1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

الشيوخ والذكاء والذهن

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 26 ــ 27

2024-10-04

293

(يقول شارل ريشيه: تضعف قوى الذهن وجميع القوى المتعلقة بها بالتدريج حتى سن الخامسة والأربعين، وبعد هذه السن تضعف بسرعة. والأشخاص الذين يعمرون كثيراً ويضعفون تزول عنهم قوة الذهن، ولكن بالعكس فإن قوة الإبداع والابتكار، التي تنبع من الذكاء والفراسة، تصل إلى ذروتها بين سن الثلاثين والأربعين حتى الخمسين، ثم تأخذ بالضعف بعد سن الخامسة والخمسين والستين بالتدريج، وتصاب بالركود في الخامسة والسبعين رغم انه يوجد في مثل هذه المرحلة نوابغ في العالم جعلوا هذا الافتراض او القاعدة في موقع التردد والشك) (1).

ـ تجارب العمر:

والأشخاص الذين يجتازون مرحلة الشباب والكهولة ويعيشون في الشيخوخة، لهم أفكارهم الخاصة، ولهم رغبات تنسجم مع ضعف وعجز الجسم والتحولات الروحية. وهؤلاء قد ذاقوا الحر والبرد واجتازوا تضاريس كثيرة في الحياة، وتلقوا في مدرستها تجارب فنضجت أفكارهم. ولكنهم مع الأسف فقدوا أيام الشباب التي هي مرحلة التحرك والنشاط، وأصبحوا ضعفاء الآن. وعندما يرون تسرع الشباب في اتخاذ رأيهم دون دراسة ومحاسبة، ينظرون إلى أسلوب تفكيرهم باستصغار ويأسفون على غفلتهم وعدم تجربتهم.

(إن أكثر الناس في سن الاربعين ليسوا غير ذكرى ورماد لنار كانت ملتهبة يوماً ما، والشيء المحزن في الحياة هو أن العقل والحكمة يكتملان في وقت يكون فيه الشباب قد مضى. ليت الشباب كان يعلم، وليت الشيخوخة كانت ذات قوة !!) (2).

ـ الشيوخ والحياة الهادئة:

وهؤلاء عندما يرون جسمهم الضعيف وأعصابهم المتزلزلة يقلقون ويخافون من الأعمال التي تستلزم القوة والنشاط الشديد، ويبتعدون عن الأعمال المستلزمة للحركة، ويأملون أن يعيشوا في جو اجتماعي وأسري هادئ، ليتمكنوا من قضاء مرحلة الشيخوخة براحة وطمأنينة وإمضاء بقية العمر في سكون وهدوء.

(إننا كلما انسجمنا مع البيئة التي نعيش فيها خشينا متاعب الانسجام المجدد في حالة حدوث تغييرات جديدة أساسية. إننا نفضل بعد سن الأربعين أن تصبح الدنيا هادئة وصامتة وأن تتجمد صورة الحياة المتحركة فتصبح لوحة ثابتة) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ابق شابا لمائة وخمسين عاما، ص 14.

2ـ مباهج الفلسفة، ص 492.

3ـ المصدر السابق، ص 496. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي