد وفاته ولم يعرف عنه العي والحصر لأنه من أهل بيت كانوا معدن الفصاحة والبلاغة وفصل الخطاب وانبرى الإمام الى أعواد المنبر والناس كلهم أذن صاغية وهم ما بين راغب وراغم فخطبهم خطبة طويلة كانت فى منتهى الروعة والبلاغة وعظ فيها الناس ودعاهم الى الالفة والمحبة وصوّر فيها الأحداث الرهيبة التي جرت على أهل البيت بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه واله) وعزى ما جرى عليهم من المحن والخطوب الى الصدر الأول الذين نزعوا الخلافة منهم وردّ في آخر خطابه على معاوية وهذا نص خطابه : الحمد لله كلما حمده حامد وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى وائتمنه على الوحي (صلى الله عليه واله).
أما بعد : فو الله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنّه وأنا أنصح خلق الله لخلقه وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ولا مريدا له سوءا ولا غائلة , ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة ألا وإني ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري ولا تردوا عليّ رأي غفر الله لي ولكم وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا ؛ ثم التفت الى الجماهير فقال لها : أيها الناس إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور والله لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله (صلى الله عليه واله) ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين وقد علمتم أن الله هداكم بجدي محمد (صلى الله عليه واله) فأنقذكم به من الضلالة ورفعكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت لصلاح الأمّة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فرأيت أن أسالم معاوية واضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته وقد رأيت أن حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع الى حين ؛ وأخذ (عليه السلام) يبين ظلامة أهل البيت فقال : وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية. نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله عز وجل وعلى لسان نبيه ولم نزل ـ أهل البيت ـ مظلومين منذ قبض الله نبيه فالله بيننا وبين من ظلمنا وتوثب على رقابنا وحمل الناس علينا ومنعنا سهمنا من الفيء ومنع أمّنا ما جعل لها رسول الله واقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعت فيها يا معاوية فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمع فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء أنت وأصحابك ؛ وقد قال رسول الله : ما ولت أمّة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ما تركوا ؛ فقد ترك بنو اسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري وتركت هذه الأمّة أبي وبايعوا غيره وقد سمعوا رسول الله يقول له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة وقد رأوا رسول الله نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلغ أمره الشاهد الغائب وهرب رسول الله من قومه وهو يدعوهم الى الله حتى دخل الغار ولو انه وجد أعوانا لما هرب كفّ أبي يده حين ناشدهم واستغاث فلم يغث ؛ فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه وجعل الله النبي في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا ؛ وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين خذلتنا هذه الأمّة ؛ وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضا ؛ والتفت الى حضار الحفل فقال لهم : فو الذي بعث محمدا بالحق لا ينقص من حقنا أهل البيت أحد إلا نقصه الله من عمله ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حين ؛ والتفت (عليه السلام) الى معاوية فردّ عليه سبه لأبيه فقال له : أيها الذاكر عليا أنا الحسن وأبي علي وأنت معاوية وأبوك صخر وأمي فاطمة وأمك هند وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة وجدتي خديجة وجدتك فتيلة فلعن الله أخملنا ذكرا وألأمنا حسبا وشرنا قديما وحديثا وأقدمنا كفرا ونفاقا!! ؛ وارتفعت الأصوات من جميع جنبات الحفل بقول : آمين آمين ؛ وما سمع أحد هذا الخطاب إلا شاركهم بقول : آمين ونحن نقول : آمين آمين.
وهذه الخطبة أبلغ خطبة عرفها التأريخ فقد وضع الإمام فيها النقاط على الحروف وصوّر الموقف الدقيق الذي هو فيه وربط بين الأحداث التي واجهها وبين الأحداث التي جرت على أبيه وانها جميعا تستند الى من تقمص الخلافة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) فلولاهم لما طمع معاوية في الخلافة ونازعه فيها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|