المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الطفوية Buoyancy
15-9-2017
الترسيب من محلول متجانس
2024-02-07
ما يعرب بالحركات الاصلية
2024-10-28
نموذج رقم ( 4 – أ ) امر غيار بالفقرات المستحدثة للمقاولة
2023-03-15
توصيات عامة لمكافحة حشرات التمور
10-1-2016
Gumbel Distribution
6-4-2021


معركة صفين الامتحان الحقيقي  
  
3916   11:09 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص467-470.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روي أن أويس القرني رحمه الله تعالى قتل مع علي (عليه السلام) في صفين و كان في فضله و شرفه مشهورا.

وروي أن قول النبي (صلى الله عليه واله) حين قال : إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن. عنه ,و قيل عن الأنصار.

وروي أنه لما رأى جيش علي (عليه السلام) قاصدا حرب معاوية فسأل فعرف فقال حضر الجهاد ولا يمكن التخلف عنه فسار معهم و قاتل حتى قتل.

وروي أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) مجتهدا في العبادة و تزوج امرأة و اشتغل عنها بالصيام و القيام فسألها أبوه عن حاله معها فقالت نعم الرجل عبد الله و لكنه قد ترك الدنيا فذكر عمرو ذلك لرسول الله (صلى الله عليه واله) فدعا به و قال يا عبد الله أتصوم النهار قال نعم قال أتقوم الليل قال نعم فقال (صلى الله عليه واله) لكني أصوم و أفطر و أقوم و أنام و أمس النساء يا عبد الله إن لربك عليك حقا و لعينك عليك حقا و لعرسك عليك حقا و لزورك عليك حقا فأت كل ذي حق حقه.

فلما كان حرب صفين حضرها مع أبيه فأمره بالقتال فامتنع و قال كيف أقاتل و قد كان من عهد رسول الله ما قد علمت فقال نشدتك الله أ ما كان آخر عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)  إليك أن قال لك أطع عمرو بن العاص فقال بلى قال فإني قد أمرتك أن تقاتل فقاتل عبد الله  و روي أنه قاتل بسيفين و قال يصف حالهم في تلك الحرب مع أهل العراق :

ولو شهدت جمل مقامي و مشهدي           بصفين يوما شاب منه الذوائب

عشية جاء أهل العراق كأنهم                  سحاب ربيع رفعته الجنائب

و جئناهم نردي كأن خيولنا                   من البحر موج مده متراكب

فدارت رحانا و استدارت رحاهم              سراة النهار ما تولى المناكب

إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا               كتائب منهم و ارجحنت كتائب

فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا                 عليا فقلنا بل نرى أن نضارب

وكذا حال كل من عاند عليا (عليه السلام) فإن منهم من عرف فضله و سابقته و شرفه لكنهم غلبوا حب الدنيا على الآخرة وباعوا نصيبهم منها بعاجل حصل لهم فكانوا من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا كمعاوية و عمرو بن العاص و أمثالهما و منهم من أخطأ في التأويل كعبد الله بن عمرو و الخوارج و منهم من قعد عنه شاكا في حروبه و مغازيه و هم جماعة و ندموا عند موتهم حين لا ينفع الندم كعبد الله بن عمر و غيره فإنه ندم على تخلفه عن علي (عليه السلام) حين لا ينفع الندم كما ورد ونقلته الرواة و منهم من ظهرته أمارات الحق و أدركه الله برحمته فاستدرك الفارط كما جرى لخزيمة بن ثابت فإنه ما زال شاكا معتزلا الحرب في الجمل و في بعض أيام صفين فلما قتل عمار رحمه الله أصلت سيفه و قاتل حتى قتل و لا أكاد أعذر أحدا ممن تخلف عنه(عليه السلام) و لا أنسب ذلك منهم إلا إلى بله و قلة تمييز وعدم تعقل و غباوة عظيمة فإن دخول علي في أمر ما دليل على حقية ذلك الأمر و صحته و ثباته و وجوب العمل به لفضله و علمه في نفسه و لقول النبي (صلى الله عليه واله) في حقه أقضاكم علي أدر الحق مع علي لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق في أمثال ذلك كثيرة و لكن التوفيق عزيز و الله يهدي لنوره من يشاء.

وأشدني بعض الأصحاب هذه الأبيات و قال إنها وجدت مكتوبة على باب مشهد بصفين

رضيت بأن ألقى القيامة خائضا             دماء نفوس حاربتك جسومها

أبا حسن إن كان حبك مدخلي               جحيما فإن الفوز عندي جحيمها

و كيف يخاف النار من بات موقنا           بأنك مولاه و أنت قسيمها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.