x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الخطابة

المؤلف:  ناظم رشيد

المصدر:  في أدب العصور المتأخرة

الجزء والصفحة:  ص129-131

4-6-2017

3981

بعد أن تمزقت الدولة العباسية، وتناثرت أشلاؤها، وتناوبت فئات مختلفة على حكمها، وفشت العجمة، وهبطت مكانة الخطابة، وتقوضت أركانها ومقوماتها، وقل عدد الخطباء، وكان بعضهم يستظهر خطب السابقين ويرددها على المسامع، خاصة خطب عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نباتة (ت 394).

وهذا لا يعني أن الساحة خلت من الخطباء الجيدين الذين يمتلكون القدرة على الاقناع والتأثير فيا لنفوس بلغة رصينة بعيدة عن الخطأ واللحن، ولكن هؤلاء الخطباء كانوا قلة قليلة لم تستطع أن تغطي الرقعة الإسلامية وتسمع صوتها الى الناس جميعاً.

كانت الخطب تلقى في مناسبات كثيرة، منها الاستنفار لصد غارة، أو رد اعتداء، أو نجد اخوان وأصدقاء، ومنها ما كانت تلقى على المنابر أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية الأخرى، وهي (تعتمد على اثارات العاطفة لتحبب اليها الخير، وتنفرها من الشر، وتوجهها الى تقوى الله وحبه وخشيته وقلوب السامعين متفتحة للتأثر بالخطب الدينية؛ لأنها تصلهم بالخالق سبحانه وتعالى، وتعلو بهم عن الأرض الى السماء، وتبصرهم بما ينفعهم في الدينا والآخرة، فالخطيب يتكلم من قبل الله، والموضوع ديني روحي وثمرة الخطبة سعادة الفرد والمجتمع، وتمجيد الله وطاعته وابتغاء الخير)(1).

وكانت الخطبة تلقى على ضربين: الأول كونها تلقى مشافهة بعد أن يقف الخطيب على منبر أو منصة أو فوق مرتفع من الأرض، مصحوباً كلامه بالحركات والسكنات والاشارات والايماءات التي جرى على اصطناعها بقصد التأثير على مشاعر الجماهير، أما الثاني فهو أن تكتب الخطبة كتابة، وذلك كالخطب التي دأب رجال الدين على ذكرها بين يدي المؤلفات والمصنفات الأصولية والفقهية والتفسيرية وغير ذلك مما كانوا يصنعونه في مختلف العلوم الشرعية وكالتي كانت تكتب في شأن زواج أمير المؤمن أو من سلطان من احدى بنات الخلفاء أو الأمراء أو السلاطين (2) كخطبة الصداق التي كتبها القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر للملك السعيد بركة بن السلطان الملك الظاهر بيبرس البند قداري على بنت الأمير سيف الدين قلاوون الصالحي الالفي الذي أضحى من بعد سلطاناً، واليك طرفاً منها (3): (وبعد، فلو كان اتصال كل شيء بحسب المتصل به في  م/9/1.ع.م

تفضيله، لما استصلح البدر شيئاً من المنازل لنزوله، ولا الغيث شيئاً من الرياض لهطوله، ولا الذكر الحكيم لساناً من الألسنة لترتيله، ولا الجوهر الثمين شيئاً من التيجان لحلوله، لكن ليتشرف بيت يحل به القمر ونبت يزوره المطر، ولسان يتعوذ بالآيات والسور.

ونثار يتجمل باللآلئ والدرر، ولذلك تجملت برسول الله صلى الله عليه وسلم- أصهاره وأصحابه، وتشرفت أنسابهم بأنسابه وتزوج – صلى الله عليه وسلم – منهم، وتمت لهم مزية الفخار حتى رضوا عن الله ورضي عنهم).

ان الطابع العام للخطب آنذاك كانت متشابهة تقريباً في التزام السجع، واستخدام فنون البديع كالجناس والطباق والمقابلة والترصيع والتضمين والاقتباس، كما امتازت باختيار الألفاظ والعبارات، والوحدة الوثيقة التي تربط أجزاءها ومعانيها في موضوع واحد، واليك انموذجاً لأحدهم وهو خطبة النيل لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ).

(الحمد لله العظيم القادر الحبيب الجليل، الذي أسبغ على عباده فضله وكرمه الجزيل الحكيم ومن حكمته أجراؤها النيل، أنزله من الجنة بقدرته، وأرسله لنفع العباد كما أراد فليس له شبيه ولا مثيل، أحمده حمداً يبرى السقام ويشفي العليل، وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق والوكيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الممدوح في التوراة والانجيل والتنزيل، وصلى الله عليه وعلى اله وأصحابه ما استبان القبيل، واتضح الدليل.

أيها الناس، إن الله عليكم نعماً لا تعرفون لها قدراً، ولا تطيقون لمكافأتها حمداً ولا شكراً، أسبغ نعمه الظاهرة والباطنة عليكم تترى، واطلع على أعمالكم فأسبل حلمه عذرا، وصفحاً وستراً، فلو احتبس هذا النيل عن وبائه ولو شيئاً نزراً، لما استطعتم عنه صبراً، فتأملوا كيف ملأ الأودية مداً وجزراً، وعم البلاد بطناً وظهراً، فسبحان من أنزله من بحر عظمته الى سماء مملكته، بكيل مكيول، ووزن موزون، ويعلم عدة قطراته، وعلى كل قطرة ملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون يتر له من جبال شواهق مرتفعة، فتقذفه الى أرض منخفضة وأودية متقطعة، لا سائق من الأدميين يسوقه، ولا حارس له في الليل والنهار يقلقه أو يعوقه، الى أن يأتي أرض مصر ينفع من فيها، فنرى تحرير تياره ينادي في نواحيها، {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ } (4)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فن الخطابة للدكتور احمد محمد الحوفي ص105.

(2) ينظر كتاب (الأدب الصوفي في مصر في القرن السابع الهجري) ص291.

(3) صبح الاعشى 14: 300.

(4) سورة الواقعة، الآية 68-69.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+