أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-03-2015
5051
التاريخ: 1-03-2015
1426
التاريخ: 1-03-2015
1800
التاريخ: 1-03-2015
1256
|
وذلك قولك : عدة ، وزنة ؛ لأن الأصل كان وعدة ووزنة ؛ لأنه من وعدت ، ووزنت ، وكذلك رثة من قولك : ورثته رثة ، وجدة(1) .
وكل مصدر على (فعلة) مما فاؤه واو فهذه سبيله ، وقد مضى القول في حذف هذه الواو في موضعه .
فإذا نسبت الى شيء منه لم تغيره ؛ لبعده من ياء النسب .
تقول : عدي ، وزني .
فإن نسبت الى شية فلا بد من الرد ؛ لأنه على حرفين أحدهما حرف لين ، ولا تكون الأسماء على ذلك . فإنما صلح قبل النسب
ص82
من أجل هاء التأنيث . فإذا نسبت إليه حذفت الهاء . وكان سيبويه يقول في النسب إليه : وشوي على أصله (2) ؛ لأنه إذا رد لم يغير الحرف عن حركته . هذا مذهبه ، ومذهب الخليل على ما تقدم من قولنا حيث ذكرنا (يدا) وقوله فيها :يدوي فيمن رد ، وغدوي فيمن رد .
وكان أبو الحسن الأخفش يقول في النسب إليها : وشيي ، لأنه يقول : إذا رددت ما ذهب من الحرف رددته الى أصله ، وثبتت الياء لسكون ما قبلها ، كما تقول في النسب الى ظبي : ظبيي ، وقد مضى ذكر القولين في موضعه .
واعلم أنه من رد في الاسم من ذوات الحرفين الذي لا يرجع منه في تثنية ولا جمع بالتاء نحو : دموي ، ويدوي فإنه لا يرد في عدة ، لأن الذاهب منه ليس مما تغيره الإضافة .
وكذلك ما ذهب منه موضع العين فغير مردود ، نحو : (مذ) لو سميت بها رجلا لم تقل : منذي ولكن مذي فاعلم .
فقد شرحتُ لك أن ياء الإضافة لا يُرد لها ما كان على حرفين إلا موضع اللام ، لأنها لا تغير غير اللام . تقول : هذا زيد فاعلم إذا نسبت إليه قلت : زيدي ، فكسرت الدال من أجل الياء ، ولم
ص83
تقرها على الإعراب ؛ لان الإعراب في الياء ، ولا يكون في اسم إعرابان .
فأما قوله(3):
هما نفشا في فيّ من فمويهما على النابح العاوي أشد رجام
فإنما (فم) أصله : فوه ؛ لأنه من تفوهت بكذا ، وجمعه أفواه على الأصل ، فإذا قلت : هذا فو زيد ، فقد حذفت موضع اللام ، ولولا الإضافة(4) لم يصلح اسم على حرفين أحدُهما حرف لين . ولكن تثبت في الإضافة ؛ لأنها تمنعه التنوين .
وكذلك قولك : هذا ذو مال ، فأنت تقول : رأيت فا زيدٍ ، ومررت بفي زيد ، فإن أفردت لم يصلُح اسم على حرفين أحدهما حرف لين ؛ لأن التنوين يذهب حرف اللين فيبقى الاسم على حرف ، فتقول في الإفراد (فم) فاعلم ، فتبدل الميم من الواو ، لأنهما من مخرج واحد . وإنما الميم والباء والواو من الشفة ، وكانت الميم أولى بالبدل من الباء ، لأن الواو من الشفة ثم تهوي الى الفم لما فيها من المد واللين ، حتى تنقطع عند مخرج الألف . والميم تهوي في الفم حتى تتصل بالخياشيم ، لما فيها من الغنة ، والباء لازمة لموضعها(5) .
ص84
فأما قوله (فمويهما) فإنه جعل الواو بدلاً من الهاء لخفائها للين وأن الهاء خفية .
فمن قال (فمان) قال في النسب : فمي ، وفموي .
ومن قال (فموان) لم يجز في النسب إلا فموين .
ص85
___________________
(1) الجدة بمعنى الغني ، من الفعل وجد ، والقاعدة ان الاسم الذي حفت فاؤه لا ترد عنه النسب إذا كانت لامه صحيحة .
(2) أما إذا حذفت الفاء وكانت اللام حرف علة وجب رد الفاء . كلمة شية من الفعل وشي وأصلها وشيٌ ، حذفت الواو وعوض عنها تاء التأنيث . عند النسب تحذف تاء التأنيث وترد الفاء ، وتفتح الشين فتقلب الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم تنقلب واواً عند النسب لأنها ثالثة ، فتصير : وشويّ .
(3) البيت للفرزدق من قصيدة قالها في آخر عمره تائباً الى الله عز وجل مما فرط منه من مهاجاة الناس . نفثا : أي أبليس وابنه ألقيا على لساني . والنابح هنا من تعرض لهجوه من الشعراء ، والرجام مصدر من الفعل راجمه أي رماه بالحجاره .
(4) الإضافة هنا هي الإضافة المعروفة وليست بمعنى النسب .
(5) هذا تعليل صوتي لإبدال الواو من كلمة (فو ـ أصلها فوه) ميماً ، لأن الواو والميم صوتان شفويان أي مخرجهما من الشفة، فإن قلت لم لم تبدل باء وهي أيضاً صوت شفوي قال إن الميم أقرب الى الواو لأن صوت مد ولين أي حركة طويلة long vowel وهي عنده تهوي الى الفم ، والمعنى ان الهواء عند نطق صوت اللين لا يتوقف في الفم . والميم قريبة منها عنده لأنها تتصل بالخياشيم بمعنى أنها أنفيه وهي صوت صامت مجهور يتكون بأن يمر الهواء بالحنجرة ثم يحصل حبس الهواء بانطباق الشفتين انطباقاً تاماً ، وينخفض الحنك اللين ، فلا يسمح للهواء بالخروج عن طريق الفم ويتمكن الهواء من النفاذ عن طريق الأنف . ولذلك قال المبرد إنها تهوى في الفم حتى تتصل بالخياشيم لما فيها من الغنة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|