المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



سخاء أبي محمد ألحسن (عليه السلام)  
  
3267   03:55 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص260-262.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015 3817
التاريخ: 7-4-2016 3279
التاريخ: 6-03-2015 3443
التاريخ: 6-4-2016 3407

روي انه (عليه السلام) سأله رجل شيئا فامر له بأربعمائة دينار، فقيل له في ذلك فأخذه وقال : هذا سخاؤه وكتب عليه بأربعة الاف درهم.

وروي ايضا : ان الحسن بن علي تزوج جعدة بنت الاشعث بن قيس على سنة النبي (صلى الله عليه واله) وأرسل اليها الف دينار.

وروي ايضا عن محمد بن سيرين : ان الحسن بن علي (عليه السلام) تزوج امراة فبعث اليها مائة جارية مع كل جارية الف درهم.

وروي ايضا عن الحسن بن سعيد، عن أبيه، قال : كان تحت الحسن بن علي امراتان تميمية، وجعفية فطلقهما جميعا، وبعثني اليهما وقال : أخبرهما فليعتدا، واخبرني بما تقولان، ومتعهما بعشرة الاف، وكل واحدة منهما بكذا وكذا من العسل والسمن، فأتيت الجعفية فقلت : اعتدي، فتنفست الصعداء، ثم قالت : متاع قليل من حبيب مفارق، واما التميمية، فلم تدري ما اعتدي، حتى قال لها النساء، فسكتت، فاخبرته بقول الجعفية، فنكت في الارض ثم قال : لو كنت مراجعا لامرأة لراجعتها.

وروى ايضا : انه (عليه السلام) قدم الشام الى عند معاوية، فاحضر برنامجا  بحمل عظيم ووضع قبله، ثم ان الحسن لما اراد الخروج خصف خادم نعله فأعطاه البارنامج.

وروي ايضا: انه قدم معاوية المدينة، فجلس في اول يوم يجيز من يدخل عليه من خمسة الاف الى مائة الف، فدخل عليه الحسن بن علي (عليه السلام) في آخر الناس، فقال : ابطات يا ابا محمد، فلعلك اردت تبخلني عند قريش فانتظرت يفنى ما عندنا يا غلام، أعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا يا ابا محمد وانا ابن هند.

فقال الحسن (عليه السلام) : لا حاجة لي فيها يا ابا عبدالرحمن ورددتها وأنا ابن فاطمة بنت محمد رسول الله.

وروي ايضا عن بعض الكتب المعتبرة انه قال مروان بن الحكم : اني مشغوف ببغلة الحسن بن علي، فقال له ابن ابي عتيق : ان دفعتها اليك تقضي لي ثلاثين حاجة؟ قال : نعم.

قال : اذا اجتمع القوم فاني اخذ في مأثر قريش وامسك عن مآثر الحسن، فلمني على ذلك، فلما حضر القوم اخذ في اولية قريش.

فقال مروان : الا تذكر أولية ابي محمد وله في هذا الزمان ما ليس لاحد؟ قال : انما كنا في ذكر الاشراف ولو كنا في ذكر الانبياء لقدمنا ذكره.

فلما خرج الحسن (عليه السلام) ليركب اتبعه ابن ابي عتيق فقال له الحسن وتبسم : ألك حاجة؟ قال : نعم، وركوب البغلة، فنزل الحسن (عليه السلام) ودفعها اليه.

قال في (المناقب) : ومن جملة حمله (عليه السلام) ما روى المبرد وابن عائشة ان شاميا راه راكبا، فجعل يلعنه والحسن (عليه السلام) لا يرد عليه , فلما فرغ اقبل الحسن عليه، فسلم عليه وضحك، فقال : ايها الشيخ، اظنك غريبا، ولعلك شبهت، ولو استعتبتنا أعتبناك، ولو سالتنا اعطيناك، ولو استرشدتنا ارشدناك، ولو استحملتنا احملناك، وان كنت جائعا اشبعناك، وان كنت عريانا كسوناك، وان كنت محتاجة اغنيناك، وان كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك؛ لان لنا موضعا رحبا، وجاها عريضا، ومالا كثيرا.

فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال : أشهد انك خليفة الله في أرضه {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] ، وكنت انت وأبوك أبغض خلق الله الي، والان انت احب خلق الله الي، وحول رحله اليه، وكان ضيفه الى ان ارتحل وصار معتقدا لمحبتهم.

وروي ايضا : ان امير المؤمنين (عليه السلام) دعا محمد بن الحنفية يوم الجمل فاعطاه رمحه، وقال له : اقصد بهذا الرمح قصد الجمل، فذهب فمنعوه بنو ضبة، فلما رجع الى والده انتزع الحسن (عليه السلام) رمحه من يده وقصد قصد الجمل وطعنه برمحه ورجع الى والده وعلى رمحه أثر الدم فتمغر وجه محمد من ذلك.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تأنف، فانه ابن النبي (صلى الله عليه واله)، وانت ابن علي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.