أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
عن ابن عباس رضي
الله عنه قال: لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتال أهل البصرة وضع قتبا
على قتب ثم صعد عليه فخطب فحمد الله وأثنى عليه فقال: يا أهل البصرة يا أهل
المؤتفكة يا أهل الداء العضال يا أتباع البهيمة يا جند المرأة رغا فأجبتم وعقر
فهربتم ماؤكم زعاق ودينكم نفاق وأحلامكم دقاق.
ثم نزل يمشي بعد
فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء
فقال: يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأن محمدا عبده ورسوله يصلون الخمس ويسبغون الوضوء فقال له أمير المؤمنين
(عليه السلام): قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا ؟ فقال: والله
لأصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت عليّ سلاحي وأنا
لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من
الخريبة نادى مناد: يا حسن ارجع فإن القاتل والمقتول في النار فرجعت ذعرا وجلست في
بيتي. فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر
فتحنطت وصببت على سلاحي وخرجت أريد القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني
مناد من خلفي يا حسن إلى أين مرة بعد أخرى فإن القاتل والمقتول في النار.
قال علي: صدقت
أفتدري من ذاك المنادي ؟ قال: لا. قال: ذاك أخوك ابليس وصدقك أن القاتل والمقتول
منهم في النار.
فقال الحسن
البصري: الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 225 ]
تاريخ النشر : 2025-08-28