أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2018
1218
التاريخ: 25-4-2018
589
التاريخ: 29-4-2018
1753
التاريخ: 28-4-2018
699
|
كان احد الاقتراحات في الفقرة السابقة ان علينا ان نحاول تحديد القبئفتراض بالفرضيات او المعلومات التي يتصورها المتكلم (ويتصوران السامع يعرفها). غيران المتكلم قد يستعمل اساليب مماثلة لتضمين معلومات اكثر لا يعرفها السامع. فقد يضمن ما لا يقوله فعلا. فجملة: انها باردة هنا، قد تفهم طلبا لغلق شباك (تستعمل لفظة "يضمن " هنا بمعنى اعتيادي غير منطقي. ولفظة «يقول» للإشارة الى معنى الجملة).
ولتفسير ذلك، اجرى غرايس (1975) محاولة بموجب مفهوم الاقحام. يقترح غرايس ان هناك مبدأ تعاونيا عاما بين المتكلم والسامع، يتحكم الى حد ما بالطريقة التي يمكن ان تنمو بها المحادثة. ثم ميز اربعة اصناف تحت كل منها بضعة قواعد سلوكية. هذه الاصناف هى:
ص199
الكمية: (1) في اسهامك من المعلومات ما هو مطلوب منك (للهدف الأني للتبادل).
(2) لا تجعل اسهامك معلوماتيا أكثر مما بنبغي.
النوعية: حاول ان تجعل اسهامك صحيحا.
(١) لا تقل ما تعتقد انه خطأ
(٢) لا تقل ما تحتاج له الى دليل
العلاقة: قل كلابك في المقام الملائم
الطريقة: كن ثاقب الفكر.
(1) تجنب غموض التعبير
(٢) تجنب ابهام المعنى
(3) اوجز الكلام
(٤) ليكن كلامك مرتبا
ويمكن استعمال قواعد الكمية لتفسير حقيقة انه اذا قال شخص ما: هل انهيت عملك اليومي ووضعت كتبك جانبا ؟ وكان الجواب: لقد انهيت عملي اليومي فقد يستنتج السائل ان الكتب لم توضع جانبا، فإن لم يكسر المجيب قواعد الكمية، فسيذكر انه وضع الكتب جانبا، ربما بمجرد " نعم"، ان فعل ذلك. وبالمثل، فجملة: انها قد تكون ممطرة، تتضمن ان المتكلم لا يعرف ما اذا كانت ممطرة ام لا، اذ لو عرف لقال انها ممطرة، وهي اكثر معلومات من جملة: انها قد تكون ممطرة. (لعرض اكثر تفصيلا انظر لاينز ١٩٧٧ ) نقطة مهمة جدا تستوجب الملاحظة هنا، على الرغم من انها اهملت غالبا، هي علاقة التنغيم. فاستعمال الهبوط _ الارتفاع مثلا، يرتبط الى حد كبير بقواعد الكمية، لأنها تقول: " لكن.... " او" هذا هو كل ما استطيع قوله _ استخرج استنتاجاتك الخاصة بك ". سيكون هذا اللحن اذن لحنا ملائما لمثالينا _ لقد انهيت عملي اليومي و: قد تكون ممطرة. وفي حالات خاصة، قد لا يكون
ص200
واضحا من السياق ما هو بالضبط ما لا يقوله المتكلم كما في: انه ذكي جدا، غير ان اللحن ينبه السامع الى ان عليه الا يستنتج ذللك. كما يمكن غالبا استثمار قاعدة العلاقة ايضا. فقا اورد غرايس (١٩٧٥) هذا المثال: يوجد مرأب حول الساحة، جوابا على نفد بنزين سيارتي. يعني هذا الاقحام ان المرأب مفتوح على الاغلب، والا فلن يكون التعليق ملائما.
ان الاهمية الرئيسة للإقحام،على كل حال، تتمركز على المناسبات التي تشتق فيها لا من الالتزام بالقواعد بل من مخالفتها. وافضل امثلة غرايس هو اشارة الى توصية عمل في الفلسفة يمكن قراءته كما يلي: سيدي العزيز، ان تمكن السيد س من الانكليزية ممتازة وحضوره للمحاضرات منتظم. المخلص، الخ. وبما ان الكاتب يعرف ان معلومات اكثر من هذه مطلوبة فانه يكسر بوضوح قاعدة الكمية. انه راغب بنقل معلومات لا يرغب بكتابتها: ان السيد س ليس جيدا في الفلسفة فقاعدة النوعية كما يقول غرايس، يمكن كسرها بالهز، (جون صديق حسن ! ) وبالاستعارة (انت القشطة في قهوتي ! ) _ وعلى السامع ان يستنتج ما يحاول المتكلم ان ينقله.
وتعتمد الاقحامات في الامثلة التي ناقشناها هنا على سياق المتكلم والسامع واعتقاداتهما. لكن غرايبس لاحظ ايضا ان هناك بعض الاقحامات التي تعتمد فقط على المعنى التقليدي للكلمات. فجملة: هو رجل انكليزي، انه اذن شجاع، تقحم انه يتبع من كونه انكليزيا انه رجل شجاع، على الرغم من: إننا لا نريد ان نزعم انها تقول ذللك فعلا. يشير غرايس الى هذا النوع من الاقحام العرفي conventional مقارنة بالإقحام التحاور conversational السابق. غير ان التمييز ليس واضحا دائما. فأمثلة الاستعارة مثلا، تبدو غالبا عرفية اكثر مما هي تحاورية.
و للاقحامات التحاورية المشتقة من قاعدة الكمية ميزة امكانية الغائها. وهكذا فجملة حاولت اذ اتصل بجون هاتفيا امس، تقحم اني لم اتصل به
ص201
فعلا. غير انه ليس هناك ضير من الاستمرار.... ونجحت في الواقع في ذلك. وبالمثل فجملة: في معظم اللغات صوت صفيري واحد على الاقل، تقحم ان الصوت الصفيري غير موجود في بعض اللغات، غير اننا نستطيع ايضا ان نقول: في معظم اللغات ان لم يكن في كلها، صوت صفيري واحد على الاقل.
ويمكن لمفهوم الاقحامات ان يعالج كل الحالات الممكن معالجتها عبر القبئفتراض. فجملة: ملك فرنسا اصلع، تقحم ان ثمة ملكا في فرنسا بموجب قواعد المقام، وربما الكمية، اذ لن يتكلم احد عن ملك فرنسا ان لم يكن فيها ملك. لكن هذا لن يكون مثمرا اذا تضمن اننا لا نستطيع ان نضع خطا بين ما هو قبمفترض وما هو مقحم، لآن الثاني فقط يفترض ان المتكلم يقصد فعلا تهيئة المعلومات التي هي ليست جزءا من معنى جملته. اضافة الى هذا، فمن الصعب ان نرى كيف يمكن تطبيق مقترحات غرايس فعليا في اي وصف للمعنى. انها في غاية الغموض. فقاعدة العلاقة مثلا، لا تخبرنا اي شيء عما تعنيه لتفوه ما لكي يكون ذا علاقة، واعتبر غرايس نفسه ذلك مشكلة جدية. وظهر اقتراح حديث يرى ان بوسعنا ان نعرف تفوها ها بأنه ذو علاقة اذا قدم عند اخذه مع تفوه آخر، معلومات جديدة لا يمكن استنباطها من اي من التفوهين بمفرده، وان قاعدة العلاقة هي القاعدة الوحيدة التي نحتاجها. لكن هذا لن يوصلنا الى نقطة ابعد، لأننا سنرغب عندئذ بمعرفة كيفية التعريف الدقيق لظروف تهيئة المعلومات الدقيقة.
ص202
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|