الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الفوارق بين الكهل والشاب
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 22
2024-04-16
991
يأخذ العمل والإحساس بالمسؤولية محل اللعب واللهو للشباب، في سن اواسط العمر، ويتبدل التخيل والأفكار الشاعرية إلى المنطق والواقعية ويخضع التمرد وعدم الاكتراث لدى الشباب إلى السنن الإجتماعية والقرارات العامة، ويحل السكون والنضج محل عدم الاطمئنان والصخب، ومن ثم تأخذ احاسيس الكهول مع تقدمهم في السن تدريجياً نحو العجز الواضح، وهذا العجز يؤثر في أفكارهم وأعمالهم، ويحطم غرورهم.
(إن قسماً من المحافظة المتزايدة التي يبديها من هم في أواسط العمر يعود إلى العلم والاطلاع على العادات والتقاليد المعقدة والأعراف ومعرفة معايب ونقائص رغباتهم، ولكن القسم الآخر يعود إلى النقص في القوى الذي يؤدي إلى العفة والأخلاق لدى كبار السن. في البدء لا نصدق ولكننا عند اليأس نجد مخزن القوى لا يمتلئ بما يستخرج منه او كما قال شوبنهاور: إننا نأكل من رأسمال المال لا من عائداته.
إن هذا الإحساس يجعل الحياة لمدةٍ من الزمن مظلمة كئيبة مفعمة بالشكوى من قصر الحياة) (1).
(ولهذا نجد أن مرحلة الكهولة تجد سعادتها وكمالها في العمل والعناية بالأطفال. وكما نرى أن آمال مرحلة الشباب تتحول إلى العمل الجاد الهادئ الصبور في سنوات الكهولة، فإن لذة الأعمال المنجزة تأخذ مكان أوهام غزو العالم، وترجح سن النضج جزيرة حقيقية على قارة خيالية) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مباهج الفلسفة، ص 496.
2ـ المصدر السابق، ص 497.