أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2016
18804
التاريخ: 2023-11-18
4777
التاريخ: 27-10-2015
3748
التاريخ: 2-02-2015
3694
|
حُنين هو اسم وادٍ قريب من الطائف، يبعد عن مكة ثلاث ليال. وكانت غزوة حُنين في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة أي بعد شهر واحد من فتح مكة.
وقصة الغزوة ان الله سبحانه وتعالى لما فتح على نبيه مكة، خافته هوازن وثقيف. فجمعوا لحربه ثلاثين ألف مقاتل. وبلغ النبي (صلى الله عليه واله) ما اجمعوا عليه، فتهيأ لمواجهتهم باثني عشر الف رجل: عشرة آلاف من اصحابه الذين فتح بهم مكة. وألفان ممن اسلم بعد الفتح منهم ابو سفيان وابنه معاوية.
توجّه النبي (صلى الله عليه واله) بجيشه الى هوازن، وكان طريقه على وادي حُنين حيث كان وادياً ضيّقاً أجوف منحدراً ينحطّ فيه الركب. وكان جيش المشركين قد سبقهم الى احتلال مضايقه وكمن فيها. وما ان هبط المسلمون الى الوادي حتى امطرهم العدو بوابل من السهام، فانهزم الناس وتفرّقوا عن النبي (صلى الله عليه واله) لا يلوي احدهم على شيء. وكان اول من انهزم ابو سفيان وابنه معاوية. وقد تميزت هذه الغزوة بكثرة عدد المسلمين «فظنّ أكثرهم انهم لن يغلبوا لما شاهدوه من جمعهم وكثرة عدّتهم وسلاحهم، وأعجب ابا بكر الكثرة يومئذٍ. فقال: لن نغلب اليوم من قلّة.
وكان الامر في ذلك بخلاف ما ظنوا وعانهم ابو بكر بعجبه بهم. فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ولم يبق منهم مع النبي (صلى الله عليه واله) الا عشرة انفس، تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم ايمن بن أم ايمن. فقُتل ايمن (رحمة الله عليه) وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب الى رسول الله (صلى الله عليه واله) من كان انهزم».
حيث قال النبي (صلى الله عليه واله) لعمّه العباس وكان جهوري الصوت: ناد القوم، وذكّرهم العهد. فنادى بأعلى صوته: يا اهل بيعة الشجرة، يا اصحاب سورة البقرة الى اين تفرّون؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله (صلى الله عليه واله). فلما سمع الانصار نداء العباس عطفوا خيولهم وكسروا جفون سيوفهم، وهم يقولون: لبيك لبيك.
فرجعوا اولاً فأولاً حتى تلاحقوا وكانت لهم الكرّة على المشركين. وفي ذلك انزل الله تعالى وفي اعجاب البعض بالكثرة {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 25، 26] «يعني امير المؤمنين علياً (عليه السلام) ومن ثبت معه من بني هاشم وهم يومئذ ثمانية نفر، امير المؤمنين تاسعهم. [وكانوا على الترتيب:] العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله (صلى الله عليه واله)، والفضل [ابن العباس بن عبد المطلب] عن يساره، وابو سفيان بن الحارث [بن عبد المطلب] ممسك بسرجه عند ثفر بغلته، وامير المؤمنين (عليه السلام) بين يديه بالسيف، ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، وعتبة ومعتب ابنا ابي لهب حوله، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه».
يصف لنا احد مشركي حنين الواقعة بالقول: «لما التقينا مع المسلمين لم يقفوا لنا حَلبَ شاة، فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم حتى انتهينا الى صاحب البغلة الشهباء _ يعني رسول الله (صلى الله عليه واله) _ فتلقانا رجال بيض الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه، ارجعوا. فرجعنا، وركبوا اكتافنا. فكانوا اياها، يعني الملائكة. ونادى مالك بن عوف: اروني محمداً، فأروه. فحمل عليه، فلقيه ايمن بن عبيد وهو ابن ام ايمن، فالتقيا، فقتله مالك. واتى الى النبي ليضربه فبادره امير المؤمنين (عليه السلام) بالسيف... وكَمِنَ «ابو جرول» للمسلمين وكان على جمل احمر، يبده راية سوداء في رأس رمح طويل، امام هوازن، اذا ادرك احداً طعنه برمحه واذا فاته الناس رفعه لمن وراءه وجعل يقتلهم وهو يرتجز ويقول: انا ابو جرول لا براح. فصمد له امير المؤمنين (عليه السلام) فضرب عجز بعيره فصرعه ثمّ ضربه فقدّه نصفين وجعل يقول:
قد علم القوم لدى الصياح اني لدى الهيجاء ذو نصاح
فانهزم القوم من بين يديه وكانت هزيمة المشركين بقتل ابي جرول». وبلغت غنائم حُنين، الغاية في الكثرة.
قال الاربلي معلقاً على هذه الغزوة: «فانظر الى مفاخر امير المؤمنين في هذه الغزاة ومناقبه، وجِل بفكرك في بدايع فضله وعجايبه، واحكم فيها برأي صحيح الرأي صايبه، واعجب من ثباته حين فرّ الشجاع على اعقابه، ولم ينظر في الامر وعواقبه، واعلم انه احق بالصحبة حين لم يرَ مفارقة لصاحبه، وتيقن انه اذا حم الحمام لم ينتفع المرء بغير اهله واقاربه. فاذا صح ذلك عندك بدلايله وبيناته، وعرفته بشواهده وعلاماته، فاقطع ان ثبات من ثبت من نتايج ثباته، وانهم كانوا اتباعاً له في حروبه ومقاماته، وان رجوع من رجع من هزيمته، فانما كان عندما بان لهم من النصر واماراته، وقتله ذلك الطاغية في اربعين من حماته، حتى اذن الله بتفرقة ذلك الجمع وشتاته».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|