أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
1828
التاريخ: 2024-11-07
131
التاريخ: 2023-09-24
1073
التاريخ: 20-6-2017
1585
|
الدور الاقتصادي والمالي
الاجتماع بمحمد بن علي (الامام العباسي) لتقديم نفقات الشيعة والتداول في شؤون الدعوة:
إن من بين المهام والواجبات التي كان يقوم بها النقباء هي جمع الأموال وتقديمها إلى الإمام العباسي، والتباحث معه في أمور الدعوة في خراسان، وتطوراتها واخذ التعليمات والأوامر منه، ومناقشة الإمام فيما أشكل عليهم من الأمور.
وفي الواقع أن الإمام كان بحاجة ماسة إلى هذه الأموال وهذا واضح من خلال توجيهات رئيس الدعوة في الكوفة بكير بن ماهان عندما جمع الشيعة في خراسان قائلاً لهم: (إنكم قد جدتم بأنفسكم في إقامة الحق، فجودوا لإمامكم بأموالكم وأعينوا بما قدرتم عليه من أموالكم، فقد ركبته مؤونات في إحياء الحق وإماتة الباطل، لا يقوى عليها فيمن يوجّه إليكم أيتوجه إليه منكم إلا بالمال) (1).
ولقد زودتنا المصادر التي تيسر لنا الاطلاع عليها، بان هنالك مقابلات واتصالات مباشرة كانت بين النقباء والإمام، وفي كل مرة من هذه المقابلات كان النقباء يسلمون الإمام الأموال التي جمعوها من الأتباع –الشيعة– وكانت تسمى نفقات الشيعة (2) أو كما يسميها الدكتور فاروق عمر (3) الخُمس، وكانت تجري في هذه المقابلات أخبار الإمام بمستجدات الوضع في خراسان وسير الدعوة فيها وآخر تطوراتها والتزود بالتعليمات من الإمام.
وكانت هذه الأموال تقدم سنوياً إلى الإمام فأشار البلاذري (4) إلى أن الإمام محمد بن علي كان (يقدم المدينة في كل سنة فيقيم بها الشهر والشهرين ويؤتى بالمال فيفرقه). حيث كانت هذه الأموال تساعد الإمام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (5) ومن جهة أخرى أن الإمام في تلك الحقبة كان بحاجة إلى الأموال حتى يبدو كريماً وسخياً فيتبعه قوم لكرمه وجودة وسخائه (6).
ومن الجدير بالذكر أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو الذي أوصى بالإمامة لمحمد بن علي العباسي – كان يتسلم من أتباعه الخمس والهدايا (7). وعليه يمكن القول أن الإمام محمد بن علي ربما قد أوصى أتباعه بأن يدفعوا إليه الأموال على غرار ما كان يفعل أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية لأن محمد بن علي العباسي قد ورث عن أبو هاشم خطط الدعوة وأساليبها.
وإنَّ الإمام كان بحاجة إلى الأموال لكي يشتري سكوت أشخاص اطلعوا على أسرار الدعوة فيدفع لهم مبلغاً من المال لكي لا يفشوا بأسرار الدعوة ومنعاً من وصول أخبارها إلى الأمويين، بعبارة أخرى أن الإمام اعتمد على الأموال كوسيلة للمحافظة على سرية الدعوة، فيذكر أن رجلاً اطلع على شيء من أسرار الدعوة وعرف إبراهيم بن محمد بأنه هو الإمام فقال لإبراهيم: (والله لئن لم تعنّي على مؤونتي وتقضي ديني لأرفعن عليك، فقيل: إنه أمر له بخمسة آلاف درهم) (8).
أما الآن فسوف نخوض في تفاصيل الاتصالات المباشرة بين النقباء والإمام، سواء كان محمد بن علي أو ابنه إبراهيم الملقب بالإمام – محاولين من خلال ذلك عرض تواريخ وأهداف هذه الاجتماعات واللقاءات والأماكن التي كانت فيها هذه الاتصالات والمقابلات.
وعلى ما نعتقد أن اللقاء الأول بين النقباء والإمام محمد بن علي كان قد تم عندما كان أبو رباح ميسرة النبال (102–105هـ) قائماً بأمر الدعوة في العراق (الكوفة)، حيث قدم كل من قحطبة بن شبيب الطائي وسليمان بن كثير الخزاعي إلى الكوفة، فلم يعرفا الإمام، ومنها إلى المدينة فدلهم أحد العلويين (*) إلى مكان الإمام في الشام –حيث كان يقيم بالحميمة– فلقيا محمد بن علي فذاكراه أمرهم وطلبوه منه أن يبعث معهم رجلاً إلى خراسان ليتولى أمور الدعوة فيها، فكتب إلى أبي عكرمة الصادق، أن يخرج معهما إلى خراسان (9).
وفي سنة 120هـ حدث اللقاء الثاني بين النقباء والإمام محمد بن علي، حيث وجهت شيعة بني العباس في خراسان سليمان بن كثير ليلتقي بالإمام، ويعلمه أمرهم وما هم عليه، حيث ترك الإمام مكاتبة شيعته في خراسان وغضب عليهم بسبب طاعتهم الخداش (*) الذي تكذب وانحرف عن مبادئ الدعوة. فاجتمع سليمان والإمام وتناقشوا في الأمر الذي جاء من أجله سليمان، الذي انصرف إلى خراسان حاملاً كتاب من الإمام إلى الشيعة في خراسان (10).
وأشار الطبري (11) إلى أنه في سنة 124هـ قَدم وفد من النقباء يضم كل من سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريظ. وقحطبة بن شبيب يريدون مكة. وفي هذه الزيارة تعرف هذا الوفد على أبي مسلم في الكوفة. وليس في الخبر ما يشير إلى الهدف وغاية هذه الزيارة، غير أننا نقول: أنه كان الغرض من لقاء الإمام هو تقديم نفقات الدعوة إليه وأخبار الإمام بما آل إليه أمر الدعوة في خراسان واخذ التوجيهات منه، وهذا هو هدف الاجتماعات (*) في الأعم الأغلب.
وفي العام التالي أي في عام 125هـ توجه النقباء إلى مكة للقاء الإمام في موسم الحج، ومن الجدير بالذكر أن النقباء الذين توجهوا إلى مكة سنة 124هـ هم نفسهم من توجه هذه المرة. حيث تم في هذا اللقاء أخبار محمد بن علي بقصة أبي مسلم، كما أعطوه –أي لمحمد بن علي– مائتي ألف درهم وكسوة بثلاثين ألف درهم، وقال لهم: ما أظنكم تلقوني بعد عامي هذا، فإن حدث بي حدث فصاحبكم إبراهيم بن محمد، فأني أثق به وأوصيكم به خيراً، فقد أوصيته بكم (12). ولقد تناول خبر اللقاء هذا عدد من المؤرخين (13) ما بين التطويل والاقتضاب غير أن هذا لا يغير من المضمون شيئاً. غير أن مؤلف أخبار الدولة العباسية والمقدسي، يذكرون خبر هذا اللقاء غير أنهم يجعلون الإمام الذي التقى به هؤلاء النقباء هو إبراهيم الإمام وليس الإمام محمد بن علي (14). وإن سبب الاختلاف بين المؤرخين حول الإمام الذي لقيه النقباء في سنة 125هـ راجع إلى الاختلاف في سنة وفاة الإمام محمد بن علي العباسي (*).
وتكرر اجتماع الإمام والنقباء في موسم الحج ففي عام 127هـ سار كل من سليمان بن كثير ولاهز بن قريظ، وقحطبة بن شبيب إلى مكة، فوجدوا إبراهيم الإمام في هذا الموسم وقدموا له مالاً مقداره عشرين ألف دينار ومائتي ألف درهم، ومسكاً ومتاعاً كثيراً (15).
ولم يكن الغرض من هذه الزيارة تقديم نفقات الشيعة والخُمُس إلى الإمام، بل إنَّ هؤلاء النقباء إنما جاءوا إلى الإمام من أجل أن يوجه معهم رجلاً يتولى رئاسة الدعوة في خراسان (16). أي أنهم قدموا إلى مكة ليقدموا الأموال إلى الإمام والتداول في شؤون الدعوة.
وفي سنة 129هـ كتب الإمام إبراهيم إلى أبي مسلم أن يوافيه بالموسم للتداول في أمور الدعوة ويحمل ما جبي من الأموال فخرج أبو مسلم وحمل ثلاثمائة وستين ألف درهم سوى الأمتعة والحمولات وخرج معه النقباء فلقيه كتاب الإمام في الطريق… فبعث قحطبة بن شبيب بالمال (17).
اللافت للنظر أن الأموال التي كان يقدمها النقباء لإمام الدعوة كانت على شكل نقود أو مواد عينية، ونحن نرى السبب في ذلك أما أن النقباء كانوا يحولون قسم من النقود على شكل متاع وحلي أي يشترون بقسم منها بضائع لإيهام السلطات الأموية على أنهم تجار قاصدين موسم الحج لغرض التجارة وبهذا لا تنتبه إليهم أعين الأمويين، أو أن قسم من الشيعة لم يكن يمتلك مالاً نقدياً فيتبرع بما يقع تحت يده من مواد عينية مثل الملابس والحلي وغيرها، فأشار مصنف أخبار الدولة العباسية (18) إلى ذلك قائلاً: (وإن كانت المرأة لتخرج من جميع حليها الذي على جسدها فتبعث به)، أي إلى الإمام.
وإذا أمعنا النظر في هذه الاتصالات المباشرة التي تمت بين الإمام ونقباء الدعوة العباسية نلاحظ أن هذه الاتصالات كانت تجري في كل من المدينة والحميمة، ومكة، غير أنه معظم اجتماعات ولقاءات الإمام والنقباء كانت قد تمت في مواسم الحج في مكة المكرمة، وبهذا يقول الدكتور عبد الحي شعبان (19) أن الحج هو المناسبة الوحيدة التي يلتقي بها فيها الإمام ببعض قادة الحركة في خراسان ليقدموا له تبرعات أنصارهم في مرو). فالمعروف أن الحج هو موسم أو موعد لاجتماع المسلمين الذين يأتون من مختلف أنحاء الأرض، وهذا يتيح للإمام والنقباء أن يجتمعوا فيما بينهم بحرية وبعيداً عن أنظار الأمويين ورقابتهم.
وأخيراً وليس آخراً نقول إن هذه اللقاءات التي نحن بصددها كانت تعقد لأكثر من غرض، فكما أشرنا سابقاً كانت تقدم فيها نفقات الشيعة إلى الإمام ليقوم بدوره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت تجري فيها أيضاً التداول بأمور الدعوة والتزود بتوجيهات وإرشادات الإمام والتباحث في مستجدات الدعوة في خراسان، استدراكاً للنقص وتلافياً للأخطاء، وتجنباً للأخطار، وتقوية للدعوة، وحماية لها من الانهيار.
وثمة نقطة جديرة بتسليط الضوء عليها وهي أن النقباء لم يكونوا هم دائماً من يقوم بتسليم الأموال إلى الإمام مباشرة، بل كانت تسلم هذه الأموال إلى كبير الدعاة في الكوفة عندما كان يذهب إلى خراسان في بعض أمور الدعوة، حيث يدفع النقباء الأموال التي جمعوها من الأتباع إليه –أي لكبير الدعاة– وهذا بدوره يسلمها إلى الإمام (20).
موقفهم من خداش
خداش هو عمار بن يزداد (*)، وعمار هذا كان فاخرانيا من أهل الحيرة (**) نصرانياً، ثم اسلم وصار معلماً بالكوفة (21). فعندما بعث (***) إلى خراسان ليلي أمر الدعوة العباسية فيها، غير اسمه فتسمى بخداس (22)، وقيل خيداش من خدش بمعنى مزق بأظافره، وإنما سمي بذلك الاسم كناية عن خدشه وتمزيقه الدين (23).
ونحن نرجح الرأي الثاني لأنه ينسجم مع أحدثه خداش من تحريف وتشويه في أمر الدعوة العباسية، وخروج عن مبادئ وتعاليم الإسلام والمروق عن الدين. ثم إنه من غير المعقول أن يسمي الشخص نفسه خِداشاً. بمعنى انه خدش الدين. فمن ذا الذي يقبل أن يوصم بهذا الجرم الشنيع. ومع هذا نقول أن هناك من أشار إلا أن اسم خداش يعني (صاحب الدعوة وسيدها) (24)، وبهذا يكون ما ذُكر بأن عمار بن يزيد هو من أطلق على نفسه اسم خداش، وارد أيضاً، إذ ليس في هذا الاسم –أي خداش– ما يسيء إلى حامله.
ولقد نادى خـداش بمبادئ بعيدة عن الإسـلام ومخالفـة لمبادئه، كما انحرف عن خط الدعوة العباسـية وخرج على مبادئها وقواعدها، فعندما وجهه بكير ليرأس الدعوة في خراسـان غيّر سنن الإمام، وبدل ما كان في سيرة مَن قبلـه، وحكم بأحكام منكـرة، مكروهة (25). وقيـل أنـه دعى إلى محمد بن علي، فسـارع إليه النـاس، وقبلوا ما جاءهم به، وسمعوا إليـه وأطاعوا. ثم غيَّر ما دعـاهم إليه، وتكـذب وأظهـر ديـن الخرّمية (*)، ودعـا إليـه، ورخص لبعضهم في نسـاء بعض، وأخبـرهم أن ذلك عن أمـر محمد بن علي (26).
وكان مما دعا إليه خداش أيضاً أنه سمح لشيعة بني العباس بأن يتركوا الصوم والصلاة حيث قال لهم: (إنه لا صومَ ولا صلاةَ ولا حج، وإنّ تأويل الصوم أن يصام عن ذكر الإمام فلا يباح باسمه، والصلاة الدعاء له، والحجّ القصد إليه، وكان يتأول من القران قوله تعالى: {يْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] (*) (27). ويعده المقدسي (28) (أول من أبدأ مذهب الباطنية في الأرض). وثمة أبيات من الشعر أوردها البلاذري (29) لأبي السري الأعمى، ويمكن من خلالها الاطلاع على بعض ما نادى به –خداش– ودعى إليه يقول:
وخداش المحل إذ خدش الديـ *** ـن وأوفى بدعـوة الضُلاَّل
دان بالـــرفض والتخرم حينـاً *** وبقتل النســاء والأطفـــال
أي شيءٍ يكون أعجْب مِنْ ذا *** أزرقي (**) ورافض في حال
وبالنسبة لنهاية خداش فيقال أن خداش عندما غير سنن الإمام وبدل ما كان في سيرة قبله، وحكم بأحكام منكرة مكروهة، وثب به أصحاب محمد بن علي فقتلوه (30). ويقال بل قتله أسد القسري وصلبه (31). فلما بلغ أسد بن عبد الله خبر خداش، فوضع عليه العيون حتى ظفر به، فأتي به، وقد تجهز لغزو بلخ؛ فسأله عن حاله، فأغلظ خداش له القول، فأمر به فقطعت يده، وقلع لسانه وسُملت عينه (32).
وقيل في قصة خبـر قتل خداش، أنه لما قدم أسد آمل في مبدئه، أتوه بخداش صاحب الهاشمية، فأمر به قرعة الطبيب، فقطع لسـانه، وسمل عينه، فقـال: الحمد لله الذي انتقم لأبي بكـر وعمـر منك! ثم دفعـه إلى يحيى بن نعيم الشيباني عامل آمل، فلما قفل من سمرقند كتب إلى يحيى فقتله وصلبه بآمْل (33).
وبعد هذا نقول إن الذي قتل خداش هو أسد القسري وذلك في سنة 118هـ، لإجماع أكثر المؤرخين على ذلك. ثم أن مما يجعلنا نستبعد أن الشيعة في خراسان هم من قتل –خِداش– أن هناك عدد من النقباء والدعاة قد قبلوا ما قاله خداش، وهذا ما سنعمل على توضيحه في موضعه. ولو كان هؤلاء –أي النقباء والدعاة– هم من قتل خِداش لما ترك الإمام محمد بن علي مكاتبتهم مدة عامين غضباً عليهم بسبب طاعتهم لخِداش (34).
ولقد حقق خِداش نجاحاً واسعاً للدعوة العباسية في خراسان، حيث دخلت أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى الدعوة بسبب تبني خِداش للخرمية (35). إذ لقيت دعوته رواجاً شديداً بين أهل خراسان وتبعه بعض النقباء وبعض أعضاء مجلس السبعين (36). وأشار ابن الأثير (37) أيضاً إلى بعض النقباء والدعاة قد انحازوا إلى خداش قائلاً: (وكان ممن اتبعه على مقالته النقيب مالك بن الهيثم، والحريش (*) بن سليم الأعجمي وغيرهما).
وإزاء هذا فقد ترك الإمام محمد بن علي مكاتبة النقباء عقاباً لهم جرّاء طاعتهم لخداش وقبولهم منه ما روي عليه –أي الإمام– من الكذب إذ أن خداش كان يقول للنقباء والدعاة أن محمد بن علي هو من أمره بذلك.
لذا اجتمع النقباء والدعاة في سنة 120هـ فذكروا ذلك بينهم، فاجمعوا على الرضا بسليمان بن كثير ليلقى الإمام بأمرهم، ويخبره عنهم، ويرجع إليهم بما يرد عليه؛ فقدم –فيما ذكر– سليمان بن كثير على محمد بن علي وهو متنكر لمن بخراسان من شيعته، فأخبره عنهم، فعنفهم في أتباعهم خداشاً وما كان دعا إليه، وقال: لعن الله خداشاً ومن كان على دينه! ثم صرف سليمان إلى خراسان، وكتب إليهم معه كتاباً، فقدم عليهم، ومعه الكتاب مختوماً، ففظوا خاتمه فلم يجدوا فيه شيئاً، إلا: ((بسم الله الرحمن الرحيم))، فغلظ ذلك عليهم وعلموا أن ما كان خداش أتاهم به لأمره مخالف (38).
ووجه الإمام محمد بن علي بكير بن ماهان إلى شيعته بخراسان بعد منصرف سليمان بن كثير من عنده إليهم، وكتب معه إليهم كتاباً يُعلمهم أن خداشاً حمل شيعته على غير منهاجه، فقدم عليهم بكير بكتابه فلم يصدقوه واستخفوا به (39).
وهنا لابد من التوقف قليلاً عند نقطة مهمة هي أن موقف النقباء والدعاة كان إيجابياً حيال سليمان بن كثير، الذي كان موفدهم إلى الإمام حيث أخبرهم بموقف الإمام من خداش، وقبلوا ما آتاهم به من تعليمات وصدقوه، وعلموا أن ما كان خداش قد دعاهم إليه مخالف لأمر الإمام وباطل. في حين نجدهم –أي النقباء والدعاة– يستخفون ويستهزؤون ببكير ويكذبونه، مع العلم أن بكير قد حمل إليهم نفس ما جاءهم به سليمان بن كثير.
ويزيل هذا الغموض والتناقض بين هذين الموقفين ما أشار إليه المقدسي (40) إن الذين كذبوا بكير بن ماهان واستخفوا هم من بقي من النقباء على رأي خداش وليس جميعهم.
ثم نعود الآن إلى ما كنا بصدده وهو أن بكير بن ماهان عاد إلى محمد بن علي مرة ثانية بعد أن كذبه –النقباء– فبعث معه بعصي مُضيَّةٍ (*) بعضها بالحديد وبعضها بالشبه (النحاس)، فقدم بها بكير وجمع النقباء والشيعة ودفع إلى كل رجل منهم عصا، فعلموا انهم مخالفون لسيرته، فرجعوا وتابوا (41).
وبعد أن لاحظنا ما فعلته هذه العصي المضببة، حيث أنها عززت موقف بكير حيال النقباء والدعاة، فجعلتهم يصدقوه وعلموا أن ما آتاهم به هو الحق فعدلوا عن أفكار خداش ومفاهيمه، نقول أن هذه العصي، ربما كانت علامة متفق عليها تستخدم عندما تتأزم الأمور وتحصل خلافات بين الإمام ونقباء الدعوة. ومما يؤيد هذا ما أشار إليه المقدسي (42) إلى أن هذه العصي كانت علامة وعد النقباء بها مسيرة النبال تأتيهم من الإمام.
ويقول صاحب كتاب أخبار الدولة العباسية (43) أن محمد بن علي العباسي لما سمع بخبر خداش أرسل بكير بن ماهان ومعه رسالتين إلى النقباء والدعاة في خراسان يقول في إحداهما (أما بعد، عصمنا الله وإياكم بطاعته وهدانا وإياكم سبيل الراشدين. قد كنت أعلمتَ إخوانكم رأيي في خداش وأمرتهم أن يبلغوكم قولي فيه، وإني أشهد الله الذي يحفظ ما تلفظ به العباد من زكّي القول وخبيثه، واني بريء من خداش وممن كان على رأيه ودان بدينه. وآمركم ألا تقبلوا من أحد ممن أتاكم عني قولاً ولا رسالة خالفت فيها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم).
وعلى أية حال فقد مارس بكير حركة تطهير أو تصحيح طالما قد أعلن أن خداش قد انحرف عن خط الدعوة، وجدد بكير بن ماهان اخذ البيعة للإمام محمد بن علي العباسي وعاد أدراجه إلى الكوفة بعد أن نصب سليمان بن كثير الخزاعي رئيساً للدعوة العباسية في خراسان (44).
وعلى الرغم من الإمام محمد بن علي العباسـي قد تبـرأ من خداش ومن كان على رأيه وتنكـر لمن بخراسـان من شـيعته بسبب اتباعهم خداشـاً وما كان دعى إليـه. وما قـام به بكيـر بأخذ البيعة للإمـام محمد بـن علي العباسـي من النقبـاء والدعـاة. فقد بقـي في صفوف الدعـوة من يديـن بأفكـار ومبـادئ خداش، فيذكـر أن أبـا مسـلم الخراسـاني قـد قتـل محمد (*) بن سليمان بن كثير الخزاعي متهماً إياه بالخداشية (**) (45)، وكان قوم في دعوة بني العباس من أصحاب خداش يسمون الخالدية، فسموا في زمن أبي جعفر المنصور الفاطمية (46).
خاض كثير من المؤرخين والمحدثين في شخصية خداش ودوره في الدعوة حيث اختلفوا في موقفهم من تعاليم خداش، وتباينت الآراء بشأن انحرافه ودوره في نشر الدعوة. أما فان فلوتن (47)، فيقول: أن خداش كان يشتغل بالخزف في منطقة الحيرة، وكان مسيحياً وبعد إسلامه اشتغل بتدريس القرآن ثم انظم إلى الدعوة العباسية وبعد أن ترأس الدعوة في خراسان انصرف عن العباسيين وأخذ يذيع بعض العقائد الباطلة وينشر بين الناس عقائد الخرمية ويدعوا إلى الاشتراكية مما أدى إلى النفور بين الإمام العباسي والشيعة من أهل خراسان، وأشار إلى أن خداش قد دعا لنفسه بعد أن خرج على الدعوة العباسية، وأنه زعم أنه يحيط بالأسرار الإلهية ثم أقام نفسه زعيماً بعد أن كان داعياً. وأنه أساء استعمال ما علمه من أسرار الدعوة وخان الأمانة فدعى لنفسه جهراً، وقال: إن خداش استطاع أن يظم إليه بعض النقباء ومن بينهم أحد أولاد سليمان بن كثير.
أما بالنسبة لدوره في نشر الدعوة فلا يرى فان فلوتن أنه كان لخداش أثر كبير في نجاح الدعوة العباسية. أما فلهوزن (48) فإنه يعد خداش أول من نجح في نشر الدعوة حيث تدفق إليه أهل مرو كالسيل، وأن فلهوزن (49) يعده أيضاً المؤسس الحقيقي لحركة شيعة بني العباس في مرو، ويقول أن النقباء صاروا أكثر تعلقاً بخداش منهم بمحمد بن علي نفسه. ويشك فلهوزن (50) في أن يكون خداش قد قدم إلى خراسان في سنة 118هـ، حيث يقول أنه قد بدأ الدعوة منذ سنة (*) 109هـ. ويقول: كذلك أن محمد بن علي لم يتنكر لخداش إلا بعد موت خداش، وهو لم يتنكر له قبل ذلك، فقيل عن خداش أنه الخارج المضل الذي بذر بذور الفساد في الدعوة، ويستطرد قائلاً: (كأنما كان خداش قد وجد حزب الشيعة إمامه، وكأنما كان قد وجده مُنظماً قبل أن يدخل هو فيه). ويقول: أن خداش استفاد من مبادئ المزدكية كاشتراكية النساء مثلاً، غير أنه يستبعد أن يكون هذا هو السبب الذي من أجله نفر العباسيون من خداش، لأنه كما يقول: إنَّ العباسيين في ذلك الوقت جمعوا الزنادقة حولهم، وهم لم ينبذوهم إلا فيما بعد، ولم يظهروا بمظهر المتمسكين بمذهب الجماعة وأهل السنة إلا بعد أن وصلوا إلى غايتهم. وما يمكن استنتاجه من كلام فلهوزن أن محمد بن علي تبرأ وتنكر من خداش لأسباب سياسية لأنه خشي من استغلال حركة الشيعة الهاشمية (*) برئاسة خداش في خراسان.
أما الدكتور عبد العزيز الدوري (51)، فيرى أن خداش قد ساهم في توسيع الدعوة ولكن دوره الرئيس كان في جلب الخرمية إلى الدعوة، ولكن خداش تجاوز الحدود المرسومة للدعاة حين قبل الخرمية علناً وبذلك خلق مشكلة خطيرة، ويقول أيضاً (52): أن خداشاً أغرى الأهالي بتساهله في بعض العقائد غير الإسلامية لاسيما اشتراكية مزدك، فانضم إليه عدد كبير منهم.
ويعترض الدوري (53) على قول فلهوزن الذي عدَّ خداش المؤسس الحقيقي للحزب العباسي بخراسان، لأن هذا –كما يقول– يجعل قاعدة الحزب من الغلاة، وهو رأي لم يناقش جدياً.
أما الدكتور فاروق عمر فوزي (54)، فيقول: سواء كان خداشاً يعمل بتوجيهات من محمد بن علي إمام الدعوة أم أن خداش خرج عن الدعوة العباسية بدافع من طموحه حيث أراد أن ينصب نفسه زعيماً، فان الإمام محمد بن علي العباسي أدرك خطورة المبادئ التي أعلنها خداش، بعد افتضاحها، على سير الدعوة العباسية فأنكرها. وأشار كذلك إلى أن عدم وضوح معنى اصطلاح (الخرّمية) ومرونته في تلك الحقبة يعد عقبة في سبيل تحديد المبادئ التي بشر بها خداش واتباعه. ويرد على ما قاله فلهوزن والأستاذ الدوري حول أن خداش نجح نجاحاً كبيراً، متسائلاً إذا كان خداش قد حقق كل هذا النجاح فلماذا إذن يتنكر له الإمام محمد العباسي؟ ألم يكن من الأجدر بالإمام أن يشجعه أو يسير على منهجه الناجح بعد موته؟ أم هناك –كما يقول– أسباباً أخرى سياسية دعت الإمام إلى اتخاذ الموقف الذي اتخذه. ويختم الدكتور فاروق عمر قوله قائلاً: إننا نجد من الصعوبة القول بأن خداش كان يمثل وجهة نظره فقط وليس منهاج الدعوة السرية الهاشمية في الفترة قبل وفاته. ولكن الموقف تبدل بعد افتضاح أمره وصلبه الأمويين (55).
وهناك من يشكك في انحراف خداش، مرجعاً سبب نجاحه إلى انه خاطب الناس على قدر عقولهم، إذ جعله اشتغاله بالتعليم بالكوفة أكثر قدرة على تنشيط دعوته (56).
أما بالنسبة للدكتور عبد الحسين الرحيم (57)، فإنه يقول: إن المثير للتساؤل أن محمداً بن علي لم يتبرأ من خداش إلا بعد مقتله، ولماذا لم يظهر هذه البراءة منه في حياته؟! أليس من المحتمل أنه أراد أن ينتفع من مبادئه الخارجة على الإسلام لتحشيد أنصار الدعوة على إننا –كما يقول– لا نحمل محمد بن علي ما بشر به الخداش من مبادئ الخرمية، فالراجح أنه اندفع إليها بتأثير البيئة وسعة مساحة القائلين بها.
وفي النهاية نقول أنه سواء انحرف خداش أم لم ينحرف عن خط الدعوة، وسواء كان يسير على وفق تعليمات الإمام في نشر الدعوة أم أنه بدأ بنشر الدعوة بطريقته الخاصة، فإن هنالك أسباباً تجمعت لدى محمد بن علي دفعته إلى أن يتبرأ من خداش، بعبارة أخرى أن أسباب تأييد الإمام لخداش قد انتفت. ونقول إنَّ ما حققه خداش من نجاح في كسب الأتباع للدعوة لم يكن بسبب كونه دعى إلى الخرمية وغيرها من الديانات الإيرانية القديمة، ودليلنا على هذا ما قاله الطبري (58) أن خداش (دعا إلى محمد بن علي؛ فسارع إليه الناس، وقبلوا ما جاءهم به، وسمعوا إليه وأطاعوا، ثم غير ما دعاهم إليه، وتكذب وأظهر دين الخرمية…). وهذا يظهر أن خداش كسب عدداً من الناس إلى الدعوة قبل أن يدعو إلى الخرمية. أما ما قيل أن الإمام لم يتبرأ من خداش ويعالج انحرافه إلا بعد مقتله، نقول: أنه ربما خشي الإمام أن يتمادى خداش في غيه ويخلع طاعة العباسيين. وفي الواقع وكما أشرنا سابقاً، إلى أن عدد من النقباء قد اتبع خداش، وتظهر شدة تمسكهم بخداش حين كذبوا بكير بن ماهان واستخفوا به عندما جاءهم بكتاب الإمام مما اضطر بكير إلى الرجوع إلى الإمام حيث جاءهم بالبرهان فعلموا انهم مخالفون لسيرته فرجعوا وتابوا (59).
________________
(1) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص223.
(2) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص270، 290؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص308، 340.
(3) فاروق عمر فوزي، طبيعة الدعوة العباسية، ص160.
(4) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص13.
(5) فاروق عمر فوزي، طبعة الدعوة العباسية، ص160.
(6) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص108؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص: ص170–171؛ الازدي، تاريخ الموصل: ص48؛ مؤلف مجهول، العيون والحدائق، ج3: ص179–190؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص125.
(7) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص174؛ ناجي، د. عبد الجبار وآخرون، الدولة العربية في العصر العباسي، مطابع التعليم العالي، (بغداد: 1989م)، ص12.
(8) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص241.
(*) هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). ينظر: البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص158.
(9) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص158–159؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص131.
(*) قادمون على معالجة موضوع خداش بشيء من التفصيل.
(10) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص182؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص218؛ وينظر، المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(11) تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص215؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص255.
(12) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص232.
(13) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص161؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2: ص229؛ الازدي، تاريخ الموصل، ص53؛ مؤلف مجهول، العيون والحدائق، ج3: ص182.
(*) أي اللقاءات والمقابلات التي كانت تجري بين الإمام والنقباء.
(14) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص240–241؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص62.
(*) للاطلاع على الاختلاف في سنة وفاة الإمام محمد بن علي العباسي؛ ينتظر: البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص107؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص239.
(15) الدينوري، الأخبار الطوال، ص293؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص256؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص290؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص339؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص25.
(16) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص162؛ مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص256.
(17) المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص63؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص310.
(18) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص224. وفي نفس هذا المصدر والصفحة، أمثلة كثيرة على نساء كانت تبعث بحليها إلى الإمام، ثم أن أول مبلغ مال جمعته الشيعة وتم تسليمه إلى الإمام محمد بن علي كان عبارة عن مبلغ من النقود ومواد عينية (مئة وتسعين دينار، وطوقاً من ذهب تبرعت به امرأة تدعى أم الفضل وثوباً مَرْوياً من غزل يدها) ينظر: مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص196.
(19) الثورة العباسية، ص249.
(20) ينظر: مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص268؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص270، 291.
(*) عند الطبري، عمار بن يزيد. تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص164؛ وعند المقدسي، عمار بن بديل، البدء والتاريخ، ج6: 60.
(**) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على النجف زعموا أن بحر فارس كان يتصل بها. وبالحيرة الخورنق على ميل منها من جهة الشرق، والسدير في وسط البرية التي بينها وبين الشام، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية النهمان وآباءه. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3: ص201.
(21) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص196؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة ج1: ص278.
(***) الذي بعث عمار (خداش) إلى خراسان سنة 118هـ هو بكير بن ماهان كبير الدعاة في الكوفة؛ ينظر: المصادر السابقة من هذه الصفحة.
(22) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص164؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: 60؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص196؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص320.
(23) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص127؛ فان فلوتن، السيادة العربية، ص99.
(24) عبد الحسين الرحيم، العصر العباسي الأول، ص42.
(25) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: 60.
(26) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص164.
(*) الخرمية: فرقة دينية ترجع مبادئها إلى (مزدك) الإباحي، ثم حصل فيها تطور بمرور الزمن، وأنهم اتخذوا لأنفسهم لقب (خُرّم دينان) أو أهل الدين الفرح، وانهم باتصالهم بالإسلام كونوا لأنفسهم حلاً وسطاً بين دينهم المجوسي وبين الاسلام، ولكنهم بقوا يعتقدون بالنور والظلمة، ويقولون بالحلول وبتناسخ الأرواح وباشتراكية النساء برضاهن. الدوري، العصر العباسي الأول، ص37. نقلاً عن صديغي:
G.H. Sadighi – Les mouvements RéLigieux Iranians (Paris) 1938 P. 178 off
في حين يرى فلهوزن بأن الخرمية لم تكن طائفة دينية وإنما هي ميل للتمتع بملاذ الحياة وأن الهاشمية لضجرهم من تقييدات الإسلام مالوا إلى الوثنية الإيرانية، تاريخ الدولة العربية، ص488.
(*) سورة المائدة، آية رقم 93.
(27) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص196؛ ابن العبري، غريغوريوس الملطي، تاريخ مختصر الدول، وقف على طبعه ووضع حواشيه الأب انطوان صالحاني اليسوعي، الطبعة الثانية، المطبعة الكاثوليكية، (بيروت، 1958م) ص117.
(28) المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: 61.
(29) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص160.
(**) الأزارقة: ينتسب الأزارقة إلى رئيسهم نافع بن الأزرق الذي انظم مع أصحابه الخوارج إلى حركة عبد الله بن الزبير في الحجاز، وفارقوه عندما تبين لهم انه لم يكن على رأيهم فيما يذهبون إليه وحاربهم في هذا السبيل، البطبري، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد نفل إبراهيم، طبعة دائرة المعارف (مصر: 1960–1961م)، ج5: ص564 في هذا الموضع فقط استعملت طبعة دائرة المعارف لكتاب تاريخ الأمم والملوك. وقد تطرقت فرقة الازارقة من الخوارج فأباحت قتل نسـاء وشيوخ خصومها. العبود، نافع توفيق العبود، المهلب بن أبي صفرة، الطبعة الأولى، دار الشؤون الثقافية العامية، (بغداد: 1988م)، ص37.
(30) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج4: ص131.
(31) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص159.
(32) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص164.
(33) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص196؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص320؛ وينظر: المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(34) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص182.
(35) عبد العزيز الدوري، ضوء جديد على الدعوة العباسية، ص71–72.
(36) النويري، نهاية الأرب، ج22: ص14؛ محمد البيلي، الدعوة العباسية، ص23؛ حسين عطوان، الدعوة العباسية، تاريخ وتطور، ص206.
(37) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص196.
(*) من الدعاة من مجلس السبعين، حيث يرد اسمه حريش بن سليمان مولى خزاعة. مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص221.
(38) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص 182، 183؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(39) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص183؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص218؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3: ص102.
(40) المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(*) الضَبُّ والتَّضْبيب: تغطية الشيء ودخوله بعضه في بعض، ولما كان هذا معنى التضبيب في اللغة فاغلب الظن –في رأينا– أن الإمام العباسي أراد أن يفهم شيعته في خراسان أن الأمر التبس عليهم، ينظر: محمد البيلي، الدعوة العباسية، ص22؛ وحسين عطوان، الدعوة العباسية، تاريخ وتطور، ص208.
(41) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص 183؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص218–219؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص326؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3: ص102؛ وينظر: المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(42) المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61.
(43) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص212، 213.
(44) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص223.
(*) محمد بن سليمان بن كثير الخزاعي؛ هو أحد نظراء النقباء العباسيين. مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص219–220.
(**) الخداشية: نسبة إلى خداش وتعني التطرف في المبادئ الدينية واستحلال الحرمات. فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص229.
(45) البلاذري، أنساب الأشراف، ج4: ص218، 219.
(46) مؤلف مجهول، أخبار الدولة العباسية، ص403.
(47) فان فلوتن، السيادة العربية، ص99-105. ولمزيد من المعلومات عن شخصية خداش ودوره في الدعوة العباسية، ينظر: Muir, William, The Caliphate, its rise, decline, and fall, PP. 112.
(48) يوليوس فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص487.
(49) يوليوس فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص487.
(50) يوليوس فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص487، 488.
(*) ورد ذكر لخداش استطراداً ضمن حوادث سنة 109هـ. ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص127.
(51) عبد العزيز الدوري، ضوء جديد على الدعوة العباسية، ص71–72.
(52) عبد العزيز الدوري، العصر العباسي الأول، ص25.
(53) عبد العزيز الدوري، الدعوة العباسية، ص48.
(54) فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص124، 128.
(*) يقصد بها الدعوة العباسية السرية التي ترجع في أصولها إلى الدعوة الهاشمية، نسبة إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب. ينظر: فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص128.
(55) فاروق عمر، طبيعة الدعوة العباسية، ص128.
(56) محمد بركات البيلي، الدعوة العباسية، ص23-24.
(57) عبد الحسين الرحيم، العصر العباسي الأول، ص42.
(58) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص164.
(59) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4: ص183؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج6: ص61؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5: ص218–219؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج9: ص326؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج3: ص102.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|