المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

شروط العينة الجيدة
16-3-2022
فاطمة الممتحنة
11-5-2022
الزراعة المائية (HYDROPONICS)
21-11-2017
مكـة
15-11-2016
الخصال الحنيفية
2024-08-08
تأثير درجة الحرارة على مطاوعة الانزلاق
31-12-2017


الدلالات العلمية للنصوص على حديث العشيرة  
  
3604   02:09 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 220-225.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

ومن الطبيعي، فان من المهم دراسة حديث العشيرة والدار من حيث السند والدلالة اللغوية والقرآنية. ولابد من التعرض بالنقد للمحاولات السياسية لمحو اسم علي (عليه السلام) من شرف الوزارة لرسول الله (صلى الله عليه واله) في تلك الواقعة التأريخية المهمة.

 

1- سند حديث العشيرة والدار:

أخرج الحديث بالمتن الذي ذكرناه او قريباً منه العديد من الفقهاء والمحدثين كالمجلسي (ت 1111 هـ) في «بحار الانوار»، والشيخ الطوسي (ت 460 هـ) في مجالسه، وفرات بن ابراهيم ( من اعلام القرن الثالث الهجري) في تفسيره، والطبرسي (ت 548 هـ) في «مجمع البيان» في تفسير {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].

ومن المدرسة السنية رواه الفقيه برهان الدين محمد بن ظفر الملكي المغربي (ت 565 أو 567 هـ) في «أنباء نجباء الابناء»، وابن الاثير في «الكامل في التأريخ»، وأبو الفداء عماد الدين الدمشقي في تأريخه.

ورجال السند كلهم ثقاة الا ابو مريم عبد الغفار بن القاسم حيث ضعّفوه لتشيعه!! بينما اثنى ابن عقدة عليه وأطراه وبالغ في مدحه في «لسان الميزان». وأخرجه احمد في مسنده بسند رجاله كلهم من رجال الصحاح، وهم شريك الاعمش والمنهال وعباد بن عبيد الله الأسدي.

وأخرجه في مكان آخر عن عفان بن مسلم (الثقة)، عن ابي عوانه (الثقة)، عن عثمان بن المغيرة (الثقة)، عن ابي صادق مسلم الكوفي (الثقة)، عن ربيعة بن ناجذ (التابعي الكوفي الثقة)، عن امير المؤمنين (عليه السلام).

والذين عرضوا هذا الحديث على اختلاف مشاربهم هم من أساتذة الحديث، وأئمة الاثر، والمرجع في الجرح والتعديل، بل والرفض والاحتجاج.

 

2- المدلول العلمي لآية إنذار العشيرة:

ان المدلول العلمي لآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] يكمن في تحليلها لغوياً وقرآنياً، واستخلاص نتائج التحليل في الصورة التالية: ان معنى الآية هو انحصار الانذار ببني ابيه الأدنَين دون قريش، وهم - دون غيرهم من قريش- بنو عبد المطلب بن هاشم.

أ- كلمة (أنذر):

لغوياً: معنى كلمة أنذر هو: «وأنذر بالأمر إنذاراً، ونذراً، ويضم، وبضمتين، ونذيراً: أعلمه وحذّره وخوّفهُ في إبلاغه»[17].

قرآنياً: هناك موارد يتناول فيها القرآن معنى كلمة الانذار، منها: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} [إبراهيم: 44]، {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 51]، {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18]. ووحدة السياق في لفظ الانذار ظاهرة، وهو الابلاغ القائم على اساس التخويف والتحذير.

الدلالة العلمية: مقتضى الامر ان خطاب الانذار كان مخصوصاً بالعشيرة الاقربين.

ب- كلمة (عشيرتك):

لغوياً: عشيرة الرجل: «بنو أبيه الادنَون او قبيلته...»[21]. فهنا لفظ «العشيرة» مشترك لفظي بين: بني الأب الأدنَين، وبين ما يشملهم مع غيرهم من القبيلة.

قرآنياً: ورد لفظ «العشيرة» في موارد عدّة في القرآن الكريم. يقول تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ} [التوبة: 24]، {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22]، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج: 11 - 13]. والعشير هو الصاحب المعاشر، وهذه الآية خارجة عن موضوع البحث.

الدلالة العلمية: لا نجد في تلك الآيات الشريفات مدلولاً خاصاً في لفظ «العشيرة». بل ان المدلول العام للفظ هو ان عشيرة الرجل هم قبيلته، او بنو ابيه اذا ضممنا اليه المعنى اللغوي.

ج - كلمة (الأقربين):

لغوياً: قُرب الشيء بالضم يقرُب قُرباً، أي دنا. والاقربون: الادنون.

قرآنياً: ورد لفظ «الاقربون»، و«ذوي القربى»، و« اولوا القربى »، و«مقربة» في موارد عديدة في القرآن الكريم. منها: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: 7]، {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 215]، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41]، {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113]، (أو إطعامٌ في يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ . يَتيماً ذا مَقرَبَةٍ)[29]، {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].

ولا شك ان المراد من لفظ «الاقربون»: الادنون. والمراد من المودة في القربى في الآية الاخيرة هو مودة قرابة النبي (صلى الله عليه واله) وهم عترته من اهل بيته (عليهم السلام). وهذه الآية مدنية خوطب به المسلمون. وانما اُطلق لفظ الاجر بحسب الدعوى، واما بحسب الحقيقة فالمراد القرب من تعاليمهم (عليه السلام)، وجعلهم القدوة في الدين والدنيا عن طريق المحبة.

وقد قيل «ان ذوي القربى لفظ عام خُصَّ ببني هاشم والمطلب» فقد كان «بني هاشم وبني المطلب ائتلافاً سرى في اولادهما من بعدهما، ولهذا لما كتبت قريش الصحيفة بينهم وبين بني هاشم حصروهم في الشعبدخل بنو المطلب مع بني هاشم، ولم يدخل بنو نوفل وعبد شمس». ولكن ذلك الائتلاف لا يمكن ان يكون مبرراً في دمج النسب. ولذلك فان ذوي القربى او العشيرة الاقربين منحصرة في بني هاشم دون بقية أولاد عبد مناف.

وكان بنو عبد المطلب بن هاشم هم الشريحة الاخص التي وُجّهت لها الدعوة. ولابد من الالتفات هنا الى ان بني المطلب هم غير بني عبد المطلب بن هاشم.

الدلالة العلمية: ان قريشاً وان كانت قريبة لرسول الله (صلى الله عليه واله) بالنسبة لسائر العرب، الا ان اهل بيته من بني عبد المطلب بن هاشم اقرب اليه من بقية قريش. وهنا يكون لفظ «الاقربين» واصفاً العشيرة الههاشمية بمعناها الخاص، ومانعاً من ان يكون المقصود: العشيرة القرشية بمعناها العام أي قريش.

اشارة: لقد كُلّف النبي (صلى الله عليه واله) بتبليغ الدعوة الى عشيرته الاقربين في مرحلة سابقة على امره بتبليغها الى قومه من قريش ثم من عداها من بقية العرب، ثم بقية الناس على وجه الارض.

وبذلك كانت مرحلة الدعوة الى الاسلام هي:

1 _ الدعوة السرية للاسلام، حيث استمرت ثلاث سنوات.

2 _ الدعوة العلنية ومدتها عشر سنوات في مكة وعشر سنوات في المدينة. وهي على ثلاث مراحل:

أ _ العشيرة: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].

ب _ قريش بجميع بطونها: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7].

ج _ العالم: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم: 1].

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.