1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : علم الحديث : مقالات متفرقة في علم الحديث :

مصادر علم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)

المؤلف:  الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي

المصدر:  وصول الأخيار إلى أصول الأخبار

الجزء والصفحة:  ص 59 ـ 63

2024-12-14

184

وممّن نقلنا عنه أحاديثنا ومعالم ديننا فاطمة سيّدة نساء العالمين وبضعة الرسول التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، كما رووه في صحاحهم (1).

ومنهم الحسن والحسين (عليهما السلام) سيّدا الشباب أهل الجنّة (2).

ومنهم السجّاد زين العابدين (عليه السلام)، انتهى إليه العلم والزهد والعبادة كما لا يخفى على مسلم.

ومنهم محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، الذي سُمّي باقر العلم لاتّساع علمه وانتشاره(3) وأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) جابر الأنصاري (رض) أنّه سيدركه وأنَّ اسمه اسمه وأنّه يبقر العلم بقرًا وقال: إذا لقيته فاقرأ عليه منّي السلام (4) ولم ينكر تلقيبه بباقر العلم منكر بل اعترفوا بأنّه وقع موقعه وحلَّ محلَّه.

ومنهم جعفر الصادق (عليه السلام) ابنه الذي اشتهر عنه من العلوم ما بهر العقول، حتّى غلا فيه جماعة وأخرجوه الى حد الإلهيّة ، ودوّن العامّة والخاصّة ممّن برز ومهر بتعلّمه من العلماء والفقهاء أربعة آلاف رجل كزرارة بن اعين وأخويه بكير وحمران وجميل بن درّاج ومحمد بن مسلم ويزيد بن معاوية العجلي وهشام بن الحكم وهشام بن سالم وابي بصير وعبد الله بن سنان وأبي الصباح وغيرهم من أعيان الفضلاء من أهل الحجاز والشام والعراق وخراسان من المعروفين والمشهورين من أصحاب المصنّفات الكثيرة والمباحث المشهورة الذين ذكرهم العامّة في كتب الرجال وأثنوا عليهم بما لا مزيد عليه، مع اعترافهم بتشيّعهم وانقطاعهم الى أهل البيت (عليهم السلام)، وقد كتب من أجوبة مسائله هو فقط أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف تسمّى (الأصول) في أنواع العلوم.

ومنهم علي بن موسى الرضا (عليه السلام) الذي ألّفت هذه الرسالة وأنا متشرّف بحضرته الشريفة وسدّته المنيفة، الذي أجمع أولياؤه وأعداؤه على عظم شأنه وغزارة علمه، وحاول أعداؤه من بني العبّاس وغيرهم الغضّ منه لمّا رأوا ميل المأمون إليه وحبّه له وأراد أن يجعله ولي عهده، فأحضروا له رؤساء العلماء في كل الفنون فأفحمهم جميعاً وأعجزهم مراراً شتّى، فكانوا يخرجون خجلين مدحورين (5) وهو يومئذٍ صغير السن، واعترف المأمون بفضله على كلِّ الناس فجعله ولي عهده، كما لا يخفى على أهل النقل.

ومنهم محمد بن الحسن المهدي القائم بالحق فيملاً الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً بإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك، فقد روى ذلك في الجمع بين الصحاح الستّ بستّ طرق (6) ألفاظ متونها مختلفة، ورواه في كتاب المصابيح بأربع طرق(7)  وبالجملة هو ممّا لا يمتري فيه أحد.

وباقي أحوالهم وأحوال باقيهم شهيرة غنيّة عن التعريف، لو فتحنا فيها باب المقال لطال واتسع المجال.

والأديب اللبيب يعرف ما *** ضمن طيّ الكتاب بالعنوان

ولقد علم كل الخلق من العامّة والخاصّة أنّه لم يسأل أحد منهم قط فتردّد ولا توقّف، ولا استشكل أحد منهم سؤالا قط، ولا عوّل (8) في جوابه على كتاب [قط] (9) ولا مباحث، مع أنّهم لم يشاهدوا قط مختلفين الى معلم ولا ادّعى ذلك عليهم مدّعٍ من أوليائهم ولا من أعدائهم، بل كلّ واحد منهم مسند عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وهذا من أقوى الأدلّة على اختصاصهم بالمزايا التي يقطع كلّ ذي لبٍّ بأنّها من الله تعالى ميّزهم بها عن الخلق.

ومعجزاتهم الباهرات وإخبارهم بالمغيّبات ممّا قد نقله الثقات واشتهر في كلّ الأزمنة والأوقات.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 ثم انّهم صلوات الله عليهم مع هذه الأخلاق الطاهرة والكرامات الظاهرة والعلوم الباهرة يصونون شيعتهم في الأخذ عنهم والعمل بفتواهم، ولم يزالوا يعيبون على غيرهم ممّن قال برأيه اعتماداً على استحسان أو قياس وينسبونهم الى الضلال والقول في الدين بغير الحق، ويستخفون رأي من يأخذ عنهم وينسبونه الى الجهل.

يعلم ذلك علماً ضرورياً صادراً عن النقل المتواتر، ومن رام انكار ذلك كان كمن رام انكار المتواترات من سنن النبي وسيرته ومعجزاته.

ولا مرية أنّ النقلة والنقل عنهم تزيد أضعافاً كثيرة عمّا نقل عن كل واحد من رؤساء العامّة، ومن أنكر ذلك كان كمن أنكر الضروريّات من المشاهدات.

وإذا اعتبر ذو أدنى عقل وانصاف جزم بصحّة نسبة ما نقل عنهم إليهم، فإن أنكره كان ذلك مكابرة محضة وتعصّباً صرفاً.

وحينئذٍ نقول: الجمع بين الإجماع على عدالتهم وتواتر هذا النقل عنهم معه بطلانه ممّا يأباه العقل ويبطله الاعتبار بالضرورة. وبالله التوفيق.

ولقد بحثت مع بعض فضلائهم من أهل فارس وكان ذا انصاف شهير وفضل كثير ولكنّه لم يكن يعرف شيئاً من أحوال الشيعة أصلاً؛ لأنّه هرب مع والده من الشاه اسماعيل الحسينيّ رحمه الله الى بلاد الهند وبها نشأ، فكان ممّا قال: انّ جعفر الصادق وآباءه (عليهم السلام) لا يشكّ أحد في عدالتهم واجتهادهم وغزارة علمهم وانّ مذاهبهم كانت حقاًّ لكن لم ينقل مذاهبهم كما فرّعوا على مذاهب هؤلاء، ولو نقلت مذاهبهم لم نشك في تصويب من اتبعها.

قلت له: ان كان مقصودك أنّ أهل السنة لم ينقلوا مذاهبهم فهو حق لكنّه غير قادح فيما الشيعة عليه؛ لأنّ أصحاب كل امام من ائمتكم لم ينقلوا فروع الإمام الآخر ولا فرّعوا على مذهبه، وان كان مقصودك أنّ الشيعة أيضاً لم ينقلوها ولم يفرّعوا عليها فهذا مكابرة في الضروريّات المشاهدات؛ لأنّهم أحرص الناس على نقل مذاهبهم والتفريع عليها، ونقل مذاهبهم وتفاريعهم عليها ومؤلفاتهم في ذلك اكثر من أن تحصى لا ينكرها ذو بصيرة؛ لأنّهم يعتقدون عصمتهم وأنّ ما يقولونه هو قول الرسول الذي لا ينطق عن الهوى، لا كأهل السنة الذين يعتقدون أنّ ما يقوله إمامهم بالاجتهاد، وانّ المجتهد قد يخطئ وقد يصيب، وأصولهم التي نقلوها عنهم تزيد أضعافاً كثيرة عمّا نقلتموه عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وعندي منها جانب ان شئت أريتكه.

فقال: نعم ولكن هم الآن نحو ثمانمائة والرجال والوسائط الذين نقلوه غير معروفين، فكيف يحكم بصحّة ذلك عنهم.

قلت: الجواب كالأوّل؛ لأنّ رجال الأئمّة ومن نقل عنهم الى يومنا هذا كلهم عندنا معروفون قد ألّفوا فيها كتباً كثيرة في الجرح والتعديل ونقل الأسانيد وتقسيمها الى الصحيح والحسن والموثّق والضعيف على أكمل الوجوه، بل علماؤهم لا يقبلون الا رواية من نص على توثيقه؛ لأنّ الشرط عندهم علم العدالة لا عدم العلم بالفسق كما يقوله أهل السنّة، وعندي من كتب رجالهم شيء إن شئت عرضته عليك. فسكت ولم يجب بشيء.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري 1 / 532، ينابيع المودة ص 171، المناقب لابن المغازلي ص 351، المستدرك للحاكم 3 / 153، اسد الغابة 5 / 522، كنز العمال 12 / 111.

(2) كنز العمال 12 / 112، مسند احمد بن حنبل 3 / 3، المستدرك للحاكم 3 / 164، تاريخ بغداد 4 / 204.

(3) قال بعض أهل اللغة: انّما لقب محمد بن علي بن الحسين بالباقر لتبقّره وتوسّعه في العلم، يقال: بقرت الشيء بقرًا أي فتحته ووسّعته، وسُمّي الأسد باقرًا؛ لأنّه يبقر بطن فريسته.

(4) احقاق الحق 12 / 155، 156، 158.

(5) المدحور: المطرود.

(6) غاية المرام ص 697 عن الجمع بين الصحاح الست بسبع طرق.

(7) غاية المرام ص 698 عن المصابيح.

(8) عوّلت على الشيء تعويلاً: اعتمدت عليه.

(9) الزيادة من المخطوطة.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي