المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اسباب حدوث الانهيارات والانزلاقات الأرضية - العوامل البشرية
27/11/2022
أضواء على دعاء اليوم السابع والعشرين.
2024-05-05
Lucas Number
24-9-2020
المعاد الجسماني
22-07-2015
Cal
26-9-2019
ازدواجية الموجة والجسيم
2023-10-16


علي (عليه السلام) وغزوة حُنين  
  
2385   02:41 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 437-440.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

حُنين هو اسم وادٍ قريب من الطائف، يبعد عن مكة ثلاث ليال. وكانت غزوة حُنين في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة أي بعد شهر واحد من فتح مكة.

وقصة الغزوة ان الله سبحانه وتعالى لما فتح على نبيه مكة، خافته هوازن وثقيف. فجمعوا  لحربه ثلاثين ألف مقاتل. وبلغ النبي (صلى الله عليه واله) ما اجمعوا عليه، فتهيأ لمواجهتهم باثني عشر الف رجل: عشرة آلاف من اصحابه الذين فتح بهم مكة. وألفان ممن اسلم بعد الفتح منهم ابو سفيان وابنه معاوية.

توجّه النبي (صلى الله عليه واله) بجيشه الى هوازن، وكان طريقه على وادي حُنين حيث كان وادياً ضيّقاً أجوف منحدراً ينحطّ فيه الركب. وكان جيش المشركين قد سبقهم الى احتلال مضايقه وكمن فيها. وما ان هبط المسلمون الى الوادي حتى امطرهم العدو بوابل من السهام، فانهزم الناس وتفرّقوا عن النبي (صلى الله عليه واله) لا يلوي احدهم على شيء. وكان اول من انهزم ابو سفيان وابنه معاوية. وقد تميزت هذه الغزوة بكثرة عدد المسلمين «فظنّ أكثرهم انهم لن يغلبوا لما شاهدوه من جمعهم وكثرة عدّتهم وسلاحهم، وأعجب ابا بكر الكثرة يومئذٍ. فقال: لن نغلب اليوم من قلّة.

وكان الامر في ذلك بخلاف ما ظنوا وعانهم ابو بكر بعجبه بهم. فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ولم يبق منهم مع النبي (صلى الله عليه واله) الا عشرة انفس، تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم ايمن بن أم ايمن. فقُتل ايمن (رحمة الله عليه) وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب الى رسول الله (صلى الله عليه واله) من كان انهزم».

حيث قال النبي (صلى الله عليه واله) لعمّه العباس وكان جهوري الصوت: ناد القوم، وذكّرهم العهد. فنادى بأعلى صوته: يا اهل بيعة الشجرة، يا اصحاب سورة البقرة الى اين تفرّون؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله (صلى الله عليه واله). فلما سمع الانصار نداء العباس عطفوا خيولهم وكسروا جفون سيوفهم، وهم يقولون: لبيك لبيك.

فرجعوا اولاً فأولاً حتى تلاحقوا وكانت لهم الكرّة على المشركين. وفي ذلك انزل الله تعالى وفي اعجاب البعض بالكثرة {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 25، 26] «يعني امير المؤمنين علياً (عليه السلام) ومن ثبت معه من بني هاشم وهم يومئذ ثمانية نفر، امير المؤمنين تاسعهم. [وكانوا على الترتيب:] العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله (صلى الله عليه واله)، والفضل [ابن العباس بن عبد المطلب] عن يساره، وابو سفيان بن الحارث [بن عبد المطلب] ممسك بسرجه عند ثفر بغلته، وامير المؤمنين (عليه السلام) بين يديه بالسيف، ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، وعتبة ومعتب ابنا ابي لهب حوله، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه».

يصف لنا احد مشركي حنين الواقعة بالقول: «لما التقينا مع المسلمين لم يقفوا لنا حَلبَ شاة، فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم حتى انتهينا الى صاحب البغلة الشهباء _ يعني رسول الله (صلى الله عليه واله) _ فتلقانا رجال بيض الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا. فرجعنا، وركبوا اكتافنا. فكانوا اياها، يعني الملائكة. ونادى مالك بن عوف: اروني محمداً، فأروه. فحمل عليه، فلقيه ايمن بن عبيد وهو ابن ام ايمن، فالتقيا، فقتله مالك. واتى الى النبي ليضربه فبادره امير المؤمنين (عليه السلام) بالسيف... وكَمِنَ «ابو جرول» للمسلمين وكان على جمل احمر، يبده راية سوداء في رأس رمح طويل، امام هوازن، اذا ادرك احداً طعنه برمحه واذا فاته الناس رفعه لمن وراءه وجعل يقتلهم وهو يرتجز ويقول: انا ابو جرول لا براح. فصمد له امير المؤمنين (عليه السلام) فضرب عجز بعيره فصرعه ثمّ ضربه فقدّه نصفين وجعل يقول:

قد علم القوم لدى الصياح            اني لدى الهيجاء ذو نصاح

فانهزم القوم من بين يديه وكانت هزيمة المشركين بقتل ابي جرول». وبلغت غنائم حُنين، الغاية في الكثرة.

قال الاربلي معلقاً على هذه الغزوة: «فانظر الى مفاخر امير المؤمنين في هذه الغزاة ومناقبه، وجِل بفكرك في بدايع فضله وعجايبه، واحكم فيها برأي صحيح الرأي صايبه، واعجب من ثباته حين فرّ الشجاع على اعقابه، ولم ينظر في الامر وعواقبه، واعلم انه احق بالصحبة حين لم يرَ مفارقة لصاحبه، وتيقن انه اذا حم الحمام لم ينتفع المرء بغير اهله واقاربه. فاذا صح ذلك عندك بدلايله وبيناته، وعرفته بشواهده وعلاماته، فاقطع ان ثبات من ثبت من نتايج ثباته، وانهم كانوا اتباعاً له في حروبه ومقاماته، وان رجوع من رجع من هزيمته، فانما كان عندما بان لهم من النصر واماراته، وقتله ذلك الطاغية في اربعين من حماته، حتى اذن الله بتفرقة ذلك الجمع وشتاته».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.