أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " إني أراكم بخير "
قال: كان سعرهم رخيصا.
تتميمم: قال صاحب الكامل: قيل: إن اسم
شعيب يثرون بن صيفون بن عنقا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم ;
وقيل: هو شعيب بن ميكيل من ولد مدين ; وقيل: لم يكن
شعيب من ولد إبراهيم وإنما هو من ولد بعض من آمن بإبراهيم وهاجر معه إلى الشام، ولكنه
ابن بنت لوط، فجدة شعيب ابنة لوط، وكان ضرير البصر، وهو معنى قوله: " وإنا لنريك
فينا ضعيفا " أي ضرير البصر، وكان النبي صلى الله عليه واله إذا ذكره قال:
" ذاك خطيب الانبياء " بحسن مراجعته
قومه، وإن الله عزوجل أرسله إلى أهل مدين وهم أصحاب
الايكة، والايكة: الشجر الملتف، وكانوا أهل كفر بالله تعالى، وبخس للناس في المكائيل
والموازين، وإفساد لأموالهم، وكان الله وسع عليهم في الرزق، وبسط لهم في العيش
استدراجا لهم منه مع كفرهم بالله، فقال لهم شعيب: " يا قوم اعبدوا الله مالكم من
إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أريكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط
" فلما طال تماديهم في غيهم وضلالتهم لم يزدهم تذكير شعيب إياهم وتحذيره عذاب
الله إياهم إلا تماديا، ولما أراد الله إهلاكهم سلط عليهم عذاب يوم الظلة، وهو ما
ذكره ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: " فأخذهم عذاب يوم الظلة
إنه كان عذاب يوم عظيم " فقال: بعث
الله عليهم وقدة وحرا شديدا فأخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت
هرابا إلى البرية، فبعث الله سبحانه عليهم سحابا فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها
بردا ولذة، فنادى بعضهم بعضا حتى اجتمعوا تحتها فأرسل الله علبهم نارا، قال عبد الله
بن عباس: فذاك عذاب يوم الظلة ; وقال قتادة: بعث الله شعيبا إلى أمتين: إلى قومه
أهل مدين، وإلى أصحاب الايكة ؟ وكانت الايكة من شجر ملتف ; فلما أراد
الله أن يعذبهم بعث عليهم حرا شديدا، ورفع لهم العذاب
كأنه سحابة، فلما دنت منهم خرجوا إليها وجاؤوها، فلما كانوا تحتها أمطرت عليهم
نارا، قال فكذلك قوله: " فأخذهم عذاب يوم الظلة " وأما أهل مدين فهم من
ولد مدين بن إبراهيم الخليل، فعذبهم الله
بالرجفة وهي الزلزلة فاهلكوا. قال بعض العلماء:
كانت قوم شعيب عطلوا حدا فوسع الله عليهم في الرزق، حتى إذا أراد إهلاكهم
سلط عليهم حرا لا يستطيعون أن يتقاروا، ولا ينفعهم ظل ولا ماء حتى ذهب ذاهب منهم
فاستظل تحت ظلة فوجد روحا، فنادى أصحابه: هلموا إلى الروح فذهبوا إليه سراعا حتى
إذا اجتمعوا ألهبها الله عليهم نارا، فذلك عذاب يوم الظلة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [387]
تاريخ النشر : 2024-07-31