أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
3818
التاريخ: 23-5-2019
2249
التاريخ: 22-5-2019
2157
التاريخ: 2-04-2015
4025
|
بعد ظهور بدعة محمد بن عبد الوهاب ، وانتشار مذهب الوهابية في طائفة (عنزة)، أعتنق هذا المذهب سعود بن عبد العزيز الذي به عظمت شوكة الوهابيين . والأمير سعود الذي ملك الحرمين المطهرين، وهدم مقابر أئمة البقيع وتصرف في دين الله، كان على مذهب الحنبلي، وينكر القياس وأهله .
وقد لاقت تعاليم محمد بن عبد الوهاب بين عرب نجد قبولا حسنا، والتي جاءت موافقة لميول أمة بدوية تعيش على الفطرة معتمدة على الغزو في معيشتها، وكذلك لاقت قبولا حسنا من محمد بن سعود أميرهم. وفي سنة ١١٧٩ ه مات الأمير فاستخلف عبد العزيز بن سعود، وما حلت سنة ١١٨٩ ه حتى كان ابن سعود هذا ذا قوة عظيمة في الجزيرة، فأصبحت من ذلك الحين تعرف إمبراطورية ابن سعود النجدية بالعقيدة الوهابية .
أما ما يتعلق بالهجمة البربرية التي شنتها الفرقة الوهابية الضالة سنة ١٢١٦ ه على مدينة كربلاء، يظهر أن هناك جذور حقد وكراهية زرعتها هذه الفرقة الضالة في نفوس أتباعها تجاه مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بشكل خاص والتشيع بشكل عام قبل أن يرتكبوا جريمتهم الشنعاء بحق الضريح المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) وبحق أهالي كربلاء الآمنين، فيذكر صاحب غرائب الأثر عن وقوع حادثة لأتباع هذه الفرقة المنحرفة في مدينة النجف سنة ١٢١٤ ه، فيقول: كانت تأتي قوافل من نجد إلى العراق ومعها رجال من عرب الوهابية، فقدمت قافلة في سنة ١٢١٤ ه فباعت القافلة ما عندها في بغداد وحملت ما أرادت وعزمت المسير إلى بلادها، وتوجه معها من العراق بقصد الحج جماعة، وساروا حتى وصلوا المشهد فوجدوا هناك فرقة من الخزاعل فنظر فوارس الوهابية إلى أمير الخزاعل يقبل عتبة باب حجرة الإمام علي (رضي الله عنه) فحملوا عليه فقتلوه، ودام القتال ثلاث ساعات، وقتل وجرح من جماعة الوهابية مائة رجل ومثلهم من عرب الخزاعل، ونهبت أموال الحاج العراقي وجمال الوهابيين وخيلهم، وتوجه إلى نجد من سلم وعاد إلى بغداد الحاج العراقي.
هذه الحادثة هي التي غرست بذور الشحناء والعداوة عند الوهابيين، علاوة على ما عليه الوهابية من النصب والبغضاء لكل مسلم، ويرونه خارجا عن الدين، نازحا عن الإسلام.
وبعد هذه الحادثة كانت الغارات الوهابية تشن على كربلاء والحدود العراقية بوجه عام في نهاية القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر.
ففي سنة ١٢١٦ ه تعرضت كربلاء والحرم الحسيني لهجمة بربرية قامت بها الجماعة الوهابية بقيادة سعود بن عبد العزيز، الذي استغل ذهاب معظم أهالي كربلاء إلى النجف الأشرف لزيارة ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في يوم الغدير.
وكان سعود بن عبد العزيز على رأس قوة كبيرة جمعها من نجد والعشائر والجنوب وتهامة وغيرها، وكانت تقدر باثني عشر ألف، وقصدوا بها العراق، وتمكن جماعة من هذه القوة من الوصول إلى بلدة كربلاء في شهر ذي القعدة من هذه السنة، وحاصروها، وتسوروا جدرانها ودخلوا عنوة، وقتلوا أكثر أهلها في الأسواق والبيوت ، فذبحوا ما يزيد على ثلاثة آلاف من السكان، ونهبوا البيوت والأسواق ونفائس الضريح المقدس، وقد أخذوا على الأخص صفائح الذهب بعد أن اقتلعوها من مكانها، ثم هدموا الضريح المطهر .
وقد ذكرت هذه الحادثة في كثير من المراجع الغربية والشرقية، على أن أهم من أشار إليها وتطرق بالتفصيل لها دائرة المعارف الإسلامية، والمستر لونكريك في
كتابه المعروف عن تاريخ العراق الحديث (أربعة قرون من تاريخ العراق).
وقد أسهب لونكريك في ذكر هذه النكبة ووصفها، نذكرها نقلا عن موسوعة العتبات المقدسة فهو يقول: " على أن الفاجعة الكبرى كانت على قاب قوسين أو أدنى، تلك الفاجعة التي دلت على منتهى القسوة والهمجية والطمع الاشعبي، واستعملت باسم الدين.
فقد حدث في أوائل سنة ١٨٠١ أن تفشى الطاعون في بغداد، فاضطر الباشا (سلمان باشا الكبير) وحاشيته للالتجاء إلى الخالص حيث ابتعد عن منطقة المرض.
وما استتب حاله هناك حتى فوجئ بنبأ من المنتفك علم أن القوات الوهابية تحركت للغزو الربيعي المعتاد، فأرسل الكهية إلى الهندية، إلا أنه ما كاد يغادر بغداد حتى وافت أخبار هجوم الوهابيين على كربلاء ونهبهم إياها، وهي أقدس المدن الشيعية وأغناها، إذ انتشر خبر اقتراب الوهابيين في عشية اليوم الثاني من نيسان عندما كان معظم سكان البلدة في النجف يقومون بأداء الزيارة، فسارع من كان في المدينة لإغلاق الأبواب، غير أن الوهابيين وقد قدروا بستمائة هجان وأربع مائة فارس نزلوا وقسموا قوتهم إلى ثلاثة أقسام، ومن ظل أحد الخانات هاجموا أقرب باب من أبواب البلدة فتمكنوا من فتحه عنوة ودخلوا، فدهش السكان وأصبحوا يفرون على غير هدى أي كيف شاء خوفهم.
أما الوهابيون الخشن فقد شقوا طريقهم إلى الأضرحة المقدسة وأخذوا يخربونها، فاقتلعت القضب المعدنية والسياج ثم المرايا الجسيمة، ونهبت النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشوات وملوك الفرس والأمراء، وكذلك سلبت زخارف الجدران وقلع ذهب السقوف، وأخذت الشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والأبواب المرصعة، وجميع ما وجد من هذا الضرب فسحبت إلى الخارج، وقتل زيادة على هذه الأفاعيل قراب خمسين شخصا من القرب من الضريح في الصحن.
أما البلدة نفسها فقد عاث الغزاة المتوحشون فيها فسادا وتخريبا، وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه كما سرقوا كل دار، ولم يرحموا الشيخ ولا الطفل، ولم يحترموا النساء ولا الرجال، فلم يسلم الكل من وحشيتهم ولا من أسرهم.
ولقد قدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة، وقدر الآخرون خمسة أضعاف ذلك.
ولم يجد وصول الكهية إلى كربلاء نفعا، فقد جمع جيشه فيها وفي الحلة والكفل ونقل خزائن النجف الأشرف إلى بغداد، ثم حصن كربلاء نفسها بسور خاص، وعلى هذا لم يقم بأي انتقام للفعلة الشنيعة الأخيرة التي قام بها العدو الذي لا يدرك، وقد كان ذلك الحادث الأليم للباشا الشيخ في عمره هذا صدمة مميتة، وانتشر الرعب والفزع في جميع أنحاء تركيا وإيران. وبذلك رجع وحوش نجد الكواسر إلى مواطنهم ثقالا على إبلهم التي حملت بنفائس لا تثمن " .
وأرتحل القوم بعدها إلى الماء المعروف باسم (الأبيض) فجمع سعود الغنائم وعزل خمسها وقسم الباقي بين جنوده للراجل سهم، وللفارس سهمان، ثم عاد إلى وطنه .
أما ما ذكرته بعض المراجع العربية تؤيد هذا الوصف وتزيد عليه، ما جاء في تاريخ كربلاء المعلى وذكره الأستاذ جعفر الخياط في بحثه في موسوعات العتبات المقدسة إذ تقول الرواية: " حتى إذا جاءت سنة ١٢١٦ للهجرة جهز الأمير سعود الوهابي جيشا عرمرما يتألف من عشرين ألف مقاتل، وهجم بهم على مدينة كربلاء، فدخل المدينة بعد أن ضيق عليها وقاتل حاميتها وسكانها قتالا شديدا، وكان سور المدينة مركبا من أفلاك نخيل مرصوصة خلف حائط من طين، وقد ارتكب فيها من الفضائح ما لا يوصف، حتى قيل إنه قتل في ليلة واحدة عشرين ألف نسمة.
وبعد أن تم الأمير سعود مهمته، التف نحو خزائن القبر، وكانت مشحونة بالأموال الوفيرة وكل شئ نفيس، فأخذ كل ما وجد فيها، وقيل أنه فتح كنزا كان في جمة جمعت من الزوار، وكان من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة وعشرون سيفا محلاة جميعا بالذهب ومرصعة بالحجارة الكريمة، وأوان ذهبية وفضية وفيروز والماس.
وقيل من جملة ما نهبه سعود أثاث الروضة وفرشها، منها أربعة آلاف شال كشمير وألفا سيف فضة وكثير من البنادق والأسلحة، وقد صارت كربلاء بعد هذه الواقعة في حال يرثى لها، وقد عاد إليها بعد هذه الحادثة من نجا بنفسه فأصلح بعض خرابها وعاد إليها العمران رويدا رويدا. وقد زارها في أوائل القرن التاسع أحد ملوك الهند فأشفق على حالتها، وبنى فيها أسواقا حسنة، وبيوتا قوراء أسكنها بعض من نكبوا، وبنى للبلدة سورا حصينا لصد هجمات الأعداء، وأقام حولها الأبراج والمعاقل، ونصب عليها آلات الدفاع من الطراز القديم " .
ومن جملة ما قتله الوهابيون المولى عبد الصمد الهمداني، ذكر ذلك صاحب روضات الجنات حيث قال: " وقد توفي بالشهادة على أيدي الوهابية الملعونة، بعد ما أخرج من بيته بطرق الحيلة، وتاريخ ذلك القتل بكربلاء في يوم الأربعاء الثامن عشر الذي هو عيد الغدير، من شهور سنة ستة عشرة ومائتين بعد الألف من الهجرة المباركة " .
وقد أرخ الشيخ محمد السماوي هذه الحادثة بأرجوزة شعرية، فقال :
فشد لا يثني هواه الثاني * ومزق الكتاب والمثاني
وهدم الشباك والرواقا * واستلبت الحلي والأعلاقا
وقتل النساء والأطفالا * إذ لم يجد في كربلاء رجالا
لأنهم زاروا الغدير قصدا * فأرخوه بغدير عدا
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
جامعة العميد تستضيف دورة متخصصة عن حقوق الإنسان
|
|
|