وتعد العناصر المناخية في المناطق الجافة وشبه الجافة وحتى شبه الرطبة من اكثر العوامل الطبيعية اثرا ً في بروز ظاهرة التصحر ومساندتها، اذ يتسم مناخ هذه المناطق بخصائص معينة يجعل منها ذوات درجة حساسية مفرطة لمسببات التصحر، وتشمل هذه العناصر:

- الاشعاع الشمسي:

يتمثل الاشعاع الشمسي بعدد الساعات التي تشرق فيها الشمس على منطقة من المناطق, وتختلف عدد ساعات الاشعاع الشمسي بين أشهر وايام الفصل الحار عنها في الفصل البارد، وما يعكسه ذلك من اختلاف في عدد ساعات الاكتساب وما يقابلها من ساعات الفقدان وما يتولد عنها من حرارة، اذ تتحدد ساعات السطوع الشمسي حسب حركة الشمس الظاهرية نحو مدار السرطان شمالا ًومدار الجدي جنوبا ً، أي انها تتأثر بموقع المنطقـة بالنسبة لدوائر العرض الذي يعد المسؤول عن ذلك بدرجة كبيرة، فالإشعاع الشمسي هو مصدر اغلب الطاقة الحرارية اللازمة لأحداث التغيرات في عناصر المناخ الاخرى، هناك فرق بين ساعات السطوع النظرية والفعلية، اذ ان الاولى تعني ( معدل عدد ساعات النهار المضيئة أي المدة التي تستلم فيها الارض الاشعاع الشمسي اعتمادا ً كليا ً على دوران الارض حول فلكها ) ، اما ساعات السطوع الفعلية فهي ( معدل عدد ساعات سطوع الشمس الفعلية التي يتم قياسها بوساطة الاجهزة المستعملة للقياس مثل (Pyranometer) وكرة كامبل (Cample- Stoke).

وتساعد ساعات السطوع الشمسي بشكل فعال على زيادة حالات التصحر وتوسعها، ففضلاً عن تأثير الاشعاع الشمسي في درجة الحرارة التي تزداد مع زيادة ساعات السطوع الفعلية، هناك عامل اخر للإشعاع، وهو رفع او خفض حرارة التربة، فالارتفاع في درجة حرارة التربة يرافقه نتيجتين تتمثل الأولى بجفافها وتبخر محتواها من الرطوبة وما يعكسه ذلك من تأثير على النبات الذي ينمو فيها، وللتعويض عن ذلك يضاف عدد من الريات لسد النقص في محتواها الرطوبي الذي يؤدي حتما ً الى رفع نسبة الاملاح نتيجة التبخر العالي الذي تتميز به هذه المناطق ، والامر الاخر يتمثل في صعود المياه الجوفية (أي نشاط الخاصية الشعرية) الى السطح مسببة تملح الاراضي، اما النتيجة الثانية لارتفاع درجة حرارة التربة الذي يعكس تأثيره على تمدد وتقلص مكوناتها وبالتالي تفككها ثم تعرضها لتأثير عنصر اخر من عناصر المناخ وهو الرياح والتي تسهم بتعريتها وتجريدها من مكوناتها وبالتالي تحويلها الى أرض جرداء ذات خصائص صحراوية.