x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تضارب الأفكار والتطور العلمي
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 31 ــ 33
2024-10-22
136
إن التضاد والمخالفة الطبيعية والاجتماعية من أكبر عوامل تحرك الإنسان، ومن أقوى وسائل التقدم. إن ضغط التضاد ينشط الكفاءات الكامنة في الإنسان، فتزدهر الطاقات الإنسانية الكامنة، ويفتح امامه طريق السمو والتكامل.
إن لم يكن هناك تضاد الجوع والحياة لما سعى الإنسان للحصول على الغذاء، ولما تقدمت الزراعة هذا التقدم العلمي. وإذا لم يكن هناك تضاد بين الصحة والمرض لما توصل الإنسان لمعرفةِ خواص المواد الطبيعية والأعشاب، ولما تقدم هذا التقدم في علم الكيمياء، ولما وفق في صناعة التركيبات الكيمياوية، وإذا لم يكن هناك تناقض بين الظلام وفعاليات الحياة لما توصل الإنسان إلى السر المحير للقوة الكهربائية ولما أضاء عالمه المظلم هكذا.
وإذا لم يكن تضاد أفكار العلماء في المباحث العلمية، وقيام مجموعة بنقد النظريات العلمية لمجموعات اخرى لما تقدم العلم البشري بهذه الصورة ولما وصل إلى درجة عالية. ولو لا تضاد الغرائز الحيوانية والتحكم الوجداني الأخلاقي لما وجد الأشخاص ذوو الإرادة الذين يتسلطون على أهوائهم فيصلون بذلك إلى المقام الشامخ للتقوى ومكارم الأخلاق.
الخلاصة: إن هذه الأمثلة وعشرات الأمثلة الاخرى تكشف عن هذه الحقيقة وهي أن التضاد والمخالفة توجد في جميع الشؤون الإجتماعية والطبيعية، والضغوط الناتجة عن التضاد، تدفع بالإنسان نحو الفعالية والنشاط، وبهذه الطريقة يفتح أمامه باب التقدم والرقي فيصل الإنسان بالتالي إلى مدارج العلو والتكامل.
ـ الحرب والتقنية:
باعتقاد العلماء أن القسم الأعظم لتقدم الصناعة والتقنية حصل الإنسان عليه أثناء الحروب واشتداد المواجهة والمعارك العسكرية فضغط الحرب والإحساس بالخطر كانا يهزان العلماء بشدة، فكانوا يضطرون للإستفادة من المصادر الطبيعية إلى أقصى حد، وأن يزيدوا من سرعة وقدرة المحركات عبر ابتكاراتهم الجديدة، وأن يزيدوا من صنع أسلحة أكثر دماراً وتخريباً، لكي يتمكنوا عن هذا الطريق من قمعِ العدو ولحفظ بلادهم من السقوط والدمار الكامل.
(يقول راسل: لقد كانت الحرب الوسيلة الأساسية للوحدة الاجتماعية عبر التاريخ. ومنذ المرحلة العلمية صارت الحرب أكبر محرك للتقدم التقني) (1).
(يقول جون ديوي: إذا لاحظنا جيداً أهمية ودور الغريزة الكبير في حياة الإنسان، فإننا نواجه أحد أكثر الجوانب سلباً في تاريخ الإنسان، ونكتشف هذه الحقيقة البارزة وهي ضآلة تأثير العقل وقيادته في تقدم الإنسان وبالعكس، ومدى تأثير الحضارة من الحوادث والوقائع غير المترقبة.
مثلا إننا مدينون للقسم الأعظم من تقدمنا المحيّر والتغييرات الاجتماعية، للحروب، والانقلابات، وظهور الرجال الكبار، والهجرات الجماعية نتيجة نشوب الحرب، وكذلك المجاعة وقد لوحظ مراراً أن ظهور قبيلة وحشية، يؤدي إلى أن تدب حياة جديدة في جسم الشعوب المتعب) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تأثير العلم على المجتمع، ص 55.
2ـ الاخلاق والشخصية، ص 102.