المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

The Wittig Reaction
10-10-2019
رحلة البحث عن المحركات الأبدية عند اليونانيون
2023-05-23
The Discovery of Universal Gravitation
22-12-2015
معنى كلمة ثعب
9-12-2015
فوائد الجوع
4-4-2022
الأحوال الطارئة على ميعاد إقامة دعوى الإلغاء – امتداد الميعاد ووقفه –
2024-04-14


الدلالات العلمية للنصوص على فدائية علي (عليه السلام)  
  
2734   02:06 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 237-242.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015 3381
التاريخ: 30-01-2015 3566
التاريخ: 21-01-2015 3159
التاريخ: 4-5-2016 3594

لابد هنا من فهم مقتضب لمعاني الفداء والتضحية والايثار، وادراك دلالاتها التأريخية والشرعية والفلسفية. وبدون ذلك، فاننا قد لا نستطيع تقييم حجم تلك الفضيلة التي رافقت علياً (عليه السلام) خلال مراحل حياته وحتى استشهاده. 

1- الفداء: الدليل اللغوي

معنى الفِداء والفَدى. قال الجوهري: «الفِداء اذا كسر اول يمدّ ويقصر، واذا فتح فهو مقصور. يُقال: قُم فدىً لك ابي... وفَدَاهُ بنفسه، وفَدَّاه تَفديَةً اذا قال له: جُعلت فداءك». فيكون المراد بالفداء: التعظيم والاكبار، لان الانسان لا يفدي الا من يعظمه فيبذل نفسه له.

وقال الراغب الاصفهاني: «حفظ الانسان عن النائبة بما يبذله عنه... يقال فديته بمال وفديته بنفسي وفاديته بكذا» وهو اقامة شيء في دفع المكروه، وكان امير المؤمنين (عليه السلام) يعرف مقام النبي (صلى الله عيله واله) فكان يفديه بنفسه في المبيت. وبتعبير آخر، فان فدى علي (عليه السلام) نفسه لرسول الله (صلى الله عيله واله) كان بدافع التعظيم والاكبار الذي كان يكنّه له (صلى الله عيله واله) ولرسالته السماوية. 

2- الاحتجاج على الفقهاء: استدلال مدرسة المأمون

استدل علماء السنة على فضل ابي بكر بن ابي قحافة بمصاحبته النبي (صلى الله عيله واله) في الهجرة ؛ نستفيد ذلك في الاحتجاج الذي جرى بين المأمون العباسي والفقهاء من بقية الذاهب في عصره. ولكن الخليفة العباسي يحاجج هنا احدفقهاء المذاهب بنوم علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عيله واله) ليلة الهجرة كدليل على افضلية الامام (عليه السلام) على من سواه.

قال اسحاق بن إبراهيم: وان لابي بكر فضلاً.

قال الخليفة العباسي: أجل. لولا ان له فضلاً لما قيل: ان علياً افضل منه، فما فضله الذي قصدت اليه الساعة؟

قلت: قول الله عزّ وجلّ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] فَنَسَبتهُ الى صحبته.

قال: يا اسحاق، اما اني لا احملك على الوعر من طريقك، اني وجدت الله تعالى نسب الى صحبته من رضيه ورضي عنه كافراً وهو قوله: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} [الكهف: 37، 38].

قلت: ان ذلك صاحبٌ كان كافراً، وابو بكر مؤمن.

قال: فاذا جاز ان ينسب الى صحبة من رضيه كافراً جاز ان ينسب الى صحبة نبيه مؤمناً، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.

قلت: يا امير المؤمنين ان قدر الآية عظيم ان الله يقول: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] .

قال: يا اسحاق تأبى الآن الا ان اخرجك الى الاستقصاء عليك، اخبرني عن حزن ابي بكر، أكان رضىً ام سخطاً؟

قلت: ان ابا بكر انما حزن من اجل رسول الله (صلى الله عيله واله) خوفاً عليه، وغمّاً ان يصل الى رسول الله شيء من المكروه.

قال: ليس هذا جوابي، انما كان جوابي ان تقول: رضى ام سخط؟

قلت: بل رضى لله.

قال: فكأن الله جل ذكره بعث الينا رسولاً ينهى عن رضى الله عزّ وجلّ وعن طاعته.

قلت: أعوذ بالله.

قال: او ليس قد زعمت ان حزن ابي بكر رضىً لله؟

قلت: بلى.

قال: او لم تجد أن القرآن يشهد ان رسول الله (صلى الله عيله واله) قال له: (... لا تحزَن...) نهياً له عن الحزن.

قلت: أعوذ بالله.

قال: يا اسحاق، ان مذهبي الرفقُ بك لعلّ الله يردّك الى الحق ويعدل بك عن الباطل، لكثرة ما تستعيذ به. وحدثني عن قول الله: {... فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ...} [التوبة: 40] من عنى بذلك: رسول الله ام ابا بكر؟

قلت: بل رسول الله.

قال: صدَقت. فحدثني عن قول الله عزّ وجلّ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25] إلى قوله: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 26] اتعلم مَن المؤمنون الذين اراد الله في هذا الموضع؟

قلت: لا ادري يا أمير المؤمنين.

قال: الناس جميعاً انهزموا يوم حنين، فلم يبق مع رسول الله (صلى الله عيله واله) الا سبعة نفر من بني هاشم: علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عيله واله)، والعباس آخذ بلجام بغلة رسول الله، والخمسة محدقون به خوفاً من ان يناله من جراح القوم شيء، حتى اعطى الله لرسوله الظفر، فالمؤمنون في هذا الموضع علي (عليه السلام) خاصّة، ثم من حضره من بني هاشم. قال: فمن افضل: من كان مع رسول الله (صلى الله عيله واله) في ذلك الوقت، ام من انهزم عنه ولم يره الله موضعاً لينـزلها عليه؟

قلت: بل ما انزلت عليه السكينة؟

قال: يا اسحاق من افضل: من كان معه في الغار، ام من نام على فراشه ووقاه بنفسه حتى تم لرسول الله (صلى الله عيله واله) ما اراد من الهجرة؟ ان الله تبارك وتعالى امر رسوله ان يأمر علياً بالنوم على فراشه وان يقي رسول الله (صلى الله عيله واله) بنفسه، فأمره رسول الله (صلى الله عيله واله) بذلك فبكى علي (رضي الله عنه) فقال له رسول الله (صلى الله عيله واله): ما يبكيك يا علي، أجزعاً من الموت؟ قال: لا، والذي بعثك بالحق يا رسول الله، ولكن خوفاً عليك. أفتسلم يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: سمعاً وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله. ثم أتى مضجعه واضطجع وتسجّى بثوبه. وجاء المشركون من قريش فحفّوا به، لا يشكون انه رسول الله (صلى الله عيله واله). وقد اجمعوا ان يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربة بالسيف، لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطناً بدمه. وعليٌّ يسمع ما القوم فيه من تلَف نفسه ولم يدعه ذلك الى الجزع كما جزع صاحبه في الغار، ولم يزل عليٌّ صابراً محتسباً فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح، فلما اصبح قام، فنظر القوم اليه فقالوا: اين محمد؟ قال: وما علمي بمحمد اين هو؟ قالوا: فلا نراك الا كنت مغرّراً بنفسك منذ ليلتنا. فلم يزل على افضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتى قبضه الله اليه»[18]

الاستنتاج:

هذه الرواية التأريخية! ارادت اثبات اربعة امور، كانت مدار حديث الساعة في زمن المأمون، وهي:

1 _ ان الصحبة يمكن ان تُنسب للمؤمن ولغير المؤمن، فلا يمكن الاستدلال بها على الافضلية.

2 _ ان الذي صحب رسول الله (صلى الله عيله واله) في الغار قد انهزم في حُنين من المعركة.

3 _ ان حُزن ابي بكر لم يكن في محله، لان رسول الله (صلى الله عيله واله) نهاه عن ذلك.

4 _ ان موقف علي (عليه السلام) يوم حُنين دفاعاً عن رسول الله (صلى الله عيله واله) وحمايته له وللرسالة، حيث انهزم من انهزم، هو الذي يجعله (عليه السلام) افضل من بقية المسلمين. وكذلك موقفه (عليه السلام) ليلة الهجرة ومبيته في فراش رسول الله (صلى الله عيله واله)، هو الذي حدد افضليته.

ولكن الذي يضعّف هذا العرض من جانب المأمون، هو قضية بكاء علي (عليه السلام) ليلة الهجرة خوفاً على رسول الله (صلى الله عيله واله). وهو لا يختلف كثيراً عن حزن ابي بكر خوفاً عليه (صلى الله عيله واله) وغمّاً ان يصل اليه (صلى الله عيله واله) شيءٌ مكروه. فكلاهما يعبران عن عدم يقين بالله سبحانه. وقد لمسنا في البحوث السابقة ان علياً (عليه السلام) كان على اعلى درجات اليقين. فكيف نقبل ذلك التناقض؟

وبالاجمال، فان احتجاج المأمون على افضلية علي (عليه السلام) ومبيته في فراش رسول الله (صلى الله عيله واله) احتجاجٌ سليم وقوي، عدا ما اُقحم من قضية بُكاء علي (عليه السلام). فاننا، وبلحاظ المنهج العلمي، نرفضها قطعاً. لانها متناقضة مع الخط الفكري والايماني للامام (عليه السلام). 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.