المقتضب (باب ما يبنى عليه الاسم لمعنى الصناعة لتدل من النسب على ما تدل عليه الياء) |
1862
04:47 مساءاً
التاريخ: 1-03-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-03-2015
1804
التاريخ: 1-03-2015
1265
التاريخ: 1-03-2015
1451
التاريخ: 1-03-2015
1863
|
وذلك قولك لصاحب الثياب : ثواب ، ولصاحب العطر : عطار ، ولصاحب البز ، بزاز. وإنما اصل هذا لتكرير الفعل كقولك : هذا الرجل ضراب ، ورجل قتال ، أي يكثر هذا منه ، وكذلك خياط ، فلما كانت الصناعة كثيرة المعاناة للصنف فعلوا به ذلك، وإن لم يكن منه فعل نحو : بزاز وعطار(1) .
فإن كان ذا شيء ، اي صاحب شيء يبنى على (فاعل) كما يبنى الاول على (فعال) ، فقلت : رجل فارس أي صاحب فرس ، ورجل دارع ، ونابل ، وناشب، أي هذه آلته . قال الشاعر(2) :
وغررتني ، وزعمت انك لابن بالصيف تامر .
ص86
فأما قوله(3) :
وليس بذي رمحٍ فيطعني به وليس بذي سيف وليس بنبال
فإنه كان حقه أن يقول : وليس بنابل ، ولكنه كثر ذلك منه ومعه .
واعلم أن قولهم : (عيشة راضية) . ورجل طاعمٌ كاسٍ ، إنما هو على ذا . معناه : عيشة فيها رضاً ، ورجل له طعام وكسوة . وكذلك هم ناصب . إنما هو : فيه نصب .
وكذلك كل مؤنث نعت بغير هاءٍ ، نحو : طامث ، وحائض ، ومتئم ، وطالق(4) .
فما كان من هذا مبنياً على فعل فهو قولك : ضربت فهي ضاربة ، وجلست فهي جالسة . قال الله عز وجل : (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت)(5) لأنه جاء مبنياً على (أرضعت) .
وما كان على غير فعل فعلى معنى النسب الذي ذكرت لك .
وذلك أنك تريد : لها حيض ، ومعها طلاق . وتأويله : هي ذات كذا .
فأما قول بعض النحويين : إنما تنزع الهاء من كل مؤنث لا يكون
ص87
له مذكر ، فيحتاج الى الفصل فليس بشيء(6) ، لأنك تقول : رجل عاقر ، وامرأة عاقر ، وناقة ضامر ، وبكر(7) ضامر .
وكذلك امرأة قتول ، وامرأة معطار فهذا على ما وصفت لك فأما قولهم : بعبر عاضة(8) ، وبعير حامضُ . فهو على هذا إنما معناه : انه معتاد لأكل الحمض ولأكل العضاه . فوقع النسب على معنى قولك هو كذا ، فهذا بابه .
ص88
_____________________
(1) صيغة (فعال) تستخدم للمبالغة كا تعلم أي الدلالة على كثرة وقوع الفعل ، وهي تستخدم في النسب للدلالة على الحرف على الأغلب مثل : نجار ـ حداد ـ لبان ـ نحاس ... الخ .
(2) البيت للحطيئة في هجاء الزبرقان بن بدر وكان ضمن الحطيئة ان يحسن جواره، لكن امرأة الزبرقان لم تكرم الشاعر في غياب زوجها .. والمعنى انك وعدتني بأن تقدم لي ما أحتاجه من التمر واللبن وأن عندك منهاما فيه كفايتي ، فلم أجد ذلك كما زعمت.
(3) البيت لامرئ القيس ، والشاهد فيه استخدامه صيغة فعال (نبال) للدلالة على صاحب النبل ، والمألوف في العربية صيغة (فاعل) نابل . ولكن المبرد يفسر ذلك بالدلالة على المبالغة أيضاً بقوله : ولكنه كثر ذلك منه ومعه .
(4) الطامث : الحائض أول ما تحيض ، وأتأمت الحامل : ولدت أكثر من واحد في بطن واحد فهي متئم .
(5) الحج : 2 .
(6) سنفصل الحديث في هذا عند عرضنا لموضوع المذكر والمؤنث في كتاب شرح ابن يعيش على مفصل الزمخشري .
(7) البكر : الفتي من الإبل ، والأنثى : بكرة ، وفي المثل : جاءوا على بكرة أبيهم أي جاءوا جميعاً .
(8) العضاه من الشجر : كل شجر له شوك .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|